ذهب عام 2012 غير مأسوف عليه بعدما حمل للكرة المصرية العديد من الكوارث الكروية التي أدت إلي وفاة كرة القدم المصرية ¢إكلينيكيا¢ وفشلت جميع المحاولات لإعادة الروح إلي الملاعب المصرية بعدما أصر الألتراس علي عدم عودة النشاط الكروي إلا بالقصاص لشهداء مذبحة بورسعيد. وبدأت الكرة المصرية تدفع دماء الشهداء بشتي الطرق خسائر بالملايين وأندية عجزت عن دفع فواتير التوقف من خزائنها الخاوية وبدأ رحيل مدربي الدوري المصري إلي الدوريات العربية وصاحبهم بعض اللاعبين الذين استطاعوا ¢الهروب بمستقبلهم¢ بعيدا عن مصير غامض ينتظر الكرة المصرية. وإلي جانب كل تلك الفواتير الباهظة لخسائر المذبحة توالت الإخفاقات الكروية علي الكرة المصرية علي مستوي المنتخبات والأندية فيما عدا الأهلي الذي استطاع بفضل المشاركة الإفريقية أن يتغلب علي أحزانه ويخرج من رحم المأساة بإنجازات تاريخية خلال عام 2012 ليبقي الحالة الوحيدة في الكرة المصرية التي جمعت بين الأحزان والأفراح في كيان واحد خلال العام الكروي الحزين المنقضي .. مذبحة بورسعيد وتهديدات الألتراس لم يكن أسوأ المتشائمين يتوقع أن يتطور الصدام والمنافسة والتشابك اللفظي بين مشجعي الأهلي والمصري البورسعيدي إلي حد التشابك بالأسلحة بل ووصل الأمر إلي القتل وذلك بعد نهاية مباراة الفريقين في الدوري علي ستاد بورسعيد بعد أن فاز المصري بثلاثة أهداف مقابل هدف لكن مع تدافع جمهور المصري ناحية نظيره الأهلاوي سقط 72 شهيداً من ألتراس أهلاوي في مشهد لا يتكرر كثيرا ليعلن بعدها الأهلي الحداد ثم اتحاد الكرة وبعدهما باقي أندية الدوري ويبدأ الأهلي في حشد أسلحته لعقاب المصري وجماهيره وذلك بعد أن تقدم بشكوي ضد المصري في اتحاد الكرة وانتهي الأمر بإيقاف المصري لمدة موسم وعدم إقامة مباريات علي ملعب بورسعيد وقاطع الأهلي أي نشاط في المدينة الساحلية وبدأت إجراءات عزل مدينة بورسعيد وفرقها كما بدأ ألتراس أهلاوي من جانبه في اتجاه المطالبة بحقوق أسر الشهداء ومنع ¢الجروب¢ إقامة أي مباريات في مصر حتي الآن حيث يعارض الألتراس فكرة عودة النشاط الرياضي وتصدي لكل محاولات اتحاد الكرة العودة الدوري حتي وصل لاقتحام مقر الجبلاية ومازالت مذبحة ستاد بورسعيد تلقي بظلالها علي الجو العام الرياضي في مصر لاسيما وأن المحكمة ستنطق بحكمها النهائي في القضية 26 يناير الجاري ومازال الكل يترقب حيث هدد ألتراس أهلاوي أنه في حال لم يكن الحكم ملائما بحيث يكفل حصول أسر الشهداء علي حقوقهم فإن الدوري لن يعود ولم تفلح محاولات وزارة الرياضة أو اتحاد الكرة لتقريب وجهات النظر كما لم تفلح محاولات الرياضيين من خلال الوقفات الاحتجاجية في عودة النشاط. * توقف النشاط وديون الأندية ثاني سقوط للكرة المصرية هو ما عانت منه جميع أندية الدوري بما فيها الأهلي والزمالك اللذان شاركا في دوري أبطال أفريقيا فمع توقف النشاط فشلت الأندية في توفير مستحقاتها حتي وصل الأمر إلي أن الزمالك عليه ديون تصل إلي 70 مليون جنيه من بينها مستحقات لاعبيه ولم يجد سوي أن يلجأ إلي إعارة نجومه كما أنه لا يمكن للمجلس إبرام صفقات جديدة في ظل الديون التي تطارد المجلس ونفس الأمر ينطبق علي باقي أندية الدوري والنادي الوحيد الذي حقق مكاسب من جراء توقف النشاط الكروي هو المصري البورسعيدي الذي باع لاعبيه بمبلغ وصل إلي 12 مليون جنيه ما بين بيع وإعارة لمدة موسم لكن باقي الأندية تغرق في الديون ولا تستطيع سداد مستحقات لاعبيها وبعض هذه الأندية طلب من اللاعبين التجديد لمدة موسم بديلا عن الموسم الحالي ومازال الشد والجذب بين اللاعبين والأندية مستمراً في ظل توقف النشاط الرياضي وتكهنات بعدم قدرة الداخلية علي تأمين المباريات وبالتالي فإن الدوري لن يعود لكن اتحاد الكرة يماطل فقط لكن أصبح لدي كل الأندية يقين بأن الدوري لن يعود وسيستمر مسلسل السقوط لأندية الممتاز التي تعاني يوما بعد يوم من أزمات مادية خانقة تزيد كلما مر الوقت. * سقوط المنتخب الأول .. و وفرحة لم تتم للأولمبي ثالث أبرز المشاهد في 2012 هو خروج المنتخب المصري من تصفيات أمم أفريقيا 2013 للمرة الثانية علي التوالي حيث فشل من قبل حسن شحاتة وجهازه في التأهل وكذا تكرر الأمر مع الأمريكي بوب برادلي الذي حقق نتائج جيدة في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 لكنه فشل في التأهل لأمم أفريقيا 2013 بجنوب أفريقيا وذلك بعد الخروج علي يد أفريقيا الوسطي المنتخب المغمور في استكمال لمشهد السقوط الرياضي المصري. علي النقيض نجح المنتخب الأولمبي تحت قيادة هاني رمزي في تحقيق نتيجة طيبة في أمم أفريقيا تحت 23 سنة وتأهل إلي أولمبياد لندن 2012 لكن فرحته لم تكتمل حيث وصل إلي دور ال16 وكانت الأولمبياد آخر ارتباط لهذا المنتخب الذي تم حله وتصعيد منتخب الشباب مكانه وبدأ برادلي في الاستعانة بنجوم المنتخب الأولمبي أمثال أحمد حجازي ومحمد صلاح وباسم علي ومحمد النيني وصالح جمعة وأحمد الشناوي ومروان محسن. * الزمالك يغرق مشاركة الزمالك في دوري أبطال أفريقيا لم تكن موفقة لكنه إن شارك وحيدا في هذه البطولة فإن الكل كان سيلتمس له العذر في خروجه من دور الثمانية أو حتي من الأدوار التمهيدية لكن فوز الأهلي باللقب القاري علي حساب الترجي بعد الفوز عليه في تونس زاد من مصائب الزمالك خاصة وأن الأهلي مر بنفس الظروف التي مر بها الزمالك وزاد عليها أن لاعبي الأحمر شاهدوا مجزرة بورسعيد بأعينهم لكنهم استطاعوا التغلب علي كل الظروف والمعوقات وفازوا باللقب. خروج الزمالك لم يكن عاديا لكنه الأسوأ علي الإطلاق فالفريق خرج من دور الثمانية متذيلا لمجموعته وذلك بعدما خسر أول لقاء له أمام تشيلسي الغاني ثم أمام مازيمبي الكونغولي فالأهلي وهو ما اضطر حسن شحاتة إلي الاستقالة من تدريب الفريق ليتعاقد الأبيض مع البرتغالي جورفان فييرا الذي تولي مهمة الفريق إلا أن مسلسل الهزائم استمر حيث خسر الزمالك أمام تشيلسي ثم مازيمبي إلا أنه استطاع في النهاية التعادل مع الأهلي ليضمن لنفسه نقطة واحدة من 6 مباريات ويقبع في ذيل المجموعة ويتأهل الأهلي كأول للمجموعة. وبعد خروج الفريق الأبيض بدأت الجماهير تهاجم اللاعبين الذين بدأ بعضهم في شكوي النادي والمطالبة بالرحيل في ظل توقف النشاط ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل هدد فييرا نفسه بأنه سيرحل إذا ما استمر الوضع علي ما هو عليه حيث لم يحصل بعض اللاعبين علي مستحقاتهم منذ أكثر من عام كما لم يسدد النادي قيمة الصفقات التي أبرمها في فترة الانتقالات الماضية ومازالت الأزمات تتوالي علي النادي الذي يحاول مجلس إدارته الخروج من الأزمة بأي شكل لكن مع توقف النشاط وعدم القدرة علي توقيع عقد رعاية لم يتبق أمام الزمالك سوي بيع لاعبيه أو الانتظار حتي انطلاق دوري أبطال أفريقيا. * الأهلي يغرد منفرداً رغم الظروف التي تعرض لها الأهلي بعد مذبحة بورسعيد وتوقف النشاط والأزمة المادية التي طالت كل الأندية إلا أن الأهلي يعد النادي الوحيد الذي حقق الاستفادة مستغلا ما حدث في زيادة حماس لاعبيه حتي وصل للمنافسة علي دوري أبطال أفريقيا بعد أن تأهل كأول للمجموعة ليلعب في نصف النهائي ثم النهائي أمام الترجي ورغم التعادل بمباراة الذهاب بمصر إلا أن الفريق الأحمر نجح في تحقيق الفوز في تونس بهدفين مقابل هدف وحقق البطولة المستحيلة وضمن مجلس الإدارة الحصول علي الجائزة المالية وبالتالي سداد مستحقات اللاعبين أو التجديد لمن تنتهي عقودهم بنهاية الموسم الجاري وضمن الأهلي بفوزه باللقب التأهل لمونديال الأندية باليابان الذي شارك به وحصل علي المركز الرابع بعد الفوز علي هيروشيما الياباني ثم الخسارة من كورنثيانز بطل المونديال ثم مونتيري المكسيكي في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع ويظل الأهلي النادي الوحيد الذي استطاع تحويل دفة الأمور لصالحه فعلي الرغم من أن مشاكل الأهلي هي نفسها التي تعاني منها أندية الدوري إلا أن تأهل الفريق لمونديال الأندية غطي علي الأزمات التي يعاني منها النادي خاصة وأن ما حققه الأهلي جاء وعلي رأس القيادة حسام البدري وهو ما زاد من قيمة الإنجاز الذي حققه الفريق الأحمر الذي ظهر للجميع كأنه يسبح وحيدا ضد التيار أو يغرد منفردا خارج السرب واستحق إشادة الجميع بداية من الجمهور المصري إلي مسئولي الفيفا. إنبي يودع الكونفيدرالية في 13 مايو فشل عميد الأندية البترولية في الحفاظ علي تقدمه علي فريق سيركل باماكو المالي بثلاثة أهداف مقابل هدف وتلقي هزيمة بثلاثية نظيفة بمالي ليودع إنبي البطولة الكونفيدرالية ليستمر مسلسل فشل الفرق المصرية في تحقيق لقب البطولة المستعصية علي الكرة المصرية . .. والعسكري يفقد الريادة وواصل المنتخب العسكري مسلسل الإخفاقات المتوالية وودع البطولة الإفريقية العسكرية من دورها الأول بعد الهزيمة من زامبيا وغينيا في المجموعة الثانية جدير بالذكر أن فريق طلائع الجيش بقيادة فاروق جعفر هو من خاض البطولة بأسم المنتخب العسكري. وداع الجنرال ويكن فقدت الكرة المصرية خلال عام 2012 أحد أخلص من أنجبتهم الأرض المصرية علي مر تاريخها الكروي جنرال التدريب المصري وأسطورة التدريب الإفريقي عام 2012 محمود الجوهري الذي وافته المنية الأثنين 3 سبتمبر الماضي عن عمر ناهز 74 عاما في مستشفي عمان بعد إصابته بنزيف حاد في المخ. مدرب منتخب مصر السابق ومستشار الاتحاد الأردني لكرة القدم. أخلص من انجبت مصر في عالم التدريب هو من استطاع الصعود بمنتخب مصر لكأس العالم بإيطاليا 1990 وقاد منتخب مصر للفوز بكأس الأمم الإفريقية ببوركينا فاسو عام 1998. كما حقق العديد من الإنجازات مع المنتخب الأردني أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت والمركز الثاني في بطولة غرب آسيا. وقبل نهاية العام بنحو أسبوع ودعت ميت عقبة أحد الأعمدة البارزة في تاريخ الزمالك يكن حسين الظهير الأيمن الأشهر في صفوف القلعة البيضاء. والذي حقق لقب الدوري ثلاث مرات وأخلص للزمالك طوال تواجده كعضو مجلس إدارة وحصل علي وسام الرياضة من الدرجة الأولي . اتحاد الكرة بدأها بزاهر .. وختمها بعلام طالب كثيرون بعد قيام ثورة يناير بأن يتقدم مجلس إدارة اتحاد الكرة باستقالته ورغم أن اتحاد سمير زاهر كان يصارع الموت طوال فترة تواجده عقب الاستقالات المتوالية و¢الخناقات¢ والصراعات بين أعضاء المجلس الواحد إلا أن فاجعة بورسعيد كانت الضربة القاضية لاتحاد زاهر بعدما أقاله رئيس الوزراء د. كمال الجنزوري وحاول بعض الاعضاء اللجوء للفيفا في بادئ الأمر لمنع سريان مفعول الإقالة إلا أن الأمر انتهي برحيل مجلس زاهر ليبدأ مسلسل أخر من التخبط داخل اتحاد كرة القدم . ففي 3 فبراير قرر المجلس القومي للرياضة تكليف أنور صالح القائم بأعمال المدير التنفيذي ومدير التعاقدات بالجبلاية لتسيير شئون اتحاد الكرة بعد إقالة مجلس الاتحاد. وفي 6 أغسطس قرر وزير الدولة لشئون الرياضة العامري فاروق تعيين لجنة مؤقتة لإدارة شئون اتحاد الكرة لمدة 60 يوما متتالية , برئاسة عصام عبد المنعم وعضوية محمد حسام وطارق غنيم وسامر أبو الخير وفتحي نصير وخالد بيومي . إلا أن الفيفا رفض ذلك وأعلن موافقته رسميا يفيد علي تعيين عامر حسين مديرا تنفيذيا لاتحاد الكرة ورفض الفيفا قرار العامري فاروق وزير الرياضة بتعيين لجنة مؤقتة برئاسة عصام عبدالمنعم. واستمر عامر حسين حتي قامت الجمعية العمومية لاتحاد الكرة في 11 أكتوبر باختيار جمال علام رئيسا للجبلاية واختارت الجمعية في العضوية كلا من حسن فريد ومجاهد وعصام عبدالفتاح ومحمود الشامي وسحر الهواري وحمادةالمصري ولهيطة وخالد لطيف والمتناوي . ¢شالوا جوزيه.. جابو البدري ¢ في مشهد متكرر وللمرة الثانية علي التوالي أعلن مجلس إدارة النادي الأهلي في 20 مايو عن تعيين حسام البدري مدير فنيا للفريق خلفا للبرتغالي مانويل جوزيه الذي أعلن ان توقف النشاط الكروي أفسد الحياة الكروية وأن الكرة المصرية توفت إكلينيكيا إلا أن قدوم حسام البدري علي رأس الجهاز الفني للأهلي أحدث تغييرات جذرية في الفريق وغيرت نتائج الأهلي في البطولة الإفريقية وحقق لقبها كما استطاع البدري الفوز بلقب السوبر المصري وتحقيق المركز الرابع في بطولة كأس العالم للأندية ليؤكد البدري علي تفوق المدرب الوطني في قيادة الفرق المصرية. الصقر.. عميدا 29 فبراير يوما تاريخيا في حياة صقر الكرة المصرية أحمد حسن حيث شهد تتويجه رسميا بعمادة لاعبي العالم بعد خوضه المباراة الدولية رقم ¢179¢ أمام النيجر الدولية الودية ليتفوق حسن علي الدعيع حارس مرمي المنتخب السعودي السابق . لقب العميد إنجاز جديد يضاف إلي رصيد الصقر أحسن لاعب في بطولة إفريقيا عام 2006 والذي حقق مع المنتخب المصري أربعة ألقاب كأس أمم إفريقيا في إنجاز لم يسبقه إليه أحد . زيدان قياسي¢6*6¢ قبل تركه لناديه الألماني ماينز هذا العام أعلن الموقع الرسمي للفيفا في مارس الماضي أن لاعب المنتخب المصري محمد زيدان حقق رقما قياسيا بإحرازه ستة أهداف في ست مباريات متتالية خاضها مهاجما في صفوف الفريق الألماني ليصبح زيدان أول لاعب في تاريخ البوندزليجا يحقق هذا الرقم .