"الرياضة تقرب بين الشعوب" كلمة طالما تشدق بها المسئولين عن الرياضة حول العالم، لكن ربما على كل مصري ألا ينطق بتلك الكلمة خلال في الوقت الحالي لأنه بكل تأكيد سيكون كاذب. في حادث مروع وقع بالأول من فبراير 2012 تحولت مباراة كرة القدم بدأت بالسباب إلي نهاية بحصد أرواح 74 مواطن مصري على يد مجموعة من المتهورين وللأسف مصريين مثلهم. كانت مباراة كرة القدم بين فريق المصري البورسعيدي والأهلي أخر شيء يمكن أن يوصف بأنه تنافس رياضي فقط دخلت جماهير الفريقين برغبة في خوض معركة كلامية لا تخلوا من سباب غير أخلاقي للجميع، حكام، ومسئولين وبالطبع الفريقين وخرجوا منها في النهاية بجرائم قتل بشعة من أصحاب الأرض للضيوف كانت مسار الحديث بالنسبة لأسرة كرة القدم في العالم أجمع وتحول الحديث عن الأهلي عالميا من صفحات الرياضة إلي صفحات الحوادث. لكن بالعودة إلي الخلف نجد أن هناك عدد من الأسباب أدت إلي الحادث نوضحها في الأتي:- 1- حكم الأولتراس على الدولة على مدار الفترة الأخيرة جعل من قضية بورسعيد هي مسار حديث الجميع خلال العام الأخير، فالأولتراس هو من يصدر القرار، وهو الذي يأمر فيطيع وهو الذي يحدد موعد عودة الدوري وهو الذي يقتل وهو الذي يحكم بالإعدام لم يعد هناك سوي الأولتراس في الدولة المصرية رغم أن الأولتراس هو الذي قتل من 74 مواطن، كما كان هو الذي حكم بعدم تفتيشه قبل المباريات ليقوم باستخدام الشماريخ والأسلحة في المدرجات. 2 الحس الأمني المعدوم من قبل المسئولين عن تأمين المباريات، حيث لم يتم دراسة ما كان يدور في الأجواء قبل المباراة وسمح بحضور عدد من جماهير النادي الأهلي بل وطلب منهم أن يتوجهوا إلي بورسعيد من أجل تشجيع فريقهم. 3 فشل اتحاد الكرة في دراسة الأمر جيدا ودراسة الأوضاع إضافة إلي إصراره على إقامة المباراة ليس لأسباب متعلقة بكرة القدم إنما فقط من اجل الفضائيات التي تضغط عليه من أجل إقامة المباريات مهما كانت الظروف. 4 السكوت على حالة الكراهية التي تستشري في أوساط كرة القدم المصري على مدار سنوات كثير والتركيز بشكل دائم على مصطلح فارغ يدعي "القلة المندسة". 5 إصرار حكم المباراة على استمرارها حتى النهاية على الرغم من معايشته لأجواء غير مطمئنة منذ بداية أحداثها. لكن هذا لم يجعلنا نتعلم أي شيء من الممكن أن يفيدنا في عدم تكرار تلك المذبحة خلال المستقبل، فهناك العديد من الأشياء سوف تؤدي إلي تكرار المذبحة مستقبلا يمكن اختصارها فيما يلي:- 1 اعتبار أعضاء روابط الأولتراس أبطال المهمات الصعبة ووصف ما يقومون به في أي وقت حتى وان خالف القانون بأنه "رجولة" 2- عدم النظر إلي التجارب السابقة في دول أخري مثل حادث هيلسبروه في انجلتر الذي قدم لنا درس مجاني من الواقعة التي شهدت مقتل 96 من جماهير ليفربول الذي كان في ذلك الوقت أعظم نادي انجليزي ولا تقل سيطرته على الحياة الانجليزي عن سيطرة الأهلي في مصر. 3 إخراج الأمر عن كونه تعصب أعمي من جماهير كرة قدم موتورة أدي إلي كارثة إلي اتهم مدينة خالدة في تاريخ مصر بأن أهلها مجموعة من القتلة ونسيان من قدم هؤلاء للوطن من تضحيات على مدار أكثر من قرن.