في الوقت الذي أعلن فيه ناشطون مقتل اثنين برصاص الأمن السوري اليوم ، أصدر الرئيس السوري - الذى أوشك على الخلع - بشار الأسد مرسومًا بالعفو عن المجازر المرتكبة والتي تشهدها سورية منذ عدة أشهر على يد قوات الجيش والشبيحة المواليين للعائلة الحاكمة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن الأسد أصدر مرسومًا تشريعيًا بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة على "خلفية الأحداث"، التي وقعت من تاريخ 15 مارس الماضي وحتى 15 يناير الجاري. وقال مراقبون أن الأجدر بالأسد أن يطلب العفو من شعبه لو كان عنده بقية من ضمير ، وفي كل الأحوال أمثاله من الطغاه لا يستحقون العفو، والسؤال الذى طرحه حقوقيون هو: "على من ينطبق العفو الصادر في سوريا من بشار الأسد ؟". أم الأسد: يؤكد الشيخ أنس سويد، أبرز شيوخ باب السباع بمدينة حمص أن بشار الأسد "عاجز ولا يملك من أمره شيئا"، ولم يتمكن من اتخاذ أي قرارات في سبيل إيجاد حل للأزمة. وكشف في حوار مطول مع "الجزيرة" أهم تفاصيل لقاءاته الثلاثة مع الرئيس السوري، والتي - حسب قوله - لم تزده إلا قناعة بأنه مجرد واجهة، وأن المسير الحقيقي للوضع في سوريا هي عائلة الأسد كاملة وعلى رأسها والدته أنيسة مخلوف التي اكتسبت خبرة من زوجها حافظ الأسد. وكشف الشيخ أنس سويد في ذات الحوار عن أهم ما دار بينه وبين الرئيس "التقيته رفقة عشرين من علماء حمص وتكلمنا معه لأربع ساعات ونصف الساعة، واللافت أنه كان يظهر الاستغراب في كل شيء. حدثناه عن ممارسات الأمن والشبيحة.. والحاضرون ذكروا له كل شيء بالتفصيل وكان يسجل الملاحظات بنفسه. توقف يا بشار: على جانب آخر جدد بان كي مون، في افتتاح مؤتمر في بيروت الأحد، دعوته للأسد إلى "وقف العنف" و"التوقف عن قتل أبناء شعبه". وقال في خطاب في افتتاح مؤتمر في بيروت حول الإصلاح والانتقال نحو الديموقراطية بحضور حشد من الشخصيات العربية والدولية "اليوم أقول مرة أخرى للرئيس السوري بشار الأسد: أوقف العنف، توقف عن قتل أبناء شعبك، فطريق القمع مسدود". وأضاف أن "الذين يمارسون السلطة بالقوة أو بالإكراه إنما يعجلون بسقوطهم. فعاجلا أم آجلا، ستتخلى عنهم شعوبهم". تأخر كثيراً: وفي رد فعل سريع أعلن معارضان بارزان من المشاركين في مؤتمر المعارضة السورية في انطاليا، جنوب تركيا، ان قرار العفو العام الذي اصدره الرئيس بشار الأسد اليوم "غير كاف" و"تأخر كثيرا". ولم يحدد الأسد في قرار العفو هل يشمل المعتقلين السياسيين في الأحداث أم لا، إلا انه اشترط على اعضاء جماعة الإخوان تسليم أنفسهم أولاً قبل أن ينعموا بالعفو "المحكومين غيابيا من أعضاء تنظيم الإخوان إذا ما عادوا إلى سوريا وسلموا أنفسهم خلال ثلاثة أشهر فهم سيستفيدون من العفو إلا إذا ما قاموا بنشاط يجرمهم بعد صدور مرسوم العفو، أما غير المحكومين فإنهم إذا ما عادوا قبل إلغاء القانون 49 لعام 1980 فيمكن أن يتم إلقاء القبض عليهم ليحاكموا أمام محكمة الجنايات ويحكم بالإعدام ثم تخفض العقوبة للأسباب المخفضة التقديرية إلى 12 أو 8 سنوات". وكشف العفو أن "المرشد العام للجماعة في سوريا محمد رياض شقفة، والمرشد العام السابق علي صدر الدين البيانوني، والشيخ عدنان العرعور، هم من القيادات الإخوانية المحكومة التي استفادت من العفو شريطة أن يعودوا للبلاد ويسلموا أنفسهم خلال ثلاثة أشهر وألا يقدموا على أي فعل يمكن أن يجرمهم بعد صدور العفو بتاريخ 31 مايو الماضي.