وصل إلى القاهرة الاثنين يتسحاق ليفانون السفير الإسرائيلي لدي مصر قادما من تل أبيب علي طائرة "آير سينا"، في أعقاب مطالبات في مصر بطرده إثر واقعة مقتل خمسة جنود مصريين على الشريط الحدودي في 18 أغسطس الماضي. وتأتي عودة ليفانون إلى القاهرة بعد أن غادر إلى تل ابيب قبل عدة أيام بشكل غير معلن. وذكرت وكالة الألباء الألمانية أن السفير داعب عقب دخوله من صالة كبار الزوار بمطار القاهرة رجال الأمن قائلاً لهم "شالوم". وكانت مظاهرات اندلعت حول مبني السفارة الإسرائيلية بالقاهرة تطالب بطرد السفير الإسرائيلي من القاهرة بعد مقتل عدد من الجنود المصريين علي الحدود بنيران القوات الإسرائيلية. وقال ليفانون وقتها إنه لن يغادر القاهرة، ومستمر في عمله حتى تلقيه أي تعليمات من الخارجية الإسرائيلية. وحتى بعد أكثر من 15 يومًا لم تنقشع سحب التوتر في العلاقات بين مصر وإسرائيل التي أثارها حادث مقتل الجنود المصريين في أعقاب عقب هجمات إيلات، وسط مخاوف في إسرائيل من انعكاسات التوترات الأخيرة على اتفاقية السلام بين الجانبين. وتحت عنوان: "السلام مع مصر هل هو معرض للخطر؟"، قالت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلية أمس، إنه ومنذ هجمات إيلات والتوتر يسود العلاقات بين مصر وإسرائيل، ولم يعد السلام بين الجانبين أكيدًا كما كان في الماضي. وتساءلت عن مستقبل العلاقات مع وصول نظام جديد إلى السلطة في مصر بعد الانتخابات القادمة، مضيفة: ماذا سيحدث في المستقبل عندما ينتخب المصريون حكومة جديدة مجبرة على الاستماع للشارع الذي قام بالإطاحة بحسني مبارك، وسط تشكك الشباب المصري في حق إسرائيل في الوجود؟. وأضافت أن "العاصفة التي هبت على العلاقات بين القاهرة وتل أبيب خلال الأسابيع الأخيرة أسفرت عن نتائج كثيرة لا يمكن تجاهلها من بينها صعوبة تحديد شكل النظام الذي سيحكم مصر في أعقاب الانتخابات القادمة". وقالت إن هذا النظام سيكون مرتبطًا بدرجة أو بأخرى برغبة الشارع المصري بعد إثبات الأخير قوته بإسقاط مبارك وإصراره على محاكمة الأخير وإحضاره أمام المحاكمة ممدًا على نقالة طبية، إذ سيؤدي تحول مصر لدولة ديمقراطية إلى ارتباط أي حكومة مستقبلية بالرأي العام. وأشارت إلى أن من بين ما أفرزت عنه التوترات الأخيرة، استمرار ثقافة العداء لإسرائيل بين المصريين، ورفضهم لأي مظهر من مظاهر التطبيع، وأن الجيل الجديد لا يعرف شيئًا عن حرب أكتوبر ويصعب عليه معرفة التغيير الذي أحدثه السلام في حياة الدول العربية التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل. وزعم التقرير من استخلاصه للنتائج أن إسرائيل خرجت منتصرة في حرب أكتوبر 1973، معتبرة أن اقتناع جزء من الشباب المصري بانتصار مصر بشكل حاسم في تلك الحرب ذلك يأتي نتيجة الدعاية الرسمية التي تمتلأ بقصص الانتصارات المصرية غير القابلة للشك، ورأت أنه "عندما تنظر للمتظاهرين أمام السفارة الإسرائيلية تعرف كم هو صعب إقناعهم بخطورة الحرب وبفوائد السلام". واعتبرت أن "التوحد حول قضية فلسطين" كان هو النتيجة الرابعة لما أفرزته التطورات الأخيرة، إذ أن "العرب قد يتوحدون حول تلك القضية دون خلافات"، مع اقتناع الكثير من المصريين بأن توقيع كامب ديفيد كان بهدف إجبار إسرائيل على حل المشكلة الفلسطينية، ولهذا لن يكون للاتفاقية أي قوة أو وجود إلا إذا تحقق ذلك.