قال مسؤولون ان متمردين أكرادا قتلوا 26 جنديا تركيا بالقرب من الحدود التركية العراقية يوم الاربعاء في احدى أعنف الهجمات منذ أن حمل المتمردون السلاح ضد الدولة التركية قبل ثلاثة عقود. وذكرت مصادر عسكرية ان قوات كوماندوس تركية توغلت لمسافة ما بين ثلاثة الى أربعة كيلومترات في الاراضي العراقية بعد الهجمات على منطقتي جوكورجا ويوكسيكوفا باقليم هكاري. وأصيب ما لا يقل عن 16 جنديا في الهجمات. وقالت المصادر ان اشتباكات متفرقة وقعت بين القوات ومتمردي حزب العمال الكردستاني في المنطقة الحدودية بينما حلقت طائرات هليكوبتر حربية فوق المنطقة. وذكرت وسائل اعلام تركية أن الطائرات الحربية التركية التي شنت غارات جوية انتقامية على أهداف للمتمردين الاكراد في شمال العراق أقلعت من قاعدة في مدينة ديار بكر. وألغى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على الفور زيارة لقازاخستان وعقد اجتماعا طارئا مع وزيري الداخلية والدفاع وقادة المخابرات وكبار القادة العسكريين مما يؤكد على خطورة الموقف. كما ألغى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو زيارة مقررة لصربيا يوم الاربعاء. وقال الرئيس التركي عبد الله جول "سيستمر الكفاح حتى ينتهي هذا الارهاب وستقوم (تركيا) بكل ما يلزم لاتمام المهمة." وأضاف أن قادة عسكريين في طريقهم للمنطقة. ولم يتسن الحصول على تعليق القوات المسلحة التركية. ولم يعلن حزب العمال الكردستاني على الفور مسؤوليته عن الهجمات. وحمل متمردون أكراد يسعون لاقامة دولة كردية مستقلة السلاح ضد الدولة التركية عام 1984 وقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع. ويعبر متمردون أكراد الحدود من قواعد لهم في شمال العراق لمهاجمة أهداف تركية. ويصف الاتحاد الاوروبي وتركيا والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني بأنه جماعة ارهابية. وتأتي الهجمات بعد أن قال عبد الله اوجلان زعيم الحزب المسجون ان استئناف محادثات السلام يتوقف على تصرفات تركيا. وقال بيان للحزب يوم الثلاثاء ان اوجلان بعث برسالة من خلال شقيقه الذي زاره في زنزانته بسجن في جزيرة تقع جنوبي اسطنبول. وقال اوجلان في أول رسالة له منذ شهور "الكرة في هذه المرحلة في ملعب سلطات الدولة (التركية) وليس ملعبنا. المفاوضات ستستمر وقد يتغير كل شيء في العملية المقبلة اذا فتحوا (الاتراك) الباب." وأقرت حكومة حزب العدالة والتنمية التركي الذي ينتمي اليه اردوغان اصلاحات ثقافية وسياسية لصالح الاكراد بهدف انهاء العنف الذي تؤججه مشاكل الاكراد كما أجرت الحكومة التركية محادثات سرية مع اوجلان.