أخيرا وبعد طول انتظار عدنا مجددا للإثارة والمتعة من جديد، و بالأخص القادمة من الدوري الإنجليزي الممتاز، المسابقة الأمتع والأكثر متابعة جماهيرية في أوروبا . مساحه اعلانيه ومع انطلاق موسم 2015/2016 بكل ما فيه من توقعات وترقب، نقدم في هذه السلسة نظرة تحليلية على أهم الملامح التي ستحدد المنافسة على اللقب الذي يحمله تشيلسي. وسنتناول معا في "الطريق إلى البريمييرليج" موقف الفرق الكبرى المتوقع منافستها على لقب المسابقة المنتظرة بقوة. ونختتم حديثنا عن الفريق اللندني الغائب عن التتويج بالبطولة منذ عام 2004 وهو أرسنال المدفعجية أنهوا الموسم الماضي في المركز الثالث، ولولا البداية السيئة لنافس بقوة عن اللقب. هذه المرة الأمر قد يختلف قليلا وهناك العديد من العوامل يجب التركيز عليها قبل انطلاق الموسم الجديد والتي ستحدد موقع أرسنال من المنافسة هذا العام قبل المباراة الافتتاحية له أمام ويست هام اليوم الأحد وهي كالتالي: قوة المنافسين : أخيرا وبعد طول انتظار أصبح أرسنال ندا قويا لمنافسيه، تغلب على العديد من عيوبه، وأظهر ذلك بشكل كبير الموسم الماضي. أرسنال يدخل الموسم الجديد وهو ليس الفريق المجازف هجوميا ذو الدفاع الهش الذي يمكن إختراقه في أي وقت. وأهم ما يعطي لهم ميزة جديدة هذا الموسم، هو فكه لعقدة مانشستر يونايتد بعدما تغلب عليه الموسم الماضي بكأس إنجلترا، بالإضافة لاسقاط غريمه الأذلي تشيلسي وكسر هيمنة مدربه جوزيه مورينيو على أرسنال ومدربه أرسن فينجر في كأس الدرع الخيرية. المدفعجية سيتسلحون بالعديد من النجوم الكبار، التي تجعلهم في مصاف الفرق المنافسة، بوجود أوزيل وبيتر تشيك وكازورلا وكوسيلني وويلشير ووالكوت وسانشيز وغيرهم. اذا نظرت لأسماء لاعبي أرسنال على كافة المستويات وقارنته بباقي منافسيه ستجده تقريبا للمرة الأولى منذ سنوات متكافيء بشكل كبير، باستثناء المركز المتواجد به غير طيب الذكر على آذان جمهور المدفعجية وهو أوليفييه جيرو. دكة البدلاء : الدوري الإنجليزي بطولة قوية بدنيا طويلة صعبة، تحتاج أن يكون لديك فريقا قويا ودكة بدلاء قادرة على صناعة الفارق. بفرض أن أرسنال تشكيلته الأساسية هي : تشيك، بيليرين، كوسيلني، ميرتساكر، مونريال، كوكلين، كازورلا، أوزيل، سانشيز تشامبرلين والكوت. في حالة ثبات هذه التشكيلة وعدم التعاقد مع لاعبين جدد ستكون دكة البدلاء بها أسماء كبيرة أيضا وأبرزها: ديفيد أوسبينا: الحارس الكولومبي المتألق الذي كان واحدا من نجوم الفريق الموسم الماضي وواصل السطوع في كوبا أميركا. جابرييل: أرسن فينجر أنفق على ضمه 13 مليون إسترليني، وقلما يفعل المدرب الفرنسي ذلك على لاعب مدافع وإلا وإن كان من طراز عالمي، ونحن هنا في حالة لا ينقصها سوى الفرصة، التي يؤجلها حتى الآن التفاهم والتألق للثنائي كوسيلني وميرتساكر. ويلبك: مهاجم مانشستر يونايتد السابق، ظهر على فترات الموسم الماضي لكن الإصابات اعاقته عن ترك بصمته لكن يبقى مهاجم مزعج وورقة رابحة. آرون رامزي وجاك ويلشير: الثنائي سيجد أرسن فينجر صعوبة وحيرة كبيرة جدا في استخدامهما، نظرا للوفرة في مركز الوسط المهاجم لكنها حيرة مرغوبة ومفيدة لمصلحة الفريق، نظرا للموهبة والقوة التي يمتلكها الثنائي. بالإضافة أيضا للعديد من اللاعبين مثل أرتيتا وجيرو وكالوم تشامبرز وديبوشيه وروزيسكي مما يعني أن الفريق لديه وفرة من النجوم واللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم في وقت الحاجة. الانتقالات : حاولنا ضم لاعبين جدد لكن لم تكن هناك الجودة والنوعية الكافية، حيث لم نجد أفضل مما لدينا وأثق كثيرا في قدرة هذا التشكيل على المنافسة. عزيزي مشجع أرسنال، إذا سمعت هذه الكلمات من ارسن فينجر يوم 1 سبتمبر المقبل بعد نهاية فترة الانتقالات، فاعلم ان موسم فريقك انتهى من بدايته، ولا تنتظر نتيجة مغايرة لتكرار نفس الخطأ 5 سنوات متتالية. أرسنال لديه فريق شبه مكتمل، ويعتبر على حافة النجاح للعودة لمنصات التتويج الحقيقية، فالبرغم من فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي مرتين متتاليتين، إلا أن بطولتي الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوربا هما الحلمان اللذان يراودان جماهير المدفعجية. في كل انتقالات يرفض فينجر دفع فريقه نحو القمة ويقوم بعمل غير مكتمل "Unfinished business"، بسد حاجة أو اثنين وترك عجز في أماكن أخرى، مثلما تجاهل حاجة فريقه لمدافع ومحور ارتكاز الموسم الماضي. لتحقيق ذلك يجب على أرسن فينجر التخلي عن عناده، ويكف عن الثقة في أوليفييه جيرو الذي لم يقدم أي شيء استثنائي منذ قدومه قبل 3 سنوات، فهو لا يمتلك الحدة والقوة الكافية لفك الدفاعات المتكتلة، ولا يحرز سوى الأهداف المنطقية السهلة ومدمن لإهدارها أيضا. بالإضافة لعدم الاستماع للأصوات المنادية بالدفع بثيو والكوت كمهاجم بصفة أساسية، ربما يكون نفاثة وسرعته لا تقاوم، لكنه كثير الإصابات، لا يملك القوة البدنية أو صفقات المهاجم المهاري. مهاجم كبير مطلوب بشدة، ربما تمثل ندرة أو قلة المهاجمين من الطراز العالمي هذا السوق مشكلة.، لكن لاعب مثل كريم بنزيمة وهو الهدف الأول للمدفعجية سيكون خيارا مثاليا، نظرا للسرعة والمهارة التي يمتلكها اللاعب. بالإضافة لقدرة بنزيمة على مساندة زملائه، وتقديم الدعم للقادمون من الخلف مثل تشامبرلين وأوزيل والكوت، مما يجعله اللاعب الأمثل لقيادة هجوم المدفعجية. في حالة الفشل في ضم بنزيمة ورفض ريال مدريد التخلي عنه، فهناك خيارات أخرى مثل كافاني، لوكاكو، لاكازيت، أوباميانج، ليفاندوفيسكي. كما يحتاج الفريق للاعب خط وسط مدافع، لمساعدة كوكلين، الذي لن يستطيع خوض 50 مباراة وحده في هذا المركز. كوكلين أبرز دور لاعب خط الوسط المدافع في أرسنال لمساعدة الفريق، لكن إصابته ستكون كارثة، يجب تفاديها بضم أي لاعب مميز بهذا المكان مثل فيكتور وانياما، لارس أو سفين بيندر، جرجيورز كريتشوفياك لاعب اشبيليه، ويليام كارفاليو أو لوكاس بيليا.. المرونة التكتيكية: اذا كنت تسير في طريق بشكل يومي واعتبرته مفضلا لك والأقرب لوجهتك، ووجدته يوما ما أغلق، هل ستواصل السير بنفس الطريق أم تقوم تغييره حتى تصل؟ هذه مشكلة أرسن فينجر في السنوات الماضية، الخطة التي يلاقي بها أستون فيلا وويست بروم وويست هام وهال سيتي، هي نفسها التي يلعب بها مع تشيلسي ومانشستر يونايتد وسيتي وليفربول. فتكون النتيجة في بعض الأحيان كارثية تصل ل 8/2 أو 6/0 أو 6/3 أو 5/1 . أرسنال فريق ممتع يلعب كرة جميلة يحبها جميع المتابعون، لكن تغيير هذا الأسلوب المندفع هجوميا وإظهار بعض النوع من التماسك والتراجع الدفاعي إذا لزم الأمر فهذا وارد وليس عيبا أو محرما اذا فزت بالثلاث نقاط. فينجر أظهر هذه المرونة في مباراة الإياب مع مانشستر سيتي الموسم الماضي، وتغلب عليه 2/0، ليستخدمها مرة أخرى مع جاره مانشستر يونايتد 2/1، ليخرج بعدها يؤكد أن لاعبيه أصروا على تغيير الخطة واللعب بشكل أكثر التزاما بالنواحي الدفاعية. كما أن لغز امتناع فينجر عن القيام بأي تغييرات حتى الدقيقة 70 من مباراة، يعتبر من أعجب ظواهر المدرب الفرنسي التي تجعل فريقه محفوظا لخصومه. ومع كل هذه العوامل يبقى الفريق اللندني أحد أقوى المرشحين للمنافسة بقوة على اللقب بعد التطور الملحوظ في آخر 3 سنوات.