كشفت مصادر رفيعة ،على صلة بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، عن توقعاتها بحضور مبارك ونجليه جلسة المحاكمة الأولى العلَنية غدا الاربعاء، مشيرة الى أن صحة الرئيس السابق جيدة عكس ما يُشاع عن مرضه ودخوله في غيبوبة. وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة أن الرئيس بعد التشاور مع محاميه ومستشاريه قرر الحضور الى جلسة المحاكمة الأولى على الرغم من كونها جلسة إجراءات ويمكن بموجب التقارير الطبية التي بحوزته تقديمها لهيئة المحاكمة لإعفاؤه من حضور الجلسة الأولى. واشارت المصادر ، التي طلبت عدم ذكر اسمها، الى الإجراءات الأمنية غير المسبوقة التي اتخذتها وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الدفاع لتأمين نقل الرئيس السابق ونجليه الى جانب السبعة الكبار المتهمين في ذات القضية بقتل شهداء ثورة "25 يناير"، مما يؤكد حضور مبارك ونجليه جلسة المحاكمة الاولى على أن يتم نقلهم بطائرة "هيلكوبتر" الى مقر المحاكمة في اكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة. وعن علنية المحاكمة وحق المواطنين وأسر الشهداء متابعة وقائع الجلسة، لفتت المصادر الرفيعة الى أنهم سيتابعون الجلسة من خلال شاشات العرض التي سيتم نصبها حول قاعة المحاكمة، مشددا على أن القاعة ستكون محاطة بإجراءات أمنية على أعلى مستوى. وعن أسباب حضور الرئيس السابق الجلسة الأولى، لمحت المصادر الى أن قرار مبارك جاء بهدف كسب تعاطف الشارع المصري معه في محاكمته، مشيرة الى أن مبارك مقتنع بأن أغلبية الشارع عندما سَيراه في قفص الاتهام سيتعاطف معه. وفي محاولة منا للتأكد من مصداقية الخبر، أجرى "محيط" عدة اتصالات بمصادر أمنية بوزارة الداخلية ، إلا أن المصادر نفت علمها بحضور الرئيس السابق جلسة المحاكمة الأولى أو لا، مشيرة الى أن الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها بمعرفة الشرطة بالتعاون مع القوات المسلحة تأتي في سياق إمكانية حضور مبارك ونجليه جلسة المحاكمة الأولى ولو بنسبة ضئيلة. واضافت المصادر الأمنية أن جلسة المحاكمة سيحضرها وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي ومعاونيه الستة المتهمين بقتل شهداء ثورة "25 يناير"، مؤكدة أن تأمين العادلي ومعاونيه لا يقل أهمية عن تأمين مبارك ونجليه. أمر وجوبي وبدوره ، توقع المحامي الشهير بهاء أبو شقة أن يحضر الرئيس السابق حسني مبارك أول جلسات محاكمته العلنية غدا والمتهم فيها بالتحريض على قتل متظاهري ثورة "25 يناير"، مشيرا الى أن حضور نجليه علاء وجمال الى جانب السبعة الكبار حبيب العادلي ومعاونيه الستة أمر وجوبي. وقال أبو شقة في تصريحات ل "محيط": "إن حضور المتهم جلسة المحاكمة الأولى التي تتم فيها الإجراءات الجنائية هو أمر وجوبي"، مشيرا الى أن ذلك يعني ضرورة مثول الرئيس السابق ونجليه والسبعة الكبار في وزارة الداخلية أمام هيئة المحكمة غدا. وأضاف المحامي، الذي رفض الدفاع عن مبارك،: "هناك سيناريوهان آخران الأول أن يكن هناك قرار فني طبي يؤكد إصابة المتهم (حسني مبارك) بمرض يمنعه من الحضور لفترة مؤقتة وهو ما يترتب عليه أن تصدر المحكمة قرار بإرجاء الجلسة لهذه الفترة حتى يستكمل المتهم المريض شفاؤه لمثوله أمام المحكمة"، مؤكداً أن الهدف من حضور المتهم هو دفاعه عن نفسه وأن يكون في كامل وعيه. وتابع : "أم عن السيناريو الثاني هو أن يكون هناك قرار فني طبي يؤكد أن المتهم (حسني مبارك) يعاني من مرض مزمن ميأوس منه لا يعلم الأطباء متى يمكن للمتهم المريض الشفاء منه، وهو ما يترتب عليه أن تقرر المحكمة إرجاء نظر القضية بحق هذا المتهم على أن تواصل البت فيها بحق باقي المتهمين لإعطاؤهم كافة حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم وإعطاء المدعي بالحق المدني الحق في تقديم ما لديه من مستندات يدين بها هؤلاء المتهمين". ولفت أبو شقة ، نائب رئيس حزب الوفد، الى أن السيناريو الثاني يضع القضية أمام منعطف تاريخي حيث أن قاعات المحاكم المصرية لم تشهد قضية مماثلة، مضيفاً : "ولكني أُقيس هذه القضية على قضية متهم فيها شخص أصيبا بالجنون وهو ما يحول دون محاكمته"، مشيرا الى أن حضور المتهم ليس هو الهدف في حد ذاته وإنما الهدف هو أن يكون المتهم في كامل وعيه للحصول على كافة حقوقه في الدفاع عن نفسه. وحول دور تحقيقات النيابة في إرشاد هيئة المحكمة الى حقيقة صحة الرئيس السابق، أوضح أبو شقة أن العبرة بالقرار الفني الطبي أثناء المحاكمة وليس أثناء التحقيقات، مشيرا الى أن الحالة الصحية لأي مريض يمكن أن تتغير بين لحظة وأخرى. وعن وجوبية دخول الرئيس السابق قفص الاتهام، أعرب أبو شقة عن قناعته بأن مبارك سيحضر غدا أول جلسات محاكمته ولو على سرير طبي أو كرسي متحرك عبر الإسعاف الطائر، مشيرا الى أن دخول مبارك الى قفص الاتهام هو قرار بيد هيئة المحكمة بحيث تقرر المحكمة ما ترتئيه يحقق الصالح لكافة الأطراف. وبشأن الّزامية باقي المتهمين بالحضور الى جلسة المحاكمة الأولى وعلى رأسهم نجلي الرئيس السابق علاء وجمال، شدد أبو شقة على ان حضورهم أمر مفروغ منه، مشيرا الى أن الحديث يدور حول مبارك بسبب المعلومات المتضاربة حول صحته.