بدأ الجهاز الفني الجديد لفريق النادي الأهلي بقيادة عبد العزيز عبد الشافي يبحث من جديد عن الحلول التي يمكنه بها الخروج بالفريق من النفق المظلم الذي دخل فيه قبل ان يقدم الجهاز الفني السابق بقيادة حسام البدري استقالته وذلك بمباراة سموحة الأخيرة في الدوري. ورغم التعادل الإيجابي للاهلي مع سموحة بهدف لكل فريق وخسارته نقطتين غاليتين في مشواره نحو الاحتفاظ بلقب الدوري هذا الموسم ورغم ان هذا التعادل جاء أمام فريق يعتبر من أضعف فرق الدوري من حيث النتائج اذ لم يحصد سوي 9 نقاط . الا ان الواقع يؤكد ان المارد الاحمر عاد في هذه المباراة يتحسس طريقه ويعود الي طريقته قبل فوات الاوان لانه بالحسابات لايزال قادرا علي الاحتفاظ بلقبه لاسيما اذا فاز في مبارياته الثلاث المؤجلة أمام الاتحاد السكندري علي ارضه وحرس الحدود والزمالك في ستاد القاهرة وهي مباريات لن تكون سهلة في كل الاحوال. ولعل مباراة سموحة قد كشفت للجهاز الفني بقيادة زيزو اسباب الخلل في الاداء لبعض اللاعبين سواء فيما يخص تراجع مستواهم او غياب الانسجام عندهم .. وفي مباراة سموحة دفع الكابتن زيزو بالأسماء الكبيرة الموجودة في الفريق حتي يكون قد منحها الفرصة دون اي ضغوط .غير ان بعضهم ظهر بعيدا عما يتوقعه زيزو او الجماهير ايضا حيث غاب الابداع والحلول الفردية في انهاء الهجمات بالأهداف. المباراة ايضا كشفت عن تأثير غياب الهداف القناص. اذ لايزال الفريق يعتمد علي لاعبين هم في الاصل لاعبو وسط وليسوا رؤوس حربة, الامر الذي يظلم كثيرا محمد ناجي جدو الذي يجيد وهو خلف رأسي الحربة. فيما لايزال ابو تريكة يحتاج الي وقت لاستعادة احساسه بمكانه القديم المشابه لجدو. الحقيقة ان الاهلي يلعب بلا انياب هجومية .. وهو ما اثبتته مباراة سموحة. واذا كان الدفاع قد تحصن بالعودة الي طريقة ¢الليبرو¢ واصبح مرمي الاهلي غير مباح مثلما كان في طريقة 4-4-2 خاصة بعد تألق محمود ابو السعود في حراسة المرمي. الا ان لقاء سموحة اكد ان تمركز المدافعين في حاجة الي تعديل وتحديدا خلال الهجمات المرتدة التي احرز منها جودوين اترام لاعب سموحة الهدف الاول في الدقيقة 52 وهو توقيت كان ينتظر فيه جماهير الاحمر هدفهم الاول فاصبحوا ينتظرون ادراك التعادل وهو ماحدث بشكل عاجل عن طريق رأس محمد ابو تريكة في الدقيقة 55. لقاء سموحة .. اوضح ان هناك حالة خلل في التمريرات . وقد يكون السبب في هذا ان اللاعبين يحتاجون الي بعض الوقت لاستعادة ثقافة الفوز والتفوق التي كانت اهم سماتهم في المواسم الماضية. مع ذلك .. فان الشيء المبشر في تعادل الاهلي وسموحة هو تحرر معظم اللاعبين من الضغوط التي كانوا يعيشون داخلها. في الوقت نفسه كان تحسن الأداء والوصول الي مرمي سموحة نقطة ايجابية لانه يعطي مؤشرا علي استمرار النزعة الهجومية عند الفريق حتي في ظل غياب رأس الحربة الصريح الذي لم نشعر به الا بعد نزول محمد فضل. عموما.. المباراة بداية لجهاز فني هادئ يمتلك خبرة عبور الازمات المؤقتة. وحتما سيكون للاهلي شكل آخر في المباريات المقبلة. لهذا كانت تصريحات الكابتن زيزو عقب اللقاء تؤكد هذه النقاط فقال ان النواحي النفسية حاليا اهم من البدنية ومباراة سموحة خير دليل علي ان الأهلي قادر علي العودة الي مساره الصحيح لكن بشرط استعادة اللاعبين للثقة في قدرتهم علي تحقيق الفوز خاصة ان ماحدث للاهلي حدث ويحدث للعديد من الفرق علي مستوي العالم خاصة الكبيرة التي اعتادت علي تحقيق الفوز فأحيانا تمر بفترة عدم توازن نفسي فيفقد فيها اللاعب ثقته في القدرة علي الفوز وهو ما يمر به لاعبو الأهلي حاليا لهذا لابد من استعادة هذه الثقة اولا قبل التفكير في اي نواح فنية او بدنية .. فالمباراة شهدت سيطرة من الاهلي علي مجريات اللعب طوال الشوطين وغاب التوفيق عنه في أغلب الفرص التي لاحت للاعبينا في حين استقبل مرماه هدف سموحة أولا من هجمة مرتدة مما زاد من الضغوط التي يمر بها اللاعبون داخل الملعب لكن سرعان ما احرز ابو تريكة التعادل ليعود الفريق الي سيطرته لكن غياب الحظ جعل المباراة تنتهي بالتعادل. زيزو اكد أن أغلب نجوم الفريق يمرون بحالة انعدام توازن في الفترة الأخيرة وكان مهما جدا ان يسجل ابو تريكة الهدف لأنه سيساعده كثيرا علي العودة لمستواه فهو من اللاعبين المهمين وبالتأكيد وجوده مهم للغاية لقيادة بقية زملائه في المباريات القادمة لتحقيق الفوز كما أن مصطفي عفروتو تم اكتشافه في مركز جديد وهو الجناح الأيسر المهاجم وقدم مباراة جيدة ومثل محطة هجومية قوية للفريق. أما عن طريقة اللعب الجديدة بعودة الليبرو فقال زيزو : لا اعتبرها جديدة علي لاعبي الأهلي لأن اغلب العناصر الموجودة لعبت بها في وجود البرتغالي مانويل جوزيه وكذلك الأمر بالنسبة للعناصر الدولية التي تلعب بنفس الطريقة مع حسن شحاته في المنتخب الأول لهذا كان هناك استيعاب كبير للاعبين للطريقة بعودة الليبرو ونجح محمد سمير في تقديم مستوي جيد في هذه المباراة. وأعد جمهور الأهلي بالمزيد من التغيير والتحسن في الفترة القادمة. التغييرات التي اجراها زيزو اغلبها تركت علامات استفهام كبيرة ففي البداية اخرج محمد بركات واشرك بدلا منه محمد فضل ثم خرج حسام غالي ليشارك محمد شوقي ثم خروج عفروتو لإشراك ايمن اشرفو في هذا يقول زيزو : التغييرات كلها كانت من اجل الهجوم لتحسين النتيجة وحسمها لصالحنا وليس معني ان لاعب خرج أنه سيئ ولم يؤد الدور المطلوب منه وإنما هي وجهة نظر فنية فعلي سبيل المثال كان لابد من الدفع بمحمد فضل لزيادة الهجوم والضغط علي دفاعات سموحة التي اخطأت كثيرا أمام مرماها فكان الدفع بفضل كمهاجم ثان بجوار جدو أما تغيير شوقي فكان من أجل منحه الفرصة لانه من اللاعبين المهمين ونحتاج الي عودته الي مستواه للاعتماد عليه في الفترة القادمة كما أن غالي بذل مجهودا كبيرا طوال المباراة وكان لابد من تجديد الدماء في منطقة الوسط بهذه الطريقة أما عفروتو فكان قد اشتكي من شد في الخلفية وشعوره بآلام لهذا تم استبداله هو الآخر . وفي النهاية أكد زيزو قدرة الفريق علي العودة الي مكانه الطبيعي علي قمة الدوري خاصة وأنه مازال يتبقي للفريق 3 مباريات مؤجلة من الممكن ان تخرجه من المنحني الحالي الذي يمر به ولكن بشرط ان يستعيد اللاعبون ثقتهم في انفسهم وأنهم قادرون علي العودة فالروح والإصرار أهم كثيرا من اي شيء آخر ليعود الأهلي كما كان .
