"المصريون لم يكونوا ناجحين إلا لأننا كنا أغبياء"، كانت تلك شهادة اللواء احتياط بالجيش الإسرائيلي عمانوئيل سيقل على هزيمة إسرائيل أمام مصر في حرب أكتوبر 1973، التي أوردها كتابه الصادر على حديثًا ليحذر الإسرائيليين من تكرارها، وذلك قبل أيام من حلول الذكرى ال 38 للحرب التي حققت فيها مصر أول انتصار عسكري في تاريخ حروبها مع الدولة العبرية. وأهدى الجنرال الإسرائيلي لقد شاركت في حربي 1967 و1973، كتابه لرئيس الأركان الحالي بني جانتس، ويؤكد أن الهدف منه دق ناقوس الخطر من إمكانية تكرار الهجوم المصري في المستقبل. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف السبت": "الهدف من الكتاب هو تنبيه إسرائيل حتى لا تكرر أخطاءها العسكرية التي ارتكبتها في الماضي، والفرص التي أضاعتها للفوز في معركة سيناء، أردت أن أوضح ببساطة أن المصريين لم يكونوا ناجحين إلا لأننا كنا أغبياء". إذ يرى أن الهزيمة في تلك الحرب لم تكن سوى نتيجة لأخطاء ارتكبت آنذاك وبعد أن ساد الشعور عقب الانتصار في حرب 1967، "بعد حرب 76 شعرنا بأننا أقوياء وقلنا أن من يبدأ العراك معنا سنقوم بخطفه"، لكن الرئيس أنور السادات أعلن استعداده لتقديم مليون شهيد، و"من يعلن هذا لا يخشى شن الحرب"، كما يقول. وأوضح الجنرال الإسرائيل، أن مهمة الجيش الإسرائيل "كانت منع العدو المصري من اخترق خط القناة. قيادتنا العليا قالت إن المصريين لن يحققوا أي إنجاز ولن يقوموا بأي خطوة، لكن الحقيقة أن الجيش النظامي الإسرائيلي لم يكن ليتمكن من حماية خط القناة بدون جنود احتياط". وأضاف: "ما حدث آنذاك هو إننا فشلنا في حماية خط القناة، المصريون سحقوا جيشنا النظامي، في الثانية ظهرا دخل القوات المدرعة الإسرائيلية سيناء ب 283 دبابة، وفي صباح اليوم التالي لم يتبق إلا 110 دبابة و320 قتيلاً". ورأى أنه "كان يمكن تلافي ذلك بأن تأمر تل أبيب جيشها بالانسحاب، لأن المصريين سيحققون إنجازا على الأرض لا محالة"، إلا أ "مخابراتنا العسكرية اعتقدت أنها تعرف ماذا يدور برأس الرئيسين المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد، لكن المصريين كانوا كالنمر الذي يستعد للانقضاض علينا ونحن تركناه يفعل ما فعل مستخفين به وساخرين منه". واعتبر سيقل أن "الدرس المر الذي تعلمناه من أكتوبر هو عدم الاعتماد على نوايا العدو، إنما على قدراتنا، نحن ليس لدينا القدرة على قراءة الأفكار، لكن يمكننا وضع تقديرات تتعلق باحتمالية الهجوم علينا وعليها نتصرف. لقد كان الهجوم المصري المأساة الكبرى في عيد الغفران، حتى سلاحنا الجوي لم يفعل شيئًا في حرب أكتوبر". وحتى بعد مضي 38 عاما من تلك الحرب، يرى الجنرال الإسرائيلي، أن الإسرائيليين لم يتعلموا الدرس: "قيادة إسرائيل الآن فاشلة في الحروب كقيادتها عام 1973. فالحكومة لا تهتم بالكنيست كما كانت تفعل جولدا مائير رئيس الوزراء السابقة، لقد تحدثت مع فيكتور شيم طوف وزير الصحة بحكومة مائير وأكد لي أنه في يوم 6 من أكتوبر وفي الساعة 12 ظهرا أعلنت مائير للمرة الأولى دخولها الحرب لتصيب الحاضرين بصدمة، فلم يكن أحد يعلم شيئا عن هذا الموضوع". وتأتي تلك الشهادة لتدحض المزاعم بشأن الاتفاق مسبقًا على شن تلك الحرب كما ادعى المؤرخ الإسرائيلي أوري ميلشتاين في فيلم وثائقي بعنوان: "من الذي قتل أبانا"؟، والذي يدعي فيه أن هزيمة اسرائيل في حرب اكتوبر 1973 لم تكن نتيجة تقصير المخابرات الاسرائيلية وأن إسرائيل لم تقم بتعبئة قواتها، لكن بسبب تعاونها مع مصر والولاياتالمتحدة في وضع خطة سرية لمنح مصر نصرًا صغيرًا. ويتحدث الفيلم عن تورط "الموساد" في تصفية جوالون ملحق سلاح الجو الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة، خشية أن يكشف عن التعاون بين مصر والولاياتالمتحدة وإسرائيل في التخطيط المسبق لحرب أكتوبر فيما بينهم. ويدعي أن ذلك كان بهدف إحلال الولاياتالمتحدة مكان الاتحاد السوفيتي بالمنطقة وفقا لاتفاقية بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن تم اتخاذ قرار ببدء حرب يفوز فيها المصريون بنصر محدود كالسيطرة علي القواعد الاسرائيلية بقناة السويس وما شابه وتقوم تل أبيب بمحاولة غزو مصر ويتم طردها بعدها على يد الولاياتالمتحدة.