لا يختلف إثنان أن عبد العزيز عبد الشافي نجح في إعادة فريق النادي الأهلي بل ويمكننا القول منظومة كرة القدم داخل النادي للطريق الصحيح بعد فترة من التخبط الفني والإداري بداية من الموسم الماضي وحتي الإستعانة به في لجنة الكرة أولا ثم مديرا للقطاع ثانيا وأخيرا كمدير فني للفريق الأول.. زيزو نجح في تحسين نتائج الفريق ومعه تصدر الأهلي جدول ترتيب بطولة الدوري العام لأول مرة وحقق الفوز في المباريات الأصعب أمام الإسماعيلي وانبي والإتحاد السكندري والزمالك وتعادل مع طلائع الجيش لم يدخل مرمي الأهلي أية أهداف في هذه المباريات فصار الأول بفارق 7 نقاط عن الغريم التقليدي الزمالك وكذلك الأكثر تهديفا والأقوي دفاعا حتي الأن في البطولة.. زيزو يحظي بثقة كبيرة من جانب أغلب أعضاء مجلس إدارة النادي وهذا مصدر قوته في النادي لأنه في الأساس مديرا لقطاع الكرة قبل أن يصبح مسئول فنيا عن إدارة الفريق الأول بعد رحيل البرتغالي جوزيه بيسيرو. ولهذا يعلم الجميع داخل الفريق أنه حتي لو رحل زيزو عن تدريب الفريق وعاد لمكتبه كمدير للقطاع فسيظل موجودا ولن يرحل عن النادي. ويضع لاعبو الأهلي هذا الإعتبار بشكل جيد أمام أعينهم. لكن العلاقة بين زيزو وبعض لاعبي الفريق بدأت تتخذ منحني جديد في الفترة الأخيرة. حيث دخل في صدام مع أكثر من لاعب خلال المران ولأسباب مختلفة له فيها كل الحق. فشخصية زيزو القوية ترفض أن يحدث أي تجاوز في وجوده وهو ليس المدرب الذي يغمض عينيه أمام أي واقعة احتراما لمكانه ومكانته حتي ولو كان هذا الصدام مع أهم وأفضل لاعبي الفريق علي المستوي الفني. زيزو لاحظ في الفترة الأخيرة العديد من الأخطاء التي يرتكبها اللاعبون وكانت المفاجأة أن هذه المواقف كلها تأتي من اللاعبين الكبار أصحاب الخبرات وبعضهم من أبناء النادي. وكانت البداية مع عماد متعب وهجومه بل وتعديه اللفظي علي زميل جديد له بالفريق هو صالح جمعه في التدريب قبل مواجهة الزمالك ولأن الواقعة حدثت أمام زيزو كان قراره هو طرد متعب من التدريب بعد أن تحدث معه بطريقة غير لائقة أمام اللاعبين والجهاز المعاون وتم توقيع عقوبة بالغرامة 150 ألف جنيها والتدريب منفردا رغم قيمة وأهمية متعب وخاصة قبل مواجهة صعبة أمام الزمالك وهداف القمة. فهذه القوة جعلت متعب يراجع نفسه ويعتذر ويذهب لمؤازرة الفريق في برج العرب أمام الزمالك وأعاده زيزو للتدريب مع الفريق مرة أخري لكن لم ترفع العقوبة المادية. لكن الموقف بالنسبة لمتعب لم ينته فأزمته أبدا لم تكن في صالح جمعه أو أي لاعب بالفريق. وإنما مشكلته في شعوره أنه نفذ رصيده مع زيزو المدير الفني وأنه مشاركاته مع الفريق في الفترة المقبلة ستكون في اضيق الحدود في ظل اقتناع الأخير بكل من الجابوني ماليك ايفونا والغاني جون أنطوي وثالثهما عمرو جمال. وهو السبب نفسه الذي دفع متعب للهجوم من قبل علي الإسباني خوان كارلوس جاريدو الذي درب الفريق الموسم الماضي. متعب يعاني من أزمة نفسية بسبب عدم معاملته بالشكل الذي يليق به كنجم وشعوره أنه بات غير مطلوبا في الأهلي وهو المنقذ في المواقف الصعبة. ولهذا تحدث متعب مع سيد عبد الحفيظ مؤخرا بعد انتهاء الأزمة والعودة للتدربيات مع الفريق في موقفه ومصيره داخل النادي والذي يدفعه إلي التفكير في الإعتزال لأنه لا يرغب في اللعب لأي فريق أخر في مصر غير النادي الأهلي ولن يكون له سوق للاحتراف في الخارج لأنه لا يشارك مع الفريق الأحمر. الأزمة الثانية كان بطلها كالعادة حسام غالي كابتن الفريق والذي يعلم الجميع مشكلته الرئيسية أنه في الكثير من المواقف تنفلت أعصابه وقد يعنف أو يسب أي زميل له بالفريق أخطأ في الملعب أو تراخي في تنفيذ دوره مع الفريق. وبسبب هذا الأمر حدثت مشكلات وخناقات كثيرة في تدريب الأهلي بين غالي وكل اللاعبين تقريبا. ولم ينجح أي مدرب قاد الأهلي في تصحيح هذا الوضع أو تغييره أو ابعاد غالي. إلا أن زيزو بدأ يتصدي لغالي بشكل قوي في الفترة الأخيرة من أجل تغيير هذا الواقع بعد أن مل من تصرفاته مع زملائه ومعاملتهم بشكل سيئ وكان أخر المواقف مع الجابوني ماليك ايفونا والذي تعدي عليه غالي بالسباب بالأم بعد مباراة طلائع الجيش التي تعادل فيها الأهلي وماكان من ايفونا سوي أنه رفض هذا الأسلوب من كابتن الأهلي وفسر الأمر بأن غالي تعمد الهجوم عليه للتأثير عليه لإبعاده أو اجباره علي التفكير في الرحيل من الأهلي لصالح صديقه المقرب جدا عماد متعب الذي يمر بحالة نفسية سيئة. ونفس هذا التفكير وصل لزيزو عن طريق أحد أصدقاء ايفونا الذي نقل معاناة اللاعب نفسيا بسبب هذا الموقف ووعده كل من سيد عبد الحفيظ وزيزو بأن هذا الأمر لن يتكرر وغالي رغم أنه كابتن الفريق في النهاية لاعب ولن يتم السماح له بمثل هذه الأفعال وتم تحذيره بشكل قوي. غالي بالنسب لزيزو أحد مراكز القوي المهمة في الفريق وكانت له أزماته مع الأجهزة الفنية السابقة للفريق "مانويل جوزيه وحسام البدري ومحمد يوسف وجاريدو وفتحي مبروك الموسم الماضي " والتصدي له لابد أن يكون بحنكة فالأمر لا يحتاج صدام وعقوبات بل لتخطيط بالإستبعاد من التشكيل لصالح لاعب أخر سيمنحه زيزو اهتماما كبيرا في الفترة القادمة ليكون البديل وهو عمرو السولية الوافد الجديد للفريق. وكذلك صالح جمعه.