يوم انتخابات نقابة الصحفيين الاربعاء 26 اكتوبر وانا في طريقي للنقابة الصبح قابلت سمر نور، بنوتة محترمة وكاتبة موهوبة، أعرفها من سنين، وبعزها بشكل خاص لأنها صحفية وأديبة زيي.. كنت متضايقة شوية من أحوال البلد.. وقعدت تكلمني عن الامل والتفاؤل واحنا في الكافيتريا بعد ماوقعنا في كشوف الجمعية العمومية، كنت مقبوضة ومتشائمة شوية، وهي كانت متفائلة، وبتقول إن كفاية التغيير الكبير اللي حصل جوانابعدالثورة، وفجأة وإحنا بنتكلم حسيت بصداع رهيب وزغللة في عينيا، فشربت نسكافية عشان أفوق وقلت لسمر اني مش قادرة أستحمل الدوشة والزحمة في الكافيتريا، ولو مشيت ممكن مقدرش أرجع تاني أشارك في الانتخابات، فعرضت علي إنها تستضيفني في مكتبها بجريدة الاخبار نصف ساعة، منه تراجع الصفحة الادبية اللي بتكتب فيها وإتطوعت النهاردة لمراجعتها بسبب غياب الزميل المسئول، ومنه أرتاح شوية من الدوشة لحد الجمعية ماتكتمل ونرجع النقابة ندلي بأصواتنا، رحت معاها، وبعد ماشربت الشاي لاقيت البلاكبيري بتاعي فصل شحن، وكنت عايزة أتابع على النت أخبار الجمعية العمومية، فسمر فتحت لي جهاز الكمبيوتر الخاص بها وبزميلتها أتابع منه، وراحت هي تشوف بروفة الصفحة.. لسه يادوب هافتح حسابي في تويتر دخل المكتب رجل يبدو إنه مسئول في المكان، واول ماشافني سألني: إنت زميلة هنا معانا؟ قلت لا أنا زميلتكم من الجمهورية وضيفة سمر.. قال لي: وازاي تقعدي على جهاز الكمبيوتر.. إنت مش عارفة ان دي أسرار شغل وكده عيب ومايصحش؟ مين اللي قعدك؟ انا هاحاسب الساعي ونادى على الساعي، وأنا كنت في نص هدومي وباقول ياأرض إنشقي وإبلعيني، أنا آذيت سمر أكيد، واضح إنه شخص مؤذي قلت له: أنا اسفة أنا اتصرفت من نفسي، وسمر والساعي مالهمش علاقة بالموضوع شخط في وقاللي: قومي من على المكتب ده وانتظري سمر على مكتبها، فقمت ولاقيت سمر داخلة بعد ما الساعي راحلها وعرفت الموضوع، وقفت قدام مكتبه وهوعمال يزعق ويقول لها انت ازاي تقعدي دي -ويشاور عليا بصباعه - على جهاز الشغل؟ سمر قالتل: استاذ حنفي.. اللى بتشاور عليها بالطريقه دي ضيفتي وزميلة صحفية، ومساعد رئيس تحرير مجلة حريتي، وأنا اللى فتحت لها الجهاز وقعدتها على النت لحد ما أراجع الصفحه وهي مغلطتش في حاجة. ورغم إنها كانت بتتكلم بثقة وقوة لكن بمنتهى الادب، وصوتها معليش عليه، أما هو فرفع صوته على الأخر وقال لها: انا كنت هاسامحك عشانها لكن انت ماتستاهليش. سمر قالت له: وأنا آسفه جدا مش هقدر أستمر لحظه واحده هنا ،وهاخد ضيفتى وهمشى من المكان وحضرتك كمل مراجعة الصفحه. وقالت لي: يالا ننزل ياسامية، وانا باحاول أعتذر له وأهدي الموقف لكنه كان ثاير جدا، وخرجنا وسط زعيقه اللي أكيد وصل من الاخبار لمبنى الاهرام والجمهورية. وإحنا على باب الاسانسير قلت لسمر: أنا آسفة معلش، هدي الامور معاه ده برضه رئيسك. ردت بثقة: ده أهانني وأهانك، هم فاكرينا عبيد عندهم؟ أنا مغلطش.. الكمبيوتر خاص بزميلة لنا وبي، وهو لابيفتحه ولابيعرف يشغله ومافيش اسرار شغل عليه، لأن كل الزملاء بيكتبوا على الورق، وانا مابسيبش الشغل على الجهاز، ثم إني مش جايبة واحدة من الشارع معايا وحتى لو جايبة واحدة من الشارع كان لازم يحترم ضيوفي ويحترمني قدامهم. تحول خجلي منها لأني اعتقدت انني اؤذيها لخجل من نفسي لأني نصحتها بالسكوت وابتلاع الاهانة، سمر اديتني درس كبير رغم انها أصغر مني بكذا سنة، والاستاذ حنفي المحلاوي المشرف على صفحة الادب في الاخبار ضرب لي مثل في قلة الذوق وإهانة الزملاء والمرؤسين رغم انه أكبر سنا مني ومن سمر بكتير. عشان كده أنا هاتقدم ببلاغ لنقابة الصحفيين ضده، وهانشر الواقعة دي في كل مكان، ولو دار اخبار اليوم مخدتش حقي وحق سمر من حنفي المحلاوي هارفع عليه قضية، والشهود موجودين من الزملاء الصحفيين والسعاة ،لأني لو سكت الصحفيين هيبقوا ملطشة للجميع، طالما مش قادرين يحترموا بعض ويتعاملوا بذوق . حتى لو سمر غلطانة كان المفروض يكلمها على انفراد من غير مايهينها ادامي ويتطاول علي بالإشارات والصوت العالي. معقول ده بيشتغل في نفس المكان اللي أسسه مصطفى أمين؟ واللي كان عموده فكره كل يوم بتطل منه شموس الكرامة والحرية؟وازاي بيشرف على صفحة أدبية؟ معقول أنا وزميلتي الشابة نتعرض للإهانة في نفس اليوم اللي كانت أرض وحوائط النقابة مليانة بأوراق بيشر منها كلام عن كرامة الصحفي وتحسين أوضاعه المهنية ؟ أنتظر من الزملاء الصحفيين ومجلس النقابة الجديد التضامن معي ومع سمر خاصة انني أخشى أنه يزيف اللي حصل ويؤذيها وكمان مش عارفة أيه التكييف القانوني لشكوى أوقضية من النوع ده