سادت حالة من الهدوء مختلف الجامعات فى آخر أيام الأسبوع الأول من التيرم الثانى بعد أن اجتاحتها التظاهرات والمسيرات الطلابية المطالبة برحيل المجلس العسكرى وتسليم السلطة للمدنيين وإجراء الانتخابات الرئاسية فى أقرب وقت ممكن. وذلك فى إطار دعوة الإضراب الجامعى الذى دعت إليه العديد من القوى السياسية فى يوم 11 فبراير الماضى فى ذكرى تنحى الرئيس مبارك. وأعلنت جامعة القاهرة انتظام الدراسة بكلياتها مؤكدة إقبال الطلاب على محاضرات الفصل الدراسى الثانى حيث شهدت الجامعة اليوم الخميس بداية انتظام الدراسة بعد أيام من إضراب محدود للطلاب فى بعض الكليات فى إطار التعبير السلمى عن آرائهم الوطنية. وفى السياق ذاته، أصدر اتحاد طلاب جامعة عين شمس بيانًا أكد فيه أن الخطوات التصعيدية مستمرة ولن تتوقف طالما لم تتحقق المطالب المتمثلة فى سرعة إصدار قانون الانتخابات الرئاسية من مجلس الشعب، وإقرار جدول زمنى للانتخابات الرئاسية ينتهى بتسليمها فى منتصف مايو، وقبل وضع الدستور داعيا جميع الطلاب للمشاركة فى الفعاليات التى ستقام فى يوم الطالب العالمى 21 فبراير للعدودة للإضراب عن الدراسة حتى تحقيق المطالب التى ينادى بها الشعب المصرى. وأكد الاتحاد أن توقف الاحتجاجات والمسيرات جاء بشكل مؤقت لحين موعد اليوم العالمى للطالب المقرر فى 21 فبراير الجارى، وذلك فى الوقت الذى دعت فيه طلاب الحركات السياسية "تحرير و6 أبريل والاشتراكيين الثوريين وأندية الفكر الناصرى" إلى تجديد فعاليات الاحتجاجات المناهضة للحكم العسكرى داخل الجامعات بالتزامن مع احتفالات اليوم العالمى للطالب. وقال الدكتور حسام كامل، رئيس الجامعة، بأنه تابع بداية سير الدراسة وانتظام العملية التعليمية فى الكليات مؤكداً حق الطلاب فى التعبير عن آرائهم وإبداء غضبهم بسبب الأحداث الدامية التى شهدها استاد بورسعيد مؤكدا أن الجامعة لا تضع قيوداً على ممارسة الطلاب أنشطتهم السياسية فى إطار الممارسة الديمقراطية الواعية والمسئولة فى المجتمع الجامعى. من جانبه، قال الدكتور عادل عبدالجواد أستاذ الهندسة بجامعة القاهرة لبوابة الوفد إن الإضراب مشروع فى الجامعة ومن حق الطلاب التظاهر والتعبير عن مطالبهم لأنهم حس الشارع المصرى لدى الجامعة بالإضافة إلى أنهم أصحاب علم ورؤية بخلاف من يقوم بالتخريب والتدمير للمنشآت العامة فى الشارع المصرى. وعن توقف التظاهرات فى الفترة الحالية والدعوات الخاصة بالعودة فى 21 فبراير قال عبد الجواد حق التظاهر والإضراب مشروع فى أى وقت ولكن فى حدود الحفاظ على الجامعة وعدم إتاحة الفرصة للمخربين أن يصلوا إليها. وقال عبد الرحمن فاروق عضو اللجنة التنسيقة لإضراب طلاب مصر إن إضرابهم كان جزئيا عن الدراسة لمدة 3 أيام خلال الفترة من 11-13 فبراير، حدادا على شهداء الحرية، واعتراضا على فشل المجلس العسكري في إدارة الفترة الانتقالية، وقد تم خلال الإضراب تنظيم فعاليات مثل: مسيرات داخل الحرم الجامعي بمختلف الكليات، وصلاة الغائب على أرواح الشهداء، وإقامة معرض يوضح انتهاكات المجلس العسكرى. وأضاف عبد الرحمن لبوابة الوفد أن الطلاب سيعودون مرة أخرى يوم 12 فبراير للتأكيد على مطالب الشعب المصرى برحيل المجلس العسكرى وتسليم السلطة للمدنيين بمسيراتهم وتظاهرات ولكن بشكل سلمى دون أى مظاهر للتخريب أو الخروج على القانون. يذكر أن الجامعات المصرية كانت قد أعلنت تضامنها مع دعوات العصيان المدنى التى دعت إليها العديد من القوى الساسية وقاموا بعمل مسيرات حاشدة داخل الجامعات وخارجها حتى وزارة الدفاع والتى كانت محطتها الأخيرة اليوم الثلاثاء، وذلك فى الوقت الذى وقفت جميع الهيئات والنقابات ضد هذه الدعوات وعملت على تحقيق فشله فى قطاعاتهم.