قصر النيل.. تلك الدائرة التي أطلق عليها قطعة الجاتوه في دراما عمارة يعقوبيان, نظرا لصغر حجمها واشتمالها علي أرقي الأحياء في القاهرة, وكذلك قلة عدد الناخبين الذين يدلون بأصواتهم في الانتخابات, أصبحت الآن بعد قانون تقسيم الدوائر أقوي الدوائر منافسة في القاهرة.اتسعت حدود الدائرة لتشمل فرديا قصر النيل والزمالك والموسكي وعابدين والأزبكية وبولاق أبوالعلا, وفي القائمة كل ما سبق بالإضافة إلي الجمالية ومنشأة ناصر وباب الشعرية والظاهر والدرب الأحمر. وبهذا التقسيم أصبحت الدائرة تمثل كابوسا أمام المرشحين للحصول علي أصوات كل هؤلاء الناخبين, خاصة, أن أرقام الاستفتاء الأخير أظهرت إقبالا غير مسبوق علي صناديق الانتخابات.. ففي حي الزمالك وحده تجاوزت المشاركة32 ألف صوت, في حين أن عدد الذين شاركوا في الانتخابات قبل الثورة لم يتجاوز ألف ناخب من حي الزمالك في أي انتخابات سابقة. وقد صنعت دائرة قصر النيل أسماء لمعت في تاريخ العمل السياسي, بداية من ياسين سراج الدين مرورا بالدكتور حسام بدراوي, الذي تردد حاليا في خوضه للانتخابات في الدائرة علي رأس قائمة حزبه الجديد, والتي مثلها هشام مصطفي خليل كمستقل في5002, ثم انضم للحزب الوطني.. وكان الحزب الوطني يستغل موظفي الإذاعة والتليفزيون للتصويت لمصلحة مرشحيه, كما كان يفعل زكريا عزمي مع موظفي الرئاسة. تاريخيا لم يحصل التيار الديني علي فرصة تمثيل دائرة قصر النيل في البرلمان, ولكن بعد الثورة رشح جمال حنفي نفسه للانتخابات علي المقعد الفردي كمرشح عن الإخوان المسلمين, وهو من الأسباب التي دعت المذيعة جميلة إسماعيل للخروج من تحالف الأحزاب وتقدمت لخوض الانتخابات فردي أمام مرشح الإخوان.. وتعتبر جميلة إسماعيل أكثر المرشحين خبرة وتميزا في الدائرة نظرا لتاريخها في انتخابات الشوري أمام زعيم الأغلبية في ذلك الوقت محمد رجب, وكذلك انتخابات مجلس الشعب الماضية أمام هشام مصطفي خليل. وتتضمن قائمة تحالف الأحزاب أيضا المرشح المستقل السابق محمد ممدوح والشهير ب حمادة ممدوح, وهو مرشح ضمن قائمة حزب المصريين الأحرار والذي خاض الانتخابات في0102, وحصل علي ترتيب متقدم ويعتمد علي شعبيته في مناطق قصر النيل وشركس وبولاق أبو العلا والزمالك. وقد ظهرت وجوه شابة في دائرة قصر النيل وبولاق أبو العلا للمنافسة فرديا مثل أيمن طه الذي تبني تجميل منطقة بولاق أبو العلا والوكالة, وعين مجموعة من أهل المنطقة لذلك. وأيضا ميمي العمدة عن حزب التجمع الذي خاض الانتخابات لأول مرة في0102 أمام هشام مصطفي خليل علي مقعد الفئات. وامتدت المنافسة لتشمل نادي الجزيرة الرياضي, حيث ترشحت نهال عهدي عضو مجلس إدارة النادي والتي حصلت علي أعلي الأصوات في انتخابات مجلس إدارة النادي الأخيرة معتمدة علي منطقة الزمالك وقصر النيل. وبعد أن أصبحت الانتخابات بالرقم القومي أصبح لمرشح المناطق الأكثر زحاما والأوسع جغرافيا مثل حي عابدين أو الموسكي فرصة أكبر من مرشحي قصر النيل أو الزمالك أو حتي بولاق أبو العلا, ولذلك يحاول الجميع تقديم خدمات مباشرة في مناطق المرشحين الأخري, فإن ضيق الوقت يصعب الأمر علي الكثير. وإذا ما طبق قانون إفساد الحياة السياسية سيريح بذلك عددا كبيرا من المرشحين فرديا, بعدما تردد خوض عدد من نواب الحزب الوطني المنحل للانتخابات وعلي رأسهم طلعت القواس في عابدين, التي كانت تمثل مركز ثقل لرجب هلال حميدة, المتهم حاليا علي ذمة موقعة الجمل. وبذلك وبعد قانون تقسيم الدوائر أصبحت دائرة قصر النيل تعد من أشرس المعارك الانتخابية في برلمان ما بعد الثورة إلي أن وأصبحت قطعة الجاتوة وجبة دسمة قد لا يقدر عليها الكثير.