من فترة عرضت قناة ميلودى دراما مسلسل إيراني مدبلج للعربية إسمه "يوسف الصديق"، وفي المسلسل جسدوا شخصية النبى يوسف والنبي يعقوب وملك الوحي سيدنا جبريل عليهم جميعاً الصلاة والسلام، ووفقاً لمعتقداتنا الإسلامية ووفقاً كمان للأزهر الشريف.. فإن تجسيد الأنبياء والرسل والملائكة والمبشرين بالجنة حرام ولا يجوز، وأنا أكيد أكيد مش هناقش النقطة دي ومش هختلف فيها، بالإضافة إنها مش هي أصلاً النقطة اللي أنا كتبت عنها الموضوع ده . أنا مع احترامي الشديد جداً للمعتقدات الدينية.. وبالرغم من اختلافي أنا كمان مع أصحاب المسلسل في تجسديهم لشخصيات الأنبياء، وكمان النبي يوسف عليه السلام اللي ربنا أودع فيه نصف جمال الخلق جميعاً، لكني في النهاية بصيت للمسلسل بنظرة مختلفة شويتين تلاتة عن الناحية الدينية، أنا بصتله كعمل فني مبهر ورائع في كل مكوناته وأجزائه، وطول الوقت وأنا بتفرج عماله أقول يا نهار أبيض.. يا نهار أبيض.. إزااااااااااى؟!! بصيت على المعمار الرهيب اللي عملوه في المسلسل، من محاكاة للمعابد والقصور المصرية القديمة، التماثيل والنقوش والألوان، والتوابيت اللي عملوها للجثث، بصيت على مهارتهم الرهيبة في المكياج، إزاي مثلاً قدروا يخلوا الممثل "محمود باك نيت" اللي قام بدور سيدنا يعقوب وهو في عز شبابه.. يبان فعلاً في عز شبابه مش مصغرينه بشوية شعر أسود زي ما بيعملوا في المسلسلات عندنا، وإزاي في كل مرحلة من مراحل حياته.. كان مكياجه بيوحي فعلاً بالسن بتاعها، وتحس كإنه فعلاً كده مش هما اللي عاملين له مكياج . وإزاي لما ابيضت عينه كانت فعلاً بيضة.. وكأنها ابيضت فعلاً مش تمثيل ولا مكياج، ومش بس هو.. ده كلهم كده، "كتايون رياحي" ودي اللي قامت بدور السيدة زليخة، برضه أبهرني مكياجها من وهي في عز شبابها ولحد لما عجزت واتعمت كمان . اختيارهم للشخصيات في أطوارها المختلفة زي الطفل اللي جَسِّد دور إمنحوتب الرابع "إخناتون" كان شبه الممثل اللي عمل دوره لما كبر، وفي نفس الوقت كان شبه الممثل اللي عمل دور والده الملك إمنحوتب الثالث، وأنا قصدي بشبهه هنا.. يعني لما تشوفهم ينفع أوي تقول إن ده والد ده.. وإن ده هو ده وهو صغير، حركات الطفل "إمنحوتب الثالث" كلها مطابقة لحركاته لما كبر وبقى الملك، الاختيار ده تَفَوُّق كبير من مخرج العمل . الإضاءة والألوان اللي بجد ما شفتش زيهم قبل كده، وَضْعُهم للأهرامات ورا نهر النيل.. فتحس إن الهرم بجد ورا النيل مش شغل كمبيوتر، حاجات كتيرة وأنا بتفرج عليها كنت مبهورة بيها وطول الوقت كنت بفكر في الدراما المصرية بتاعتنا، وحزينة عليها وبأمانة معرفتش أعمل مقارنة بينهم . علشان كده نفسي نخرج شوية من الدايرة اللي قفلناها على نفسنا، وبدل ما نِحَرَّم كل حاجة ونقفل عنينا وودانا عن إنها تتعلم، ممكن ناخد منهم اللي ينفع لعقيدتنا ولديننا، ونغض الطرف عن كل ما يسيء لمعتقداتنا وديننا، وبدل ما ننشغل بس بمهاجمة المسلسل والقناة اللي عرضته، ممكن ننشغل بإننا نتعلم إزاي هما وصلوا للدرجة دي من التقدم ونحاول نتعلم منهم، ولما نيجي نطبقها ما نعملش بيها حاجه ضد الدين، على العكس إحنا ممكن نعمل بيها حاجات كتير تنفع الدين وتتماشي مع معتقداتنا .