تعددت الأزمات داخل مجلس إدارة النادي الأهلي برئاسة محمود طاهر، منذ بداية توليه إدارة القلعة الحمراء في إبريل عام 2014 وحتى الآن، والتي كان آخرها ما حدث في اجتماع المجلس الأخير، من اتخاذ قرارات من أعضاء المجلس في غيابه ودون علمه، ليفاجئ بها في الاجتماع الأخير، ويعترض بشدة على تلك التصرفات، ويقوم طاهر بتقديم استقالته شفويًا، وبعدها يقوم بالسفر إلى لندن حتى يبتعد عن الانخراط في المشاكل القائمة. مساحه اعلانيه ومن المؤسف بالنسبة لأعضاء المجلس، أنه كلما حدثت خسارة للفريق الأول لكرة القدم بالتحديد، تبدأ أصابع الاتهام في الاتجاه ناحية طاهر وأعضاؤه، وكذلك معاونيه، فبعد توليه قاموا بالتعاقد في مطلع الموسم الماضي مع 10 صفقات جديدة، رحل 5 منهم مطلع الموسم الحالي سواء بالاستغناء أو الإعارة، لفشلهم في إثبات أنفسهم على أرض الملعب، الأمر الذي أدى لسوء النتائج، وخسارة بطولات الدوري والكأس والسوبر الإفريقي، والخروج من ثمن النهائي من دوري أبطال إفريقيا، ونصف نهائي الكونفدرالية. وأدى ذلك الأمر إلى إتهام علاء عبد الصادق مدير قطاع الكرة السابق والمسئول عن ملف التعاقدات والصفقات في ذلك الوقت، ومجلس طاهر بأكمله، بالفشل الذريع والمطالبة برحيله، على الرغم من تحقيقه لبطولتي الكونفدرالية والسوبر المحلي، ولكن حصوله على هاتين البطولتين جاء بلفظ الأنفس، حيث فوز بالسوبر والذي جاء بركلات الحظ الترجيحية، بينما بطولة الكونفدرالية والتي جاءت بسبب جمهور الأحمر الذي حضر المباراة، وآزر اللاعبين الذي أدوا مباراة مزرية أمام سيوى سبورت الإيفواري، ليفوزوا بالنهاية بالبطولة، بالإضافة إلى اعتماد الفريق وقتها على الحرس القديم من اللاعبين، لابتعاد اللاعبين المتعاقد معهم في تلك الفترة عن الصورة بسبب مستواهم. كذلك كلما خرج الفريق الأول من تلك الانتكاسة لتتحسن النتائج بعدها، أو يتمكن من إحراز بطولة ما، تنزوي الأعين المترصدة عن محمود طاهر ومجلسه، وتبدأ قصائد المدح والثناء على قائد سفينة الأهلي، وذلك مثلما حدث بعد مباراة كأس السوبر المحلية في مباراة الزمالك التي أقيمت بالإمارات، وفاز فيها الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، حيث كان قد سبقها مباشرة الأزمة الشهيرة التي حدثت بسبب المدير الفني الجديد، البرتغالي جوزيه بيسيرو، والذي وقع عليه الاختيار من مجلس طاهر، وما حدث من رفض جماهيري للاختيار الجديد، ومطالبتهم بعودة مانويل جوزيه المدير الفني السابق والأسطوري للأهلي، قبل أن يصر طاهر على موقفه بالتعاقد مع بيسيرو ورفض جوزيه، ويرضى جمهور الأهلي بالأمر الواقع بعد الانتهاء من مباراة السوبر، ليساعد الفوز بالسوبر مجلس الأهلي على هدوء الجماهير الأهلاوية من جانبهم. بجانب أنه كان كلما نجح المجلس وهيثم عرابي مدير التعاقدات السابق في إنهاء صفقة جديدة أو التعاقد مع لاعب جديد، خاصة وإن كان نادي الزمالك طرفاً في الصراع للظفر لتلك الصفقة، كانت تنهال على محمود طاهر عبارات الشكر والثناء من الجماهير الحمراء، قبل أن تظهر في الصورة أزمة جديدة من أزمات المجلس، لتعود أصابع الاتهام للاتجاه مرة أخرى ناحية رئيس النادي، واتهامه بالتخبط وانشغاله عن أمور النادي بأعماله الشخصية، وترك الأمور بالنادي بين أيادي مرتعشة قد تكون غير جديرة بتلك المسئولية. ويبدو أن المجلس الحالي للنادي الأهلي بقيادة طاهر، لن يستطيع الخروج من دوامة نظرية "كل أما أجف أجع"، رغم نجاحه مطلع ذلك الموسم في تعويض صفقات الموسم الماضي، بصفقات مدوية بالتعاقد مع لاعبين كبار، وأصحاب إمكانيات كبيرة، بالإضافة إلى فوزه على الزمالك في السوبر المحلي بالإمارات، والحفاظ على اللقب للموسم الرابع على التوالي، ونجاح الفريق الأول في تحقيق بداية أفضل من الموسم الماضي بفوزه في ثلاث مباريات من واقع أربعة خاضها الفريق في الدوري حتى الآن، وبالتالي اقتناصه ل9 نقاط من إجمالي 12 نقطة، ونجاحه في توقيع أعلي عقد رعاية لفريق كرة قدم في تاريخ الدوري المصري، بعد تعاقده مع شركة "صلة" السعودية لمدة ثلاث مواسم لرعاية القلعة الحمراء بمبلغ 231 مليون جنيه، ولكن لنرى ماذا يمكن أن يحدث في الأيام القليلة القادمة.