پ ما بين ليلة وضحاها تحول فتحي مبروك من المنقذ.. الحكيم والخبير رجل المواقف الصعبة والأزمات إلي الضعيف صاحب الفكر المنتهي الفاشل بعد الخسارة الثالثة علي التوالي له وضياع ثلاث بطولات من النادي الأهلي هذا الموسم هم الدوري العام وكأس مصر ثم بطولة الكونفيدرالية الأفريقية ويتحمل مبروك مسئولية الفشل في البطولتين الأخيرتين إذا اعتبرنا أن الدوري العام مسئولية مباشرة للإسباني جاريدو الذي الذي قاد الفريق في أغلب لقاءات الموسم الماضي. وكان أداء مبروك رائعا بعد توليه المسئولية وإصلاح حال الفريق. لكن الغريب كانت تصريحات مبروك عقب الخروج المهين أمام أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي بأنه يحمل اللاعبين المسئولية عن هذا الفشل. وهو أمر غريب علي مدرب من المفترض أنه كبير فالمدير الفني دائما ما يتحمل مسئولية أي فشل ولا يلقي بالتهم علي اللاعبين بهذا الشكل ليخرج هو متخيلا أنه لن تطوله أسهم النقد. والحقيقة أن مبروك كان مضطرا للحديث عن جزء بسيط من الأسباب بهذه الطريقة بعد المباراة في ظل صدمته لكن الحقيقة قد تكون أكثر صدمة وهو ما أفصح به مبروك مع المقربين منه داخل النادي ورفض الحديث عنه في الإعلام حتي لا يتسبب هذا الكلام في انقطاع صلته التي كانت دائما وثيقة بإدارات النادي المتعاقبة. مبروك فجر مفاجأة بأن خلافه الأول والأساسي كان مع رئيس مجلس إدارة النادي محمود طاهر والذي ظل يماطل لفترة طويلة في فكرة إعلان بقائه علي رأس الجهاز الفني للموسم المقبل. والتلويح بالمدرب الأجنبي بشكل مستمر في الوقت الذي سبق لطاهر الجلوس مع حسام البدري وهو من أبناء الأهلي ومحلي مثله وعرض عليه العودة وتوقيع عقد لمدة موسم ونصف بعد رحيل جاريدو. والمسئولية الثانية من وجهة نظر مبروك كان للجنة الكرة التي تم انشاؤها والتي علي عكس كل التصريحات والتوقعات لم يكن المدير الفني علي وفاق معها وكان الإختلاف في ملف التعاقدات. وهو ما جعل مبروك أنه مدير فني مستباح من قبل الجميع ولجنة الكرة في عز قوتها بقياد حسن حمدي والخطيب وطارق سليم لم تكن أبدا لتتدخل في عمل البرتغالي مانويل جوزيه أو حتي حسام البدري. لكن هذه المرة لجنة الكرة بقيادة زيزو وطاهر الشيخ ووليد صلاح الدين تعاقدت مع لاعبين لم يطلبهم مبروك ورفضت التعاقد مع أخرين طلبهم وضرب مبروك مثلا بمحمود عبد المنعم كهربا لاعب الزمالك المتألق حاليا وأنه كان علي رأس طلباته لدعم الوسط المهاجم بالفريق. لكن لجنة الكرة رفضت الفكرة وفضلت عليه أحمد الشيخ الذي لم يطلبه مبروك من الأساس. وكذلك رأي مبروك أن صالح جمعه لاعب لا يناسب الأهلي وبطيئ جدا في تحركاته وعلي عكس رأيه قامت اللجنة بالتعاقد معه. وهذا ما يفسر رفض مبروك الدفع بجمعه في مباراتي نصف نهائي الكونفيدرالية أمام أورلاندو بايرتس رغم غياب حسام غالي للإصابة وتفضيل مبروك اللعب بأحمد فتحي في الوسط المدافع لأنه يري جمعه غير مؤهل لهذا المكان. أما حديث مبروك عن وجود مؤامرة من بعض اللاعبين فالحقيقة أنه لم يقصد ذلك وإنما كان في صدمة كبيرة من 4 لاعبين رأي أنهم كانوا السبب الرئيسي في الهزيمة القاسية من اورلانمدو برباعية والخرووج من البطولة وهم الحارس شريف إكرامي وثنائي الدفاع سعد سمير ومحمد نجيب ولاعب الوسط المهاجم عبد الله السعيد. هذا الرباعي رأي مبروك أنه لم يلعب لصالح فوز الأهلي أو كانت أخطاؤه سببا في الهزيمة الكارثية ورحيله من الجهاز الفني. في المقابل أكد مصدر بالجهاز المعاون لمبروك أن الأخير كان يرغب في اللعب بلاعب ثالث في قلب الدفاع " ليبرو " أمام أورلاندو بايرتس من أجل التغطية علي سرعات لاعبي الفريق الجنوب أفريقي وفي نفس الوقت تكون هناك فرصة لتصحيح أخطاء الثنائي سعد ونجيب قبل مرمي شريف إكرامي. لكن الفكرة لاقت رفضا من الجهاز المعاون بشكل قاطع علي اعتبار أن وجود لاعب ثالث سيؤثر علي سعي الفريق للهجوم وتعيض خسارة الذهاب أمام نفس الفريق. وكذلك عدم وجود ليبرو بالفريق حاليا في ظل إصابة حسام غالي الذي لعب هذا الدور من قبل وعدم جاهزية شريف حازم.