إنه وضع غريب وعجيب... الذي يصر فيه اتحاد الكرة والأندية المختلفة علي الحصول علي الموافقات الأمنية لإقامة المباريات... بقصد تحميل الشرطة لاسيما الأمن المركزي مسئولية التأمين منذ لحظة وصول الفرق والملعب وغرف اللاعبين والمدرجات... الخ بالإضافة إلي مسئوليتها الأساسية عن الأمن خارج الملعب... وفي حالة رفض إقامة المباراة لاستيفاء اشتراطات النيابة العامة أو للالتزام بلوائح الفيفا تقوم الدنيا ولا تقعد. لذلك.. اصبح الأمن المركزي هو الجاني وفي ذات الوقت ضحية.. كيف. ولماذا. والحل ؟ 1⁄41⁄4 توجهنا بهذا السؤال الي اللواء بهاء حلمي مساعد رئيس قوات الأمن المركزي للتخطيط والمتابعة الذي عاد مؤخرا من اسبانيا بعد ان أوفدته وزارة الداخلية للاطلاع علي الاداء الامني. وتأمين الملاعب في مباريات كرة القدم هناك.. فقال: 1⁄4 خلال رحلتي الي اسبانيا تبين أن قانون الرياضة الأسباني ينص علي مسئولية الأندية عن التعاقد مع شركات أمن خاصة تقوم بكافة مهام التأمين وفقا للوائح الفيفا. وتعيين مدير أمن مسئول يمثل النادي يتولي مهام التنسيق الكامل والمستمر مع الشرطة وذلك تطبيقا للوائح الفيفا التي تنص "قواعد الأمن والسلامة في الملاعب الرياضية" علي أنه لا يجوز أن تستخدم الملاعب لاستضافة مباريات كرة القدم إذا كانت الهيكلية والحالة الفنية للملعب لا تتوافق مع متطلبات السلامة كما أنه لا يسمح في الملعب بامتلاك أية أسلحة أو أي أدوات خطرة أخري أو كائنات خطرة. بما في ذلك لافتات عنصرية أو عدوانية وكذلك الليزر. ويجب أن تكون جميع بوابات الدخول قادرة علي الفتح أو الغلق بسرعة دون أن تسبب أي خطر. وتصمم البوابات علي تحمل الضغط من حشود كبيرة من الناس. ويجب أيضا أن تكون مجهزة ضد الحريق. وأن تفتح بوابات الطوارئ في اتجاه الملعب بسرعة وسهولة عند الخطر.. وأن تكون هناك "غرفة لقوات الأمن والمراقبة التليفزيونية" وتوافر كاميرات مراقبة للمنطقة داخل وخارج الإستاد. وقرب نقاط الدخول والخروج. ويتم التحكم بها من غرفة قيادة الأمن. والشرطة. وتكون لهذه الكاميرات إمكانية التركيز علي وجوه الأشخاص والتقاط الصور.. بالإضافة إلي مسئولية الاتحاد عن اتخاذ كافة إجراءات التنظيم والعمليات ضد أي مخاطر قد تهدد الإستاد أو جمهور المشجعين ومنظمي المباراة وإزالة أي مخاطر قد تظهر في حينه. ونصت لوائح الفيفا عن أنه يجب علي كل اتحاد وجمعية تعيين ضابط أمن " مدني " خاص به لتقييم الموقف قبل وأثناء وبعد كل مباراة مع الوضع في الاعتبار بعض العناصر الأساسية التي تمثل مخاطر مثل: 1⁄4 المشاكل السياسية علي مستوي المنتخبات أو الأندية. 1⁄4 التهديدات الإرهابية. 1⁄4 العداء التاريخي بين الأندية أو مشجعيهم. 1⁄4 مشجعين بدون تذاكر أو التذاكر المزورة. 1⁄4 مشجعين لهم تاريخ وسجل في استخدام الألعاب النارية أو غيرها من مواد خطرة. بما في ذلك أشعة الليزر. 1⁄4 استخدام اللافتات العنصرية أو العدائية. وإعداد كتيب لخطة الطوارئ التي تغطي مجموعة من الحوادث المحتملة التي قد تؤثر سلبا علي سلامة المتفرجين وسير العمليات العادية لتأمين المباراة بالإضافة إلي عملية التفتيش الأمني المتعاقد معهم بمعرفة الاتحاد والأندية. وتصنيف المباريات من حيث درجة الخطورة. 1⁄4 كما تنص أيضا علي أن النادي المضيف - وليس الامن - مسئول عن سلامة طاقم الحكام والفريق الضيف. ومراقبي المباراة منذ وصولهم إلي الملعب حتي مغادرتهم له بعد انتهاء المباراة وأن النادي المضيف الذي تقام علي ملعبه المباراة هو النادي المنظم للمباراة سواء أقيمت علي ملعبه أو علي ملعب آخر يكون مسئولا عن سلوك لاعبيه وجهازه الفني والإداري والطبي وجماهيره فيما يصدر عنهم من تصرفات مباشرة أو غير مباشرة تخالف السلوك العام أو يكون من شأنها التأثير علي سير المباراة أو نتيجتها. 1⁄41⁄4 وسألناه عن اسلوب تأمين الملاعب والمباريات هناك؟.. 1⁄4 قال:لقد قمت بجولة تفقدية ميدانية لملعب ريال مدريد برفقة مدير أمن النادي. وممثل الشرطة الاسبانية بدءا من الشوارع المحيطة بالنادي لنري وجود مساحة كبيرة للسيارات وأخري خاصة بسيارات الفرق المختلفة أحداها في جانب من أحد جوانب الإستاد. والأخر في ضلع أخر بعيدا. وغير مسموح تحرك أي مركبة إلي الموقع الآخر حيث أنه في اتجاه معاكس لا يسمح بالمرور فيه قبل أو أثناء المباراة وحتي تمام انصراف الجماهير وبوابات الجماهير تعمل الكترونيا بتذاكر مثل تذاكر مترو الأنفاق وتحت إشراف أفراد شركات الأمن الخاص. وسيارات اللاعبين والجماهير تقف أمام مدخل خاص للملعب مباشرة. وكل إلي موقعه المحدد. ولا مجال للتجوال ليصل كل واحد لموقعه بسهولة ويسر وأمان تام وينتشر مشرفو الأمن والسلامة التابعين لشركة النادي بين الجماهير وفي كافة المواقع المحددة أما رجال الأمن والشرطة الوطنية "البحث الجنائي" يوزعون بملابس مدنية بين المربعات وسط الجماهير للرصد والمتابعة. وفي موقع مرتفع توجد غرفة العمليات لتكشف الملعب بجوانبه المختلفة من خلال ألواح زجاجية شفافة تشمل أكثر من 12 مقعداً لتضم ممثلين عن "الإطفاء الدفاع المدني الشرطة وقوات مكافحة الشغب النجدة الإسعاف اتصالات المفرقعات كبير مشرفي الأمن مدير أمن النادي... الخ" بالإضافة إلي عدد 8 شاشات عرض تليفزيونية مقسمة إلي 32 مربعا لاستعراض كافة جوانب الإستاد. والشوارع الخارجية المحيطة. والمداخل والمخارج متصلة بعدد 2 جهاز حاسب آلي. وعدد 240 كاميرا تصوير. وبرنامج خاص تم إعداده وتصميمه في كندا تستطيع من خلاله التعرف علي "عدد المتفرجين الذين دخلوا للإستاد والعدد في كل مربع بالاسم ورقم التذكرة وساعة ووقت الدخول وعدد الكراسي الباقية ومدي الإقبال أو الزحام علي البوابات تحرك المركبات بالشوارع المحيطة متابعة أداء مشرفي الأمن مستوي الصوت والإذاعة الحالة العامة مع إمكانية التصوير لأي شخص في أي مقعد بالإستاد بالإضافة إلي الاحتفاظ بالفيديو لمدة شهر طبقا لقانون الرياضة والتنسيق مع الأمن ويكون تحت طلب جهات التحقيق خلال تلك المدة". .. وطلبنا عمل تجربة عملية لالتقاط صورة افتراضية لأحد المقاعد بأحد مربعات الإستاد وتم طبعها بسهولة ويسر محددة رقم الكرسي ومكانه تحديدا دقيقا أما عن مستوي أداء وتدريب وثقافة مشرفي الأمن فكانت علي مستوي جيد من جيث الإلمام بالقانون والواجبات المنوطة بكل منهم مع ملاحظة الاهتمام بالقوام والجسم الرياضي الرشيق. والغالبية العظمي منهم من الشباب والفتيات المزودين بأسلحة. ورادع كهرباء وفقا لمهمة واختصاص كل منهم. 1⁄41⁄4 سألناه لماذا تصر الأندية واتحاد الكرة في مصر علي الاعتماد الكلي علي قوات الأمن المركزي ؟ 1⁄4 قال: لأنها بالمجان تتحمل عنهم عبء إنفاق الأموال الخاصة بالتأمين وفق لوائح الفيفا مثل دول العالم المختلفة بالإضافة إلي تنصلهم من المسئوليات الملقاة علي عاتقهم لتحقق هذه الأندية مكاسب مالية ضخمة. وتستثمر في اللاعبين والقنوات الفضائية بالملايين من الجنيهات. وتنشئ الشركات الخاصة لتزيد من أرباحها. ويدفع الفاتورة الأمن المركزي. واستنزاف الجهود لأنها مجانية تخضع لوسائل إعلام ومرمي لهجمات مسئولي الأندية والاتحاد دون وجود تنظيم قانوني ملزم يحقق التقدم أسوة بدول العالم المختلفة بالرغم من ادراك كافة المسئولين سواء باتحاد الكرة أو الاندية أو وزارة الرياضة لتلك القواعد المنظمة. 1⁄4 استكمل حديثه قائلا: سبق لمصر تنفيذ هذه اللوائح عند تنظيمها نهائي البطولة الإفريقية عام 2006 بالتعاقد مع شركات الأمن الخاصة. وتحملت وزارة الشباب والرياضة في ذلك الوقت مسئوليتها عن تأمين المباراة والإستاد من الداخل وطلبت عدم ظهور الشرطة بالزي الرسمي أمام وسائل الإعلام المختلفة بين كافة أروقة الإستاد ثم عادت بعد ذلك "ريمة لعادتها القديمة" بلا أي مبرر... 1⁄41⁄4 وماذا عن وضع الملاعب المصرية بالنسبة للاشتراطات الامنية؟ 1⁄4 قال: يكاد يكون معظمها مخالفا لقواعد واشتراطات الامن والسلامة وفق لوائح الفيفا والاجراءات الواجب اتباعها بشكل لا يليق بتاريخ الكرة المصرية... ولا بد من ضرورة إعادة النظر لتصحيح المسار من خلال ايجاد الحلول والالتزام بالطريق الصحيح. 1⁄41⁄4 وما الحل؟ 1⁄4 الحل يتمثل في الاتي: 1- ضرورة أن يتضمن قانون الرياضة قواعد الأمن والسلامة والاشتراطات المطلوبة في الاستادات والملاعب لإقامة المباريات عليها. من كافة الوجوه بالاستعانة بما تنص عليه لوائح الفيفا. 2- اضطلاع الأندية بمسئولياتها وواجباتها كاملة وفقا للمتبع في جميع دول العالم المتقدمة. والخروج عن السلبية القائمة. 3- إنشاء غرفة عمليات بكل إستاد مزودة بالتكنولوجيا وكاميرات التصوير والتذاكر مع ربطها بقاعدة بيانات مصلحة الأمن العام لتحديد العناصر المشبوهة أو المندسة ممن له سجل إجرامي حفاظا علي الجماهير والمواطنين والنظام العام. 4- الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في نظم المراقبة والمتابعة. والاستعانة برجال القانون والخبراء الأمنيين والرياضيين. وحقوق الإنسان عند إعداد ذلك القانون "قانون الرياضة" إسوة بالمتبع في الدول الديمقراطية. 5- إمكانية قيام صندوق تأمين ضباط الشرطة بإنشاء شركات أمن خاصة تخضع لشروط ومعايير محددة من حيث "القبول الإعداد والتدريب والتأهيل والتثقيف القانوني. والتجهيزات والمعدات" ويكون تعاقد الأندية مع هذا الكيان وتحت الإشراف والمتابعة لأجهزة الأمن المختصة أسوة بالمتبع في أسبانيا. 1⁄41⁄4 وماذا عن روابط المشجعين؟ .. قال: بالنسبة لروابط المشجعين من الشباب المصري النبيل.. هناك العديد من الرؤي للاستفادة من جهودهم بما يعود بالنفع والتنمية علي المجتمع شعب مصر العظيم -علي ان يكون هذا الميثاق بنكهة مصرية خاصة تقتدي به جميع روابط المشجعين بالعالم علي غرار دورهم البارز في ثورة يناير والتي حازت علي إعجاب العالم المصري لما يتمتعون به من حماس وانتماء وعفوية ووطنية من خلال امكانية قيامهم باشهار جمعيات لتلك الروابط. كما يمكنهم المبادرة بوضع ميثاق شرف فيما بينهم يتضمن المبادئ والتشجيع المثالي بروح التآخي مع احترام مشجعي الفرق المنافسة.