أحس أن حكامنا الجدد الذين أفرزتهم المرحلة الإنتقالية بعد الثورة قد وصلوا بسرعة غير متوقعة إلى مرحلة الإسترخاء داخل كراسى الحكم الوثيرة الناعمة وإطمأنوا بمجرد جلوسهم عليها أنهم خققوا أهدافهم من ركوب موجة الثورة فعاشوا فى نفس الوهم الذى عاشه النظام السابق أخذتهم سنة من النوم فى العسل . ولا يمكن لعاقل أن يصدق أنهم لا يملكون أن يحققوا بعضا من أهداف الثورة : عيش / حرية / عدالة إجتماعية , فهناك بالقطع وسائل متعددة يمكن أن يحس الناس من خلالها أن الحكام الجدد فى طريقهم إلى تحقيق هذه الأهداف , وأنهم خطوا ولو خطوة واحدة فى طريق يؤدى إلى علاج حقيقى لمشكلة ما أو يؤدى إلى الإقتراب من هدف من أهداف الثورة , ولكنهم آثروا السلامة وإستغرقوا فى النوم اللذيذ فى كراسى الحكم , وأشعلوا الخلافات والجدل العقيم فى قضايا مثل تطبيق الشريعة ومناقشة شكل غريب من الصياغات الغبية يسمونه مسودة الدستور تاركين أزمات الغلاء والفقر والوقود والإسكان تتفاقم وتتوحش دون أن بشعر الناس بأدنى قدر من الجدية فى التعامل مع هذه الأزمات . فالإقتصاد ينهار والبطالة تزداد والسياحة تسقط وهم منشغلون بإستبدال فئة كانت تحوز معظم ثروات البلاد سابقا بفئة من أتباعهم تحوز نفس الثروات أما الإهتمام بمشكلات الشعب الكادح وأزماته الطاحنة فهذا خارج نطاق رؤيتهم التى إقتصرت على النوم المريح فى كراسى السلطة , وينسون أن هذا النوم المريح والوهم المطمئن كان الخطأ الذى وقع فيه النظام السابق فكانت نهايته .