حشد الثوار الليبيون مزيدا من المقاتلين والآليات في طرابلس استعدادا لمعركة قادمة متوقعة حول مقر إقامة معمر القذافي في باب العزيزية. ونجحوا في الوقت نفسه في ضرب قافلة إمدادات من سرت, كما حرروا مزيدا من المدن بما فيها البريقة النفطية. ويتحصن مقاتلون موالون للقذافي في مجمع باب العزيزية الذي يقع في القسم الجنوبي من طرابلس, ويمتد على ستة هكتارات, ويتوقع الثوار أن لدى هؤلاء أسلحة وذخيرة كثيرة. ولا يعرف على وجه الدقة ما إذا كان القذافي موجودا في المجمع إلا أنه يرجح بقوة أن بعض أبنائه -ومنهم سيف الإسلام الذي ظهر في تسجيل بث الليلة الماضية- ربما يقيمون هناك. معركة الحسم وكانت أولى الاشتباكات بين الثوار ومقاتلي الكتائب حول باب العزيزية قد وقعت أمس, ووصفتها وكالة الصحافة الفرنسية بالعنيفة. الثوار يواجهون مقاومة ربما سيكون أشدها في باب العزيزية (الفرنسية) وتوقع عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليلة الماضية، في تصريحات للجزيرة، معارك ضارية حول المجمع. وقال الثوار إن مقاتلي الكتائب أطلقوا أمس نيران أسلحة ثقيلة من داخل المجمع في حي سيدي خليفة المجاور مما أدى لإصابات بصفوف المدنيين. وتحسبا للمعركة الحاسمة المرتقبة, استقدم الثوار أمس ما لا يقل عن خمسمائة مقاتل من مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وبين هؤلاء كثيرون ممن خبروا قتال قوات القذافي. وقال المركز الصحفي التابع للمجلس العسكري بمصراتة إن ثوار المدينة أرسلوا أيضا عبر الطرق البرية على طول الشاطئ أكثر من أربعين آلية محملة بالمقاتلين والأسلحة وخصوصا رشاشات ثقيلة وذخائر لدعم الشعب بطرابلس. وكان الثوار استقدموا أيضا مئات المقاتلين الإضافيين من محور الزاوية (50 كلم غرب العاصمة). وأعلن ثوار مصراتة في الأثناء أنهم تصدوا لرتل حافلات قادمة من سرت كانت تنقل مئات المقاتلين المؤيدين للقذافي. وكان هؤلاء في طريقهم إلى مدينة بني وليد ومنها إلى طرابلس، إلا أن ثوار مصراتة اعترضوهم قرب منطقة السدادة التي تقع على مسافة ستين كيلومترا عن مدينة تاورغاء. وبث المجلس الإعلامي لمصراتة شريطا مصورا ظهر فيه ثوار على مقربة من حافلة تحترق. وأعلن حلف شمال الأطلسي أن الكتائب أطلقت ثلاثة صواريخ سكود من سرت على مصرتة, وقد جرى اعتراض أحدها على الأقل. وكان الثوار بطرابلس قد أعلنوا أنهم سيطروا معظم أحياء العاصمة لكنهم لم يتمكنوا بعد من دخول مناطق في حيي بوسليم والهضبة الخضراء ومجمع باب العزيزية ومرافق قريبة منه مثل فندق ركسوس الذي يقيم فيه الصحفيون الأجانب ويسيطر عليه حتى الليلة الماضية مسلحون موالون للقذافي. وقالت الناشطة أسماء الطرابلسي للجزيرة صباح اليوم إن الوضع آمن وهادئ في الأحياء التي دخلها الثوار مثل سوق الجمعة وتاجوراء وفشلومو والتي أقيمت فيها نقاط تفتيش كثيرة. استعادة الثوار للبريقة استدعت قتالا ضاريا(الجزيرة) البريقة ومدن أخرى وبينما يستعد ثوار طرابلس للمعركة الفاصلة, تحررت مزيد من المدن من قبضة نظام القذافي. ونقل مراسل الجزيرة بالجبهة الشرقية أمس أن الثوار سيطروا بالكامل على مدينة البريقة النفطية بعد قتال ضارٍ استغرق أسابيع, وسقط فيها 150 قتيلا من الثوار ومئات الجرحى. وأضاف أن قوات العقيد القذافي تقهقرت إلى منطقة بشر (20 كلم غرب البريقة) في طريقهم إلى سرت, بينما بدأ الثوار تمشيط المناطق الصناعية. وأفادت أنباء أن الثوار باتوا يسيطرون على الخمس شرق طرابلس, والعجيلات على الطريق الساحلي بين الزاوية والحدود التونسية. وكانت مدينة زوارة التي القريبة من معبر رأس جدير الحدودي بين ليبيا وتونس قد انتفضت بدورها، إلا أن سكانها أكدوا أنها تتعرض للقصف بالصواريخ وقذائف الهاون من موالين للقذافي. وفي الجنوب, تعرضت مدينة سبها لقصف صاروخي من الكتائب أوقع أربعة قتلى