الإخوان المسلمون فصيل سياسى قوى، ومهم، مؤثر، ووطنى. عانى ما عاناه فى فترة حكم المخلوع، ومع ذلك ظل متماسكا، وشارك فى الثورة المصرية بقوة، وصنع بطولات عظيمة، ثم شارك بعد تنحى المخلوع فى تظاهرات الضغط الهادفة للتطهير، ثم.. هنّج مننا. كنت فى فترة حكم المخلوع «أتهم» بأننى من الإخوان المسلمين، لأننى شرفت بأن أكون ضمن المجموعة التى دافعت عن الإخوان ضد الحظر والمحاكمات العسكرية والتشويه، وكنت أرفض نفى «الاتهام» لأن مجرد النفى كان يعد تبرؤا مما هو ليس تهمة، وتنصلا من مجموعة بشرية تتعرض للغبن، وكان هذا مسلك الغالبية الغالبة من المجموعة الصغيرة التى تختلف مع الإخوان المسلمين فكريا، وتدافع عن حقوقهم. أما وقد أكرم الله الإخوان المسلمين وأنصفهم، فليس فى إجابتى عن سؤال «أنت إخوان؟» بالنفى، أى تنصل من مظلوم. لكن بما لى من «عشم» قديم فى جماعة الإخوان المسلمين، ينبع من مشاطراتى لهم فى الأيام الكالحة، فإنه يحق لى أن أسألهم: إيه ده بقى؟ لماذا تحالفتم مع السلفيين وأنتم تعلمون أن الصالح الوطنى يقتضى تحالفات ائتلافية لا استقطابية؟ يحق للسلفيين الذين حرموا من أى مشاركات فى الحياة الطبيعية -ولا أقول فى الحياة السياسية فقط- أن يخرجوا من كهفهم، ولا بد لهم من تحالف مع قوى سياسية تساعدهم على التدرب، حيث إنهم لا يفقهون حتى الحديث بأسلوب لا يستفز المحيطين، إلا أن آخر من ينفع السلفيين فى هذا المضمار هم الإخوان، لأن البحر سيختلط بالبحر وسيصعب، بل يستحيل، لفصيل الإخوان المخضرم أن يسيطر على نزق السلفيين الذين حبسوا فى دوائرهم على مدى 30 عاما. ثم.. حتخلعوا منهم إزاى دلوقت؟ آه ثم آه لو حاولتم، فسيفعلون بكم أكثر مما يفعلون فى القضايا الثلاث الرئيسية التى تشغل حياتهم: البرادعى، والبابا شنودة، وحسن نصر الله.. آه والله.. بيناموا يحلموا بيهم. والآن لم يعد لكم إلا أن تبرروا تصرفاتهم النابعة من قلة خبرتهم، أو تتقبلوا، نيابة عنهم، لكمات الناس التى أصيبت بالهلع من جراء سلوكياتهم. هذا تحالف فاااااشل، تماما كتحالف الليبراليين مع الصوفيين والمسيحيين، طول عمر الرجالة ما بيفهموش فى الألوان، حد يلبس برتقالى على أحمر؟ لماذا تحالفتم مع السلفيين وأنتم تعلمون أن الصالح الوطنى يقتضى تحالفات ائتلافية لا استقطابية؟ يحق للسلفيين الذين حرموا من أى مشاركات فى الحياة الطبيعية -ولا أقول فى الحياة السياسية فقط- أن يخرجوا من كهفهم، ولا بد لهم من تحالف مع قوى سياسية تساعدهم على التدرب، حيث إنهم لا يفقهون حتى الحديث بأسلوب لا يستفز المحيطين، إلا أن آخر من ينفع السلفيين فى هذا المضمار هم الإخوان، لأن البحر سيختلط بالبحر وسيصعب، بل يستحيل، لفصيل الإخوان المخضرم أن يسيطر على نزق السلفيين الذين حبسوا فى دوائرهم على مدى 30 عاما. ثم.. حتخلعوا منهم إزاى دلوقت؟ آه ثم آه لو حاولتم، فسيفعلون بكم أكثر مما يفعلون فى القضايا الثلاث الرئيسية التى تشغل حياتهم: البرادعى، والبابا شنودة، وحسن نصر الله.. آه والله.. بيناموا يحلموا بيهم. والآن لم يعد لكم إلا أن تبرروا تصرفاتهم النابعة من قلة خبرتهم، أو تتقبلوا، نيابة عنهم، لكمات الناس التى أصيبت بالهلع من جراء سلوكياتهم. هذا تحالف فاااااشل، تماما كتحالف الليبراليين مع الصوفيين والمسيحيين، طول عمر الرجالة ما بيفهموش فى الألوان، حد يلبس برتقالى على أحمر؟ لماذا انسحبتم من المشاركات الثورية؟ شخصيا، أريد الانتخابات بالأمس، لكن من الذى يضمن أن الانتخابات لن يتم تزويرها -ومن المؤكد أنها لن تزور لصالحكم.. واللى يقولكم كده يبقى بيضحك عليكم- ما دام النظام البائد ينتهز كل فرصة لإعادة إنتاج نفسه؟ من الذى أشار عليكم بدعم «الاستقرار»؟ استقرار إيه؟ استقروا بكرة.. لكم أذرع تعمل بجد استعدادا للانتخابات، لكن ذراعا يجب أن تشارك فى الفاعليات الثورية لضمان استمرار تحكم الشارع، وعدم تسليم مقاليد الأمور إلى مؤسسات تعيد إنتاج المنهج الفاسد الذى يتمخض، بشكل آلى، عن تزوير للإرادة الشعبية. وقد تتحملون خطيئة إعادة إنتاج النظام البائد بسبب تأخركم عن فاعليات ثورية كانت تهدف إلى تطهير القضاء ووزارة الداخلية والإعلام، وهم أس التزوير. ويصل بكم الأمر إلى عدم المشاركة فى فاعليات ضد المحاكمات العسكرية التى أكلت أخضركم ويابسكم فى عهد المخلوع؟ بل والتخلى عن مصر فى مواجهة العدو الصهيونى؟ هو أنتو حيلتكم إيه غير قضية فلسطين؟ فكيف بالله عليكم نجد حركة 6 أبريل -التى اتهمها الروينى بالعمالة لجهات أجنبية- تطالب بطرد السفير الإسرائيلى بينما تتناولون أنتم إفطاركم فى السفارة الأمريكية؟ ألطم يقولوا الولية اتجننت؟ ما هذا الذى تفعلونه مع المجلس العسكرى؟ خدشتم حياءنا. أعلم أن الإخوان المسلمين يخافون من انقلاب عسكرى، وقد اتخذ الإخوان قرارا بأن يتعاملوا مع المجلس تماما كما كان يتعامل عم مدبولى مع قناوى فى فيلم «باب الحديد»: قوم يا قناوى.. أنا جبت لك بدلة الفرح، وحاجوزك هنومة. وماله؟ أنا لست ضد «محايلة» المجلس العسكرى وطمأنته، لكن لا بأس من لعب لعبة: الشرطى الطيب والشرطى الشرير، وإن كنتم لا ترغبون فى لعب دور الشرطى الشرير، فليس هناك ما يدعو لقمع من يريد أن يلعب دوره ويوفر عليكم مجهود الضغط. إيه حكاية كل ما نتكلم تقولوا الوقيعة دى؟ إيه موضوع الوقيعة ده؟ هناك بعض القوى الثورية ترى فى تخشين النبرة مع المجلس العسكرى أسلوبا ملائما للضغط، وأنا أرى أننا نحتاج إلى كل الأصوات، بدءا من الكونترباص وحتى الإكسليفون. أخيرا: مالكم بقيتو تتقمصوا كده؟ وكلما سألناكم لماذا انعزلتم عن بقية القوى الثورية؟ تجيبون: بيشتمونا. يا سلام.. إنما يبكى على الحب النساء، وأنا نساء، ولا ولم أبك على الحب طوال حياتى، فما بال فصيل سياسى سُفيف كده؟ المصدر : جريده التحرير