أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر حرمة العبث بجثث القتلى، مبديًا استنكاره للتمثيل بجثمان العقيد الليي المخلوع معمر القذافي، والذي تم دفنه وابنه المعتصم في مكان "سري"، بعد أيام من مقتلهما في سرت، حيث قتلا بعد أسرهما على أيدي الثوار، وأبقي على جثتهما لعدة أيام في مصراتة. وأكد الطيب في بيان أصدره الثلاثاء، تحريم وتجريم عملية التمثيل بجثث القتلى، أو إبقاء جثثهم من غير دفن، لأن الله كرم الإنسان حيًا وميتًا، وسنّ الإسلام للحروب أخلاقيات إنسانية سبق بها مواثيق حقوق الإنسان الحديثة والمعاصرة. وطالب في الوقت ذاته بضرورة التصدي للعنف الذي تمارسه بعض النظم المستبدة إزاء الشعوب العربية التي انتفضت سلميًا من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وما حدث ويحدث من إجهاز على الجرحى، وإهانة الجثث والقتلى. وقال إنه جدير بكل من ينتمي إلى الإسلام أن يراعي هذه الأخلاقيات، وأن يحافظ على كرامة الموتى، التي هي فرائض دينية وأعراف إنسانية. وجاء ذلك فيما أعلن المجلس الانتقالي الوطني الليبي أمس، أنه تم دفن جثة العقيد معمر القذافي وابنه المعتصم فجر الثلاثاء في مكان لن يعلن عنه. وأكد مسئول عسكري من بلدة مصراتة حيث كانت الجثتان معروضتان على الملأ في غرفة تبريد دفن الجثتين. وأعلن المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس، أن القيادة الانتقالية في ليبيا ستقوم بالتحقيق في مقتل القذافي بعد انتشار تقارير متضاربة حول كيفية مقتله، وبعد أن أثارت حكومات أجنبية وجماعات حقوقية غير حكومية تساؤلات حول ملابسات مقتل القذافي الذي أصيب بجروح بالغة عقب إلقاء القبض عليه الخميس الماضي. ودعت الولاياتالمتحدة الحكومة الانتقالية في ليبيا الاثنين إلى وضع معايير قوية في التحقيق بشأن مقتل الزعيم المخلوع معمر القذافي ودعم حقوق الإنسان. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند: "الأمر المهم هنا هو أن يتم التحقيق بشكل كامل وبنزاهة". من جهة أخرى، أعلن السفير عبد المنعم الهوني سفير ليبيا بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن السفارة الليبية ستسلم السلطات المصرية الأسلحة والذخائر والقنابل التي تم اكتشافها فى مبنى السفارة. وعرض الهوني الأسلحة التي تم العثور عيها خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الثلاثاء بمقر السفارة بالقاهرة، موضحا أن الأجهزة الأمنية المصرية تسلمت جميع القوائم الخاصة بهذه المجموعات من الأسلحة وسنقوم بتسليمها الأربعاء. وطالب السلطات المصرية بالتحقيق مع المسؤولين السابقين بالسفارة والمتواجدين بالقاهرة عن سبب وجود تلك الأسلحة ومعرفة من أين وصلت ولماذا وهل هي للاخلال بالأمن المصري أم لاغتيال شخصيات ليبية بالقاهرة. ودعا الهوني سفراء ليبيا في كل الدول بالعالم لأن يفتشوا عن أسلحة فى سفاراتهم وأن يقوم كل من لديه سلاح بالاتصال بسلطات البلد المضيف للقيام باللازم مؤكدا وجود العديد من الأسلحة في سفارات كثيرة بالعالم. وأكد الهوني "أن هذه الأسلحة معدة ومجهزة للإخلال بأمن مصر وهناك نماذج لبعض الأسلحة التليسكوب بعيدة المدى معدة لعمليات الاغتيال للشرفاء الليبيين المقيمين هنا في مصر". وأضاف للصحفيين: "كما رأيتم أمامكم عينات من الأسلحة وهناك كميات كبيرة جدا مازالت في مخازن تحت السفارة لم نخرجها كلها للإعلام وسنسلمها إلى سلطات الأمن المصرية لإجراء المعاينة.. وفي نفس الوقت طلبنا منهم أن يتم تسليمها لليبيا لأنها ملك الشعب الليبي وذلك بمعرفتهم وبمعرفتنا إلى أقرب نقطة حدود".