قالت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية، إن المنطقة بأسرها تحبس أنفاسها وهى تشاهد مصر تجرى أول انتخابات برلمانية لا تعرف نتيجتها سلفًا منذ أكثر من 60 عامًا وسط تخوفات الدول المجاورة مثل إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية من احتمال تكوين حكومة إسلامية فى أكبر الدول العربى. وأشارت إلى أنه على الرغم من وجود توقعات بأن تشوب العملية الانتخابية أخطاءً كثيرة إلا أن الانتخابات هى الفرصة الوحيدة لتولى زمام الأمور فى بلد تعمه الفوضى. ورأت أنه على الرغم من امتداد الفترة الانتخابية على ثلاثة مراحل إلا أن نتيجة التصويت فى المراكز السكنية الكبرى مثل القاهرة و الإسكندرية يمكنها التنبؤ بالنتيجة النهائية للانتخابات. وأضافت أنه على الرغم من أن كل التوقعات تشير إلى فوز حزب "الحرية والعدالة" التابع ل "الإخوان المسلمين" لما تحظى به الجماعة من سمعة وقدرة على حشد الناخبين، إلا أن أداء حزبها فى الانتخابات يتوقف على أداء الأحزاب المنافسة أيضًا. وصفت الصحيفة حزب "المصريين الأحرار" الذى أنشأه الملياردير المصرى نجيب ساويرس، وبأنه أكبر منافس لجماعة الإخوان، وذلك بعد تحالفه مع اثنين من الأحزاب اليسارية وهما "المصرى الديمقراطى الاجتماعى" و"التجمع"، وقالت إنه من المتوقع أن يحصل على نسبة جيدة من أصوات المثقفين العلمانيين والمسيحيين الذين يخشون وصول الإسلاميين للحكم. وأشارت إلى تحالفات أخرى مثل تحالف "الثورة مستمرة" المكون من عدة أحزاب صغيرة تضم بعض المشاركين فى الثورة، لكنها توقعت بأنه لن يحقق الكثير نظرًا لفشله فى ترجمة نجاح الاحتجاجات فى الشارع ونقله للساحة السياسية الكبيرة. ولفتت إلى أنه قام بتعليق حملته الانتخابية منذ 19 نوفمبر احترامًا لضحايا الاشتباكات الأخيرة فى مصر، بالإضافة إلى قرار العديد من الناخبين الموالين للتحالف بمقاطعة علمية التصويت بأكملها طالما كانت الداخلية والمجلس العسكرى هما المسئولين عن القانون والنظام. وتوقعت الصحيفة أن يتمكن حزب "الوفد" من الحصول على نسبة من الأصوات كونه أحد الأحزاب القليلة التى يحظى باسم معروف وسط تشكيلة مذهلة من الأحزاب الجديدة، كما أنه طالما كان أحد الأحزاب المفضلة للمسيحيين و لايزال بإمكانه الحصول على بعض أصواتهم. لكنها توقعت أن يلعب تحالف حزب "الحرية والعدالة" وحزب "النور" السلفى دوراً محورياً فى تحديد طبيعة الحكومة المقبلة والأهم تشكيل اللجنة التى ستشرف على إعداد الدستور الجديد، مشيرة إلى أنه حتى إذا قام حزب "المصريين الأحرار" وحلفاؤه بتوحيد القوى مع حزب "الوفد" وتحالف "الثورة مستمرة" فإن ذلك لن يكون كافياً للتصدى لصعود الإسلاميين فى الإنتخابات البرلمانية.