شنت صحيفة "بوسطن جلوب" الأمريكية هجوما لاذعا على مصر بسبب موقفها من المنظمات غير الحكومية التي تعمل على الأراضي المصرية وسعيها لمحاكمة الأمريكيين المتهمين بالعمل بدون ترخيص ومحاولة العبث باستقرار البلاد، زاعمة أن هذه الأزمة أفتعلها المجلس العسكري لتحقيق شعبية على حساب الولاياتالمتحدة، وأن الامريكيين لن يقضوا يوما واحدا في السجون المصرية. وقالت الصحيفة بعد سنة من ثورة يناير شن المجلس العسكري الحاكم في مصر حملة على منظمات المجتمع المدني بشكل أكثر قسوة مما فعل مبارك، حيث أعلنت مصر عن نيتها توجيه اتهامات جنائية ل19 أمريكيا بجانب عشرات من من الأجانب والمصريين، هو مؤشر مقلق للغاية، زاعمة أن هذه الاتهامات تستند على ادعاء زائف بأن الجماعات الأمريكية كانت تعمل دون تراخيص، مشيرة إلى المعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الديمقراطي الوطني، وبيت الحرية، كانوا يعملون علنا في مصر لسنوات عديدة مع القبول ضمني من الحكومة، وأن الهدف من هذا الهجوم رغبة من الجيش في التمسك بالسلطة عن طريق إثارة المشاعر القومية ضد هذه الجماعات التي تمولها الولاياتالمتحدة. وأضافت إن المجلس العسكري ركز كثيرا في التغطية الإخبارية على الجرأة في مقاضاة الأمريكيين، وهو في الواقع يرسل رسالة خطيرة مفادها أنه على استعداد للتخلي عن التحالف مع الولاياتالمتحدة، ولكن لا أحد - ولا حتى الجنرالات المصريين – يتخيل أن أمريكي سوف يسجن ولو ليوم واحد في السجون المصرية بشأن هذه الاتهامات، فمعظم الناس على القائمة ليسوا حتى في مصر، وإنما الأكثر إثارة للقلق هو المصير الذي ينتظر المصريين المتهمين بتلقي تمويل أمريكي وأنهم دمى في يد الأمريكيين وعقدوا العزم على "تقويض الثورة''.