مسلسلات هذا العام تضم عددا من النجوم، الذين ينعمون بموهبة عظيمة، تلفت إليهم الانتباه، فى أى دور يؤدونه، ومن العجيب أن موهبة بعضهم تفوق موهبة بعض النجوم، الذين يتسيّدون الساحة، ويحوزون النصيب الأكبر من ميزانية أى مسلسل، مما رفع الميزانيات إلى أرقام فلكية، ربما تهدّد الإنتاج الدرامى المصرى على المدى الطويل، وعلى رأس من يتألّقون فى كل أدوارهم، النجم ياسر جلال، القادر على إقناعك بأى دور يلعبه، على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، بما له من حضور وسلاسة مدهشة فى الأداء، وتعايش مثمر مع الشخصية، فلقد أقنعنى فى دور ضابط أمن الدولة الصارم، ودور المجرم عديم الشفقة، ودور العاشق الرومانسى أيضا، وكل دور آخر تقمّصه فى إتقان ويسر.. وفى هذا العام أيضا شهدت الشاشة الصغيرة النجم يوسف الشريف، فى عملين، أدّى فى كل منهما دورا مختلفا، وبرع فى أداء كل من الدورين، مما يشير إلى أنه فى طريقه لرسم مستقبل متميّز، فى عالم الدراما، كما رسم طريقه من قبل، فى عالم السينما، فيوسف وجه مصرى مريح، تشعر معه وكأنه جارك، أو صديقك العزيز، فتتفاعل معه فى تلقائية، وترتاح لأدائه بلا انفعال، فيدخل إلى قلبك فى انسيابية، ويستقر فيه فى هدوء، وهى مواصفات النجم، كما يرصدها تاريخ السينما والدراما.. ولا يمكننى أن أتجاوز، فى هذا المضمار، النجمة صفاء جلال، التى اعتدنا منها تجسيد كل شخصية فى مرونة واقتدار، فلا تشعر معها أبدا بالافتعال أو المبالغة، فتتعايش معها فى نفس بساطة أدائها، وتتجاوب مع مشاعرها، التى هى دوما صادقة نقية مؤثّرة.. لا أستطيع هنا أن أذكر كل الأسماء، ربما لأننى لم أتابع ما يكفى من أعمال رمضان، مع كثرة العمل فيه، ولكن من المؤكّد أن خريطة رمضان القادم ستشهد صعود أسماء أخرى، غير تلك التى اعتدناها فى السنوات السابقة، لأن المواهب عديدة، والمنتجون سيبحثون حتما عنها، مع تطوّر الدراما، وتلك المنافسة القوية والخطيرة، التى تهدّد الساحة الدرامية المصرية، بعد انتشار الدراما السورية، والدراما التركية المدبلجة، وضرورة تغيير نمطية الدراما المصرية، وتصحيح مسارها بمواهب فذة، لم ترق إلى ما تستحقه فعليا بعد.. وهنا لا بد وأن أرسل تحية إلى المخرج عثمان أبو لبن، الذى اقتحم عالم الدراما بمسلسل «المواطن X»، فصنع أسلوبا جديدا، يجذبك منذ الحلقة الأولى، وأضاف إلى رصيده السينمائى رصيدا دراميا سيحسب له، ويضيف إلى إمكانياته وخبراته.. ولقد افتقدت كثيرا النجم المتألّق يحيى الفخرانى هذا العام، ولم أكتف بصوته فقط، إذ إن متابعة أدائه العبقرى على الشاشة متعة فى حد ذاتها، و... ما زال للحديث الفنى بقية. المصدر : جريده التحرير