مجددا عاد سفير مصر في الجزائر، ليتأكد الجميع من حقيقة واقعة.. هي ان لعبة السياسة تختلف كثيرا عن لعبة كرة القدم، وان ملعب السياسة اكبر واوسع من ذلك المستطيل الاخضر الذي تختلط فيه المشاعر وتصل فيه الحرية الى حد الجنون . عاد السفير ليؤكد ان علاقات الشعوب ومصالحها لايمكن ان ترتبط بنتيجة مباراة يفوز فيها منتخب او يخسر. عاد السفير بقرار حكومي اراه - والشهادة لله- انه حكيما لانه لم ينساق لتلك الجوقة التي ارادت ان تتحول علاقتنا بالجزائر من تاريخ مشترك الى حرب ضروس في اعلام مهووس لم يراعي مصالح البسطاء في البلدين. في الجزائر اعتبرت بعض الصحف ان المصريين هم آل فرعون متجاهلين اننا فعلا من نسل الفراعنة ولكننا مؤمنون، ووضعنا في ذلك مثل كل الصحابة الذين ولدوا من اصلاب الكفار، فلم يعاير احدا النبي صلى الله عليه وسلم بعمه ابو لهب، كما لم يعاير احد سيدنا ابراهيم عليه السلام لان ابوه آذر كان كافرا. وفي مصر هرولت بعض الفضائيات في الرد وراحت تسفه اجمل مافي الجزائر وهو النضال وتعاير الجزائريين على فرنسيتهم وكأن احتلالهم كان بايديهم. في الجانبين.. ارتفع صوت المهاويس و"كذابين الزفة" ، وانزوت اصوات المثقفين والعقلاء بعد ان اصبحوا هدفا لنيران الغضب من الصحف والفضائيات. في البلدين.. كانت القيادة السياسية تتعامل بمنطق اخر تماما.. منطق : "دعوهم يتنفسون ويتناسون ".. وبمنطق الكبار، تعاملت مصر عندما سحبت سفيرها في الجزائر للتشاور، وعندما عاد.. اطلق سفير الجزائر في القاهرة تصريح ينم عن ان السياسة تختلف عن كرة القدم حينما قال لن نعتذر ولانريد من مصر اعتذار.. مما يؤكد ان لعبة السياسة اكبر بكثير من عقلية بعض المشجعين من الاعلاميين – في البلدين - الذين ماان يجدوا جنازة حتى يشبعوا فيها ولامؤاخذة" لطم". للاسف .. هؤلاء لم يتحدثوا ابدا عن مميزات الجانب الاخر او النضال المشترك وانساقوا وراء شباب المنتديات المتحمس وتعاملوا مع ارائهم واخبارهم على انها حقيقة، فاوغلوا القلوب واستنفروا الاحقاد وفعلوا مالم يفلح فيه الاعداء. عاد السفير.. ليدرك تجار الكلام ان علاقة مصر والجزائر فوق كرة القدم..عاد ليهدم احلام المغرضين وابواق الشر واصحاب المصالح !!.