انتهت حالة الذعر في أسواق المال الأمريكية ولكن الحذر لازال مستمرا، والمؤشرات الرئيسية للأسهم الأمريكية كلها مرتفعة بنسب تتراوح بين 2 إلى 5ر3 في المائة، وارتفع سعر البترول إلى 82 دولار بعد أن تهاوى إلى ما هو دون 80 دولارا.. والذهب هو الرابح الأكبر ومازال يرتفع بسعر 1741 دولارا للأوقية. ويتوقع الخبراء أن تستمر الأسواق في التذبذب ارتفاعا وهبوطا من الآن وحتى نهاية العام حتى يتم التوصل لحلول جذرية لمشاكل الديون السيادية في بعض دول منطقة اليورو والعجز والديون في الولاياتالمتحدة. وقد شهدت سندات الخزانة الأمريكية حركة شراء أمس، رغم أن تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة يفترض أن يؤثر عليها. إلا أن الخبراء يتابعون ما وصفوه بحالة من تناقص الثقة في الدولار الأمريكي بعد أن ظل لفترة طويلة العملة الرئيسية في العالم، وذلك في انعكاس لشكوك المستثمرين إزاء الاقتصاد الأمريكي المهزوز وقدرة الحكومة على التعامل مع الديون الطويلة الأجل. ومشكلة تخفيض التصنيف الائتماني في الولاياتالمتحدة سياسية أكثر منها اقتصادية، فالاقتصاد الأمريكي يواجه مشاكل ولكن ليس بهذه الخطورة، والمشكلة السياسية هي التي تسببت في تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة التي ستظل تتمكن من سداد ما عليها من مستحقات وفقا لما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، ولكن مشاكل البطالة والعجز في الموازنة وطرق تخفيضه تعد مشاكل رئيسية لن تجد حلا سريعا بسبب الخلافات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وقد كانت تجربة الأزمة المالية العالمية الماضية قاسية على الجميع ولازلنا نعيشها حتى اليوم ولا أحد يعرف كيف تنتهي أو تتجه، ولكن من المؤكد أن مرحلة جديدة تتشكل الآن. وقد ارتفعت الأسهم الأمريكية عند الفتح اليوم الثلاثاء متعافية من هبوطها في الجلسة السابقة لكن بيانا مرتقبا من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) قد يغير هذا الاتجاه إذا لم يقتنع المستثمرون بأن لدى البنك خطة لمواجهة تهاوي الأسواق. وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي لأسهم الشركات الأمريكية الكبرى 96ر105 نقطة بنسبة 98ر0 في المائة إلى 81ر10915 نقطة.. وزاد مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الأوسع نطاقا 53ر12 نقطة بنسبة 12ر1 في المائة إلى 99ر1131 نقطة. وتقدم مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا 31ر36 نقطة بنسبة 54ر1 في المائة إلى 2394 نقطة.