ساعات بفكر فى حالى النهارده وبقارنه بأيامى زمان , النهارده فى ألف حاجه فوق دماغى فى شغل , فى جواز يعنى مشكلتى بإختصار هى أزمة مسؤليات .. أوقات كتير كنت بفكر ازاى أهرب من حياتى ولو يوم واحد أنسى فيه مشاكلى وأزماتى , جربت ألف طريقه وطريقه لكن المسؤليات دايماً بتطارد أصحابها بشكل عجيب ! من وقت قريب كنت معدى من قدام مدرستى , معرفش ليه لقيت نفسى نزلت من عربيتى ووقفت قدامها!، كان شئ لا ارادى بيحركنى , وبعد دقيقة من اللامبالاه اللى سيطرت عليا لقتنى بقول فى بالى " .. ياااه لو أرجع ولو يوم واحد .." , فضلت واقف قدام المدرسه بفتكر حاجات ياما مريت بيها وذكريات سابت فيا بصمات كتير وعملت منى ( أنا ) ... من غير ذكرياتى دى أكيد مكنتش هبقي أنا كنت هبقي حد تانى لِه نهج تانى فى الحياه ولِه اتجاهات تانيه . وقفت من بعيد أتفرج على شبابيك المدرسة وفضلت أشاور بصباعى على الفصول , وأنا فى ابتدائى كنت فى الفصل اللى هناك ده ولما كبرت سنة نقلونا للفصل اللى تحته ده ولما دخلت اعدادى بقينا فى الفصل ده , قربت أكتر من بوابة المدرسة وحاولت أشوف الحوش وأنا مش قادر ادخله , أصل البوابة الحديد اللى كنا بنحاول نوقعها زمان علشان نخرج من المدرسة , النهارده هى نفس البوابة اللى منعتنى من دخول مدرستى , وبالرغم من ده ميأستش وأصريت انى أشوف حوش مدرستى وأستغليت القضبان الحديد اللى موجوده فى البوابه علشان اشوف من بينها الحوش . لما جت عينى على الحوش لاحظت شوية تجديدات مكنتش موجوده على أيامنا , منكرش ان التجديدات دى أثرت شويه على احساسى , لكن برضه حاولت أتغاضى عنها وأسيب نفسى لأحساسى وانسى التجديدات وارجع بذكرياتى عشر سنين لورا , شفت نفسى وأنا بِلبس مدرستى وبلعب " مساكة الملك" والكوره الطايره مع أصحابى , شفت صحابى وقلت ياااه ده هما كمان اتغيروا كتير عن أيام زمان , كنا ساعتها صغيرين لكن أيامها مكناش بنقول على نفسنا صغيرين , كنا بنحب يتقال علينا اننا كبار وناضجين . شوفت الطابور وعم عبده الغفير ومستر محمد مدرس الأنجليزى وأستاذ على مدرس الأحياء وناس كتير من أساتذتى كلهم شفتهم فى خيالى وأفتكرت بيهم أيامى الحلوه , سمعت صوت الطلبه وهما بيحكوا وبيتكلموا مع بعض عن انتفاضة الأقصى ومكتبة أسكندرية اللى كانت حديث الأوساط الثقافيه فى مصر , وسمعت واحد تانى كان معايا فى الفصل لكن مكنش صاحبى , كان قاعد مع صاحبه وبيكلمه عن البنت اللى بيحبها وصاحبه بيسمعله وبيديله نصايحه اللى هى أصلاً بعيده كل البعد عن الخبره هههههههه أصلنا كنا واثقين من اننا كنا فاهمين كل حاجه وقادرين نعمل أى حاجه . كانت أحلامنا ورديه وشايفين الحياه الجايه جنة , كنا بنقول امتى نخلص من مدرستنا علشان فى حياه جميله هتكون فى استقبلنا اسمها الجامعه , ولما دخلنا الجامعه واتفرقنا بقينا كل مانتقابل بالصدفه بنندم على أيام حلوه كانت بتجمعنا ... مقدرتش أمسك نفسى لقيت عينى بتدمع . ليه مبنحسش بحلاوة أيامنا فى وقت مابنعيشها ؟ دلوقتى بس عرفت انه مفيش حياه وحشه وحياه حلوه , حياة الأنسان غاليه عليه بمتاعبها وأحزانها زى ما أفراحه غاليه عليه , دلوقتى بس عرفت انى بكره هرجع أفتكر النهارده وهبكى عليه زى ماجيت النهارده وبكيت على زمن مكنتش حاسس بحلاوته أيامها ..