قال مصدر أمنى إن المخابرات العامة المصرية، أعدت تقريرا عاجلاً بتكليف من رئيس الجهاز، حول آثار الحوار الوطنى الذى عقدته رئاسة الجمهورية، الاثنين، لبحث تداعيات بناء سهد النهضة الإثيوبى. وأضاف المصدر، الذى رفض نشر اسمه، أن التقرير تضمن توقعات بوجود تأثير سلبى كبير وسط الرأى العام الإثيوبى، والدولى ضد مصر فى الفترة المقبلة، بسبب الحديث الذى جرى فى اللقاء المذاع، وشدد على أن المخابرات ترى أن المسؤولين عن تنظيم اللقاء بالرئاسة ارتكبوا خطأً جسيماً، بعدم إبلاغ الضيوف بإذاعة الحوار على الهواء. وتابع أن المخابرات ذكرت فى تقريرها أنه ربما يتم استخدام محتوى الفيديو ضد مصر فى المحافل الدولية، لأن به نوعا من التحريض على إثارة البلبلة فى المجتمع الإثيوبى، ولذلك على مؤسسات الدولة المعنية بالملف دور مهم وحيوى فى التفاعل مع الحدث والسعى لاحتواء آثاره السلبية الجسيمة فى المستقبل القريب. وأشار المصدر إلى أن الدبلوماسية المصرية والمخابرات العامة، عليهما دور كبير فى إزالة آثار هذا اللقاء من نفوس المسؤولين الإثيوبيين وشعبهم، وشدد على أن الأجهزة الرسمية المصرية، تكنّ كل احترام وتقدير لإثيوبيا حكومة وشعبا، وهناك علاقات تاريخية قوية بين الدولتين لا يمكن أن يؤثر عليها انفعال بعض ممثلى التيارات السياسية الذين حضروا اللقاء مع رئيس الجمهورية. وتابع المصدر أن المخابرات أعدت 6 تقارير منذ بداية الأزمة الأسبوع الماضى حول سد النهضة وتداعياته على مصر والسودان، وأن هناك تنسيقا كاملاً بين المؤسسات المصرية والسودانية فى هذا الإطار، وأن هناك «لجنة أزمة» مشكلة من رئاسة الجمهورية والمخابرات العامة، ووزارات الدفاع والخارجية والرى لمتابعة جميع المستجدات. وشدد المصدر على أن المخابرات لا يمكن أبداً أن تعبث بأمن إثيوبيا بأى حال من الأحوال، وأن مصر تفضل إلى حد بعيد الحل الودى للأزمة، تجنباً للصدام، وفى الوقت نفسه تفضيل مصر للحل الودى لا يمنع وضع سيناريوهات تتضمن استخدام كل الحلول الممكنة وأن جميع الخيارات مفتوحة. بينما شنت صحيفة (ينابرس) الإثيوبية، اليوم الثلاثاء، هجومًا حادًا على أحزاب المعارضة والإعلام في مصر على خلفية موقفهما من تحويل مجرى النيل الأزرق وبناء سد النهضة، واتهمتهما بدق طبول الحرب. وقالت الصحيفة في عددها الصادر تحت عنوان "الحكومة والمعارضة والإعلام في مصر يواصلون تهديداتهم لإثيوبيا": "إن أحزاب المعارضة تطالب بوقف العمل بسد النهضة، فيما بدأ الإعلام المصري دق طبول الحرب بشكل متواصل منذ 28 مايو الماضى وحتى اليوم بهدف زيادة التوتر مطالبين بتدخل الجيش والمخابرات". وأضافت (ينابرس)، الصادرة باللغة الأمهرية، أن الإعلام قام بتوجيه مثل هذه الرسائل حتى تستوعبها إثيوبيا، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام المصرية دأبت على توجيه مثل هذه الرسائل عبر كبار المسئولين والسياسيين فى مصر الذين تجرى معهم حوارات حول السد فى محاولة منهم لإثناء إثيوبيا عن مواصلة العمل فى بناء السد