أكدت الفنانة تيسير فهمى أنها رشحت نفسها لانتخابات مجلس الشعب المقبلة فى دائرة قصر النيل عن حزب «المساواة والتنمية»، الذى أسسته بعد الثورة لكى ترد الجميل للطبقة المتوسطة التى خرجت منها وجعلت منها ممثلة مشهورة. وقالت تيسير ل«المصرى اليوم»: «إن النجاح فى الانتخابات بالنسبة لها ليس مسألة حياة أو موت»، مؤكدة أنها ستعتزل الفن وتتفرغ للسياسة فى حالة نجاحها لماذا اخترت دائرة قصر النيل لتخوضى فيها الانتخابات؟ - لأن دائرة قصر النيل يتبعها الدرب الأحمر وباب الشعرية والموسكى وبولاق، وسكان هذه المناطق من المصريين البسطاء الحقيقيين، والعمال الذين يمثلون الطبقة المتوسطة، التى قاربت على الاختفاء، وهؤلاء الناس هدفى حيث أسعى للنهوض بهم، لأن هذه المناطق تعبر عن هوية الإنسان المصرى. ■ ما هى خطتك للتواصل مع الناس حتى موعد الانتخابات؟ - أنا أخوض الانتخابات بشكل تلقائى دون خطة أو برنامج وتحركنى مطالب البسطاء، وسأقابل كل الناس وأتحدث إليهم وأضع يدى فى أيديهم، وبهذا نجعل ثورتنا مستمرة ضد الفساد والبطالة وانهيار اقتصادنا، واستمرار الثورة هدفه البناء وليس النزول إلى ميدان التحرير أو المطالبة بحقوق. ■ لكن دخولك الانتخابات عن حزب جديد ليس له قواعد قد يؤثر عليك بالسلب؟ - أى حزب هدفه أن يمثل فى البرلمان، وبما أننا حزب وليد فإن فشلنا أو نجاحنا ليس مسألة حياة أو موت، فمن الممكن أن نحقق النجاح فى الدورة المقبلة، وأنا أخوض الانتخابات فى دائرة كلها شباب، ومعى 7 أفراد فى حملتى الانتخابية متحمسين جداً وكلهم كانوا فى التحرير، والنجاح من عدمه ليس مشكلة، لكن المهم أن نخوض التجربة وندرب أنفسنا على المشاركة فى الحياة السياسية، ونعد كوادرنا للدورة المقبلة، «ولو لقيت حد أصلح منى هانتخبه» فالمهم عندنا مصر، وكل المصريين يحبون بلدهم لكن المهم كيف يترجمون هذا الحب، وأنا لست ضد أحد، فالاختلاف ليس فى الهدف، وإنما فى طريقة التنفيذ على أرض الواقع. ■ هل هناك نقاط معينة تركزين عليها فى دعايتك الانتخابية؟ - أسعى لإصدار قانون لسحب جميع الامتيازات من عضو مجلس الشعب، وأولها الحصانة، لكى يكون تركيزه على الشعب ومطالبه، وليس على السيارة والقرض والفيللا، فالمفترض أن يطالب نائب البرلمان بحقوق الجماهير وليس العكس. ■ هناك من يرى أن مستواك الاقتصادى لن يجعلك تشعرى بالبسطاء فما رأيك؟ - عندما نزلت إلى ميدان التحرير أثناء الثورة كنت أعيش فى مستوى ممتاز وأنعم بالرفاهية، لكننى شاركت من أجل شعب مصر، ولكى أرد الجميل للناس الغلابة الذين صنعوا من ابنة الطبقة المتوسطة فنانة «عينها مليانة وشبعانة». ■ كيف ترين فرصك فى النجاح؟ - لا تعنينى أبداً فرصتى فى النجاح، لكننى سأخوض المعركة الانتخابية من أجل الشباب الذى يساندنى، ومن أجل تحقيق أحلامنا فى حب مصر. ■ هل من الممكن أن تتحالفى مع الإخوان أو السلفيين المعروفين بموقفهم السلبى من الفن؟ - كلنا كمصريين متحالفين، لأن الثورة مستمرة والإخوان والسلفيين مصريين، وهم ليسوا أعداءنا و«أكيد بيحبوا مصر مثلنا»، لكن كل واحد يحبها بطريقته ومن منظوره الخاص، وإذا كانوا اختيار الشعب، فليتحمل الشعب مسؤولية اختياره، طالما نطالب بالديمقراطية والحرية، ولكن على أن يكون هذا الاختيار حراً دون أى رشاوى انتخابية. ■ ما أكثر شىء ستركزين عليه فى حالة نجاحك؟ - مطالب الثورة، وفى مقدمتها العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المصريين دون أى تمييز فى الحقوق والواجبات، وبشرط تكافؤ الفرص، وليس بالسؤال عن العائلة والأب والأم، وكذلك سأركز على التعليم والنهوض بالشباب وتوفير فرص عمل غير حكومية من خلال إنشاء بنك للشباب لخلق رجال أعمال وطنيين. ■ نشاطك السياسى هو المسيطر فأين أنت كممثلة؟ - أنا تيسير فهمى المصرية الإنسانة ولا يعنينى «أنا فين»، فالمهم أن أكون إيجابية فى هذه المرحلة، وأين سأستطيع أن أعطى؟ وكيف أرد الجميل للشعب الذى صنع شهرتى؟ وأتمنى أن أختم حياتى فى خدمة الناس بعد 30 عاماً من الشهرة، لكننى كنت خلالها بعيدة عن مطالب الشعب ولا أقدم له إلا القليل عن طريق الفن وأشعر أن هذا لا يكفى. ■ لكن كان من الممكن أن تقومى بنفس الدور من خلال الفن بعيداً عن مشاكل السياسة؟ - الحياة كلها سياسة، فالرجل عندما يفكر فى مصروف البيت سياسة، والفن سياسة والإعلام بتوجهاته سياسة، وأنا لى خلفية سياسية مرتبطة أيضاً بالفن، حيث كنت من أوائل الفنانين الذين فكروا فى المواطن المصرى الموجود بالخارج، وعندما يكون هناك دور سياسى مع رجل الشارع لابد أن أنزل وأتفاعل. ■ هل سنراك فى أعمال فنية قريباً؟ - أنا مشغولة حالياً بالأحداث السياسية والصراعات، واليأس والأمل، ومجموعة المتناقضات التى تعيشها مصر، والمسألة ليست مصر وحدها فالموضوع أكبر من ذلك، خاصة أن الخريطة السياسية تدار بخطة محكمة على منوال واحد، والهدف هو رجوعنا إلى عهود الظلام. ■ ماذا عن موقفك من الفن فى حالة نجاحك؟ - لو نجحت فى الانتخابات لن أستمر فى تقديم الأعمال الفنية وسأتفرغ للسياسة
