تابعت الهجوم علي التحكيم في الفترة الاخيرة من خلال مباريات الدوري الساخن هذا الموسم. وتحدثت في مقال سابق عن التحكيم ودوره المهم والمؤثر في المباريات. فهل حدث من قبل أن دخلت في نقاش حاد مع صديق لك حول صحة لعبة وبقيت مختلفاً معه رغم إعادة اللقطة أمامك عشرات المرات؟ يحدث هذا كثيراً وعقب كل مباراة كرة قدم تقريباً. فإذا كنا نحن المشاهدين لا نستطيع الاتفاق علي قرار معين رغم إمكانية الإعادة فما بالك بالحكم الذي عليه أن يتخذ القرار في ثانية وهو الأمر الذي يؤدي أحياناً لأخطاء. وذكرت بعض النقاط المهمة التي تحدث من الحكام في المباريات منها ارتكاب اخطاء تحكيمية غير مقصودة وتؤدي الي كوارث. وهناك اخطاء تحكيمية صارخة حدثت من افضل الحكام في العالم ومن اشهرها مباراة المانيا وانجلترا في مباراتهما معاً في كأس العالم 2010 عندما تغاضي الحكم خورخي لاباديا عن الهدف بحجة أن الكرة لم تتجاوز الخط وهو ما تسبب في النهاية بهزيمة الإنجليز بنتيجة 4 أهداف مقابل هدف واحد والخروج من كأس العالم. برغم ان الكرة ظهرت علي شاشة الاستاد في جنوب افريقيا وهي تتخطي خط المرمي باكثر من مترين. ويجب ان لا ننسي يد تيري هنري في تصفيات كأس العالم 2010پ بين المنتخب الفرنسي ونظيره الأيرلندي وانتهت بفوز المنتخب الفرنسي بنتيجة هدف مقابل لا شيء سجله المهاجم تيري هنري بيده أمام مراي الجميع و بالرغم من ذلك لم يلغ الحكم مارتن هانسون الهدف واحتسبت نتيجة المباراة لصالح الفرنسيين الذين صعدوا إلي كأس العالم. اما هدف مارادونا الشهير في نهائي كأس العالم 1986 في المكسيك فهو الاشهر علي الاطلاق عندما احرز الهدف بيده حينما قفز داخل منطقة الجزاء ولمس الكرة بيده مسجلاً الهدف الثاني لمنتخب الأرجنتين واحتسبهپ الحكم التونسي علي بن ناصر بدون تردد وأنهي مال المنتخب الإنكليزي نهائيا. هذه الامثلة توضح ان الاخطاء تحدث في اقوي البطولات العالمية ولكن لم يرجع الحكام في قراراتهم ابدا برغم ظلمها في كثير من الحالات.پوما حدث في مباراة الزمالك ووادي دجلة والغاء مساعد الحكم الاول ايمن دغيش للهدف بحجة التسلل كان لها مردود عنيف من المدرب ميدو والذي احتج بشدة علي قرار الالغاء وصرح بان تربيته وراء انتقاده للحكم حيث لا يرضي بالظلم وانه يبحث عن حقه بعد الخطأ الواضح من المساعد بعدم احتساب هدف صحيح لصالحه في مرمي الزمالك. وهنا نتوقف كثيرا عندما خرج رئيس لجنة الحكام ويصرح ان الهدف صحيح والمساعد اخطا بعدما اعاد اللعبة مرات عديدة بالاجهزة الحديثة ثلاثية الابعاد لكي يتاكد من صحة الهدف. اللوم ليس ان رئيس لجنة الحكام اكتشف الخطا واعلنه ولكن الخوف من تكرار اعلان اخطاء الحكام في وسائل الاعلام المختلفة. يجب ان يكون هناك تقييم فني لاداء الاحكام في اجتماعاتهم المتواصلة وتحديد الاخطاء لعدم تكرارها ونترك للنقاد والمحللين ابراز الاخطاء بعيدا عن لجنة الحكام. والهدف الملغي لوادي دجلة صحيح ورفع راية المساعد حدثت الاف المرات وفي مباريات عدة وسوف تتكرر الاف المرات ايضا ما لم تدخل التقنية الحديثة في مساعدة الحكم في الغاء او تاكيد هدف. وكلنا يذكر مباراة مصر والبرازيل في كاس العالم للقارات في جنوب افريقيا عام 2009 عندما اعاد الحكم الركلة الركنية للبرازيل واحتسبها ضربة جزاء علي المنتخب المصري بعد اكثر من 4 دقائق كان قد اتصل به الحكم الرابع الذي يجلس في الملعب وامامه مونيتور وشاهد اعادة اللعبة ووجد ان مدافع الزمالك ياسر المحمدي قد منع هدفا بيده واخرج الكرة الي ضربة ركنية. ومنذ ذلك الوقت تم منع وضع مونيتور في الملعب اثناء المباريات. انا كنت محللا لهذه المباراة مع اللجنة الفنية للفيفا وذكرت في تقريري ان الحكم ما كان يجب عليه الرجوع في قراره لان الاتحاد الدولي لم يعتمد علي وسائل المساعدة والفيديو في تقييم قرارات الحكم. ولو شاهد الحكم الرابع اللعبة بدون الاستعانة بالمونيتور لادرك الحكم قراره واحتسب ضربة الجزاء بعدها بوقت قصير جدا مقارنة بالوقت الذي اعاد فيه اللعبة لتصبح ضربة جزاء بدلا من ضربة ركنية. ولكن حدث جدلا كبيرا عندما علمنا ان المراقب الذي كان يجلس بجوار المنسق العامپ في الملعب هو الذي شاهد اعادة اللعبة في المونيتور واخبر الحكم الرابع بلمسة اليد. لذا فنقول ان مشاكل التحكيم لن تنتهي وسوف يكون الحكم هو الشماعة التي يعلق عليها اللاعبون والمدربون والجماهيرپ شماعاتهم.