اعتبرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الوضع الحالى بين مصر وإسرائيل هو وضع هاديء تماما مثلما كان الحال قبل حرب الغفران فى 1973. وقالت الجريدة "مثلما حدث عشية يوم الغفران 73، هكذا يتكرر الأمر اليوم عشية يوم الغفران: هادئ.. الحدود هادئة، الأراضي محتلة، ولكن القوات متأهبة على كلا الجانبين". وقالت الجريدة إن أسباب الهدوء الذى قد يسبق العاصفة بين مصر وإسرائيل قد ينتهي على يد حركة حماس. وحسب قول الجريدة "فقد ظهرت بوادر انتقادات ضد عملية الرصاص المسكوب، ولكن العملية أدت إلى استقرار الجنوب. ومنحت مستوطنات محيط غزة 33 شهرا من الهدوء النسبي. لكن المشكلة التي تتجاوز هذا الهدوء مازالت قائمة. هذه المشكلة تتعاظم من شهر إلى آخر. حيث يتم تهريب أسلحة حديثة، تتدفق على غزة عبر الفوضى في سيناء". وأضافت الجريدة "إن التحالف المصري – الإسرائيلي الذي احتوى حماس لم يعد يحتويها. وهكذا في كل يوم يمر تتزايد قوة حماس، في كل يوم يمر يتآكل الردع الذي أحدثته عملية الرصاص المسكوب. ولدى (حماستان) اليوم قدرة لم تكن تمتلكها في الماضي: لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. اليوم لا تريد (حماستان) أن تستخدم القدرات الجديدة، ولكنها تنتظر نتائج التصويت في الأممالمتحدة ونتائج الانتخابات في مصر. وبعدها قد يتطور ويتحول الهدوء بين مصر وإسرائيل إلى عواصف يوم غفران جديد". وتابعت الجريدة "الهدوء الحالي يتيح لسبتمبر الفلسطيني وللربيع المصري أن يستنفد كل خياراته. ولكن بعد أن تنجلي الغمامة السياسية، ستقف إسرائيل أمام وضع جديد في الجنوب. وضع سوف يجعل الإخوان المسلمون في إسطنبول والقاهرة ينتفضون بعد أي هجوم ضد الإخوان المسلمون في غزة". وهكذا – أضافت الجريدة - "في نهاية هذا العام الميلادي، أو في بداية العام القادم، سوف يحدث في فلسطين وضع سياسي – قانوني جديد. المبدأ الذي ينظم مسيرة السلام سوف يتوقف عن التنظيم. 18 عاما من رؤية أوسلو سوف تصل إلى نهايتها. وسوف يواجه الفلسطينيون والإسرائيليون صداما سياسيا وقضائيا. وعاجلا أم آجلا، سوف يُدوي هذا الصدام في ميدان التحرير. وربما يكون ربيع أو حتى صيف – ولكن سبتمبر سيأتي. سبتمبر سيضربنا بكل قوته". وقالت الجريدة "هناك مشكلة أخرى لا تقل خطورة عشية ذكري يوم الغفران وهى أن العالم العربي الجديد مستقر مثل "النتروجليسرين"، ولا يوجد جيش يهدد إسرائيل بشكل مباشر، ولكن أي حادثة على الحدود مع مصر أو دولة أخرى من شأنها أن تتحول إلى أزمة دراماتيكية. لذا، تحتاج إسرائيل لقدرات على استخدام قوتها أكثر من ذي قبل. ولكن في وضع الشرعية الإسرائيلية الحالي، لا تستطيع إسرائيل أن تستخدم القوة. وبدون قبة حديدية سياسية، فإن الوضع الإستراتيجي الإسرائيلي في خطر".