كتب - أحمد أباظة مساحه اعلانيه توقفت الساعة لدى عشاق الكرة، واصطف الجميع لمشاهدة قمة المباريات الإيطالية، وأحد فصول العداء الثلاثى الثابت بين يوفنتوس وميلان وإنترناسيونالى، بين الأول والثانى على الملعب المشترك بينه وبين الأخير .. سان سيرو أو جوسيبى مياتزا. أبسط ما يمكن قوله عن المباراة، أن فيليبو إنزاجى وماسيميليانو أليجرى مدربى اليوفى والميلان على الترتيب، قد حرما الجماهير من المتعة المنتظرة، بحذر شديد مشترك من الثنائى، لكن لكل منهما عذره، ضع نفسك مكان أحدهما وستجده. إنزاجى بلا أدنى شك لم يكن ليرغب فى الخسارة فى قلب معقله أمام الغريم، أما أليجرى فدوافعه لا تحتاج لشرح، فها هو يعود إلى الملعب الذى توج فيه بالكالتشيو مع الميلان، ثم حصل على المركز الثالث .. هنا هزم برشلونة ذهاباً 2-0، قبل أن يذوق مرارة رباعية 2013 الشهيرة، وهنا تهاوى الروسونيرى على يده إلى مراكز تشبه "الثالث عشر"، ليودع منصبه مرغماً فى يناير 2014. يمكننا القول أن تلك المباراة كانت التحدى الأهم بين أسطورة كروية تسعى لكتابة اسمها التدريبى، وبين مدرب ارتوى بمتعة النجاح، قبل أن يتجرع أسوأ مرارات الفشل، ماسيميليانو أليجرى أتى إلى السان سيرو ليبحث "حرفياً" عن ذاته. المدير الفنى الحالى للبيانكونيرى وإن بدا أنه نال مراده الليلة، إلا أنه مازال يواجه مشكلة أكبر، وهى 3-5-2 أم 4-1-3-2؟ أليجرى يحاول تطبيق أسلوبه المعتاد باللعب بأربعة مدافعين، لكن المجازفة بذلك فى تلك الفترة الصعبة والتى يحاول فيها كسر أسطورة كونه مدمر الفرق الناجحة يعد سلاح ذو حدين، إن نجح ينضم لعباقرة كرة القدم، وإن فشل لن يحق له أن يحلم بأكثر من العودة لتدريب كاليارى ! على الجانب الآخر نجد إنزاجى وقد استقر نهائياً على 4-3-3، وبالفعل يمتلك فريقاً يحتوى على كافة متطلبات الخطة، ظهيرين بمستوى جيد كأباتى ودى تشيليو، ربما ينقصه قلب دفاع على مستوى عالى بجوار رامى، قاطع كرات متميز (دى يونج) خيارات متعددة للاعبى الارتكاز (مونتوليفو - بولى - مونتارى)، وأجنحة مناسبة (الشعراوى - بونافينتورا - نيانج - هوندا)، وأخيراً المهاجم الذى افتقده الروسونيرى الموسم الماضى وأفضل لاعبى الميلان الليلة، مينيز. احصائيات المباراة تتحدث عن نفسها، حيث سدد الميلان 9 مرات، 3 منهم فقط على مرمى بوفون، بينما سدد اليوفى 12 مرة تتضمن 5 فقط على أبياتى، أما عن أماكن التسديدات فهى تكشف عن الواقع المرير لمباراة مملة اللهم إلا بضعة فترات من الشوط الثانى، حيث سدد الميلان 3 مرات فقط من داخل المنطقة، و6 من خارجها، أما اليوفى 4 فقط من الداخل، و8 من الخارج، مباراة عنوانها الإغلاق الدفاعى ولا شئ سواه. فى النهاية، فاز من استحق الفوز، حتى بدون أرتورو فيدال وأندريا بيرلو، لكن هناك شئ ما غير مطمئن حيال "السيدة العجوز"، ربما يكون سمعة أليجرى الكارثية، أما ميلان "إنزاجى" لا يحتاج فى الوقت الحالى سوى أن يرفع الرئيس المتصابى سيلفيو بيرلسكونى يده عنه تماماً، فهو أول بذرة نجاح تلوح فى الأفق منذ نفق ما بعد 2011 المظلم. ملاحظة: أبياتى وأجاتزى يجب أن يظلا دائماً وأبداً بطاقة تهديد لدييجو لوبيز، فما فعله لوبيز فى المباريات التحضيرية والكارثة التى اقترفتها يداه أمام بارما الأسبوع الماضى أكبر دليل عما يمكن للغرور فعله بحارس أزاح القديس "كاسياس" من فوق عرشه يوماً ما.