أبعث اليك يا صديقى لتعلم مدى الحيرة واليأس الذى تملكنى فى محاولاتى للبحث عنك، للبحث عن الصديق الذى ينظر إلىَّ بعين التقدير والاحترام لعقلى وشخصيتى. إنك يا صديقى فى أثناء رحلتك للتفوق والنجاح وتحقيق أهدافك فى بحر الحياة قد تجاهلت أو تناسيت وجودى، أعطيت لنفسك الكثير من الحقوق وأهدرت أمام ذلك أقل حقوقى وهو إحساسى بأنى كائن مثلك له إحساس وقلب ينبض ويستحق أن يشعر بالتقدير، وبأن له مكانا فى مجتمعك وعالمك وحياتك. هل تعلم من أنا؟ أنا أختك وزوجتك وجارتك فى السكن وزميلتك فى الدراسة وفى العمل. نظرتك إلىَّ يا صديقى بها الكثير من التقصير، فأنا في نظرك لا أعدو أن أكون مصدراً لمنح الحب والرعاية والاهتمام فى المنزل أو وسيلة تشعرك بعظمتك أو قوتك عندما تتملكنى! ونسيت أنى أملك عقلاً مفكراً مثل عقلك، وشخصية قوية مثل شخصيتك وثقافة تماثل ثقافتك، أعطيت لنفسك الحق في أن تأمرنى فأطيع، وتسألنى فألبى نداءك، أعطيت لنفسك الحق في أن تعاملنى على أننى أقل منك، ولا يمكن أن أرقى لمستوى طموحك وتفكيرك، أعطيت لنفسك الحق في أن تتجاهل فكرى وعقلى وشخصيتى ورغبتى فى إثبات ذاتى وتحقيق أحلامى التى لا تقل قوة عن أحلامك، بل إننى اذا نافستك فى العمل تنتابك الغيرة ويتملكك الجنون وتستنكر علىَّ نجاحى، كما أنك تعطى لنفسك الحق في أن تتعرف على من تشاء من الأصدقاء وتقيم العلاقات، ثم ترفض أن ترتبط بى لمجرد علمك بأن قد سبق لى معرفة غيرك! فهل عرفت الآن عما أبحث؟ هل أدركت الآن ماذا أناشد فيك؟ أريدك أن تكون صديقى، فليس فى الأمر انتقاص من رجولتك.. أن تقدرنى حق قدرى وتعاملنى معاملة الند فى التفكير والشخصية وأن تفخر وتتباهى بى كما أفتخر بك وأتباهى.. أتوسم فيك الشجاعة والسماحة وسعة الأفق وحسن المعاملة. هل تعلم ماذا تفعل كى تستعيد مكانتك فى قلبى؟ أعطنى حقوقى واحترم عقلى وفكرى وامنحنى الإحساس بالأمان والإستقرار والحنان، وبأننى كائن مهم فى حياتك امنحك الاحترام والثقة والتقدير. حاورنى.. ناقشنى وعاتبنى إذا أخطأت، ولكن لا تنكر حقى إذا نجحت ولا تقلل من شأنى ولا تلومنى إذا سعيت للتفوق و إثبات الذات.. وفى النهاية لا تتسرع فى الحكم علىّ.. تمهل قليلاً وقف لحظة واعط نفسك الفرصة لتنظر حولك وتكتشف ماذا أمثل لك فى حياتك وكيف كان دورى فى مساعدتك والوقوف الى جانبك وبعدها ستتأكد أن ما أطلبه شيئاً بسيطاً للغاية. أناشدك أن تتفهمنى وأن تسقط عنك عباءة السلطة والتحكم وأن تنظر إلىَّ بعين العدل والإنصاف.. وأن تتمهل يا صديقى! كلمتنا – أغسطس 2001