ذكرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن اعتراف الغرب بالمجلس الانتقالي الليبي يبدو وكأنه أول خطوة في طريق تقسيم ليبيا، حيث أوضحت الصحيفة، في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، أن قرار الحكومة البريطانية بالاعتراف بالمجلس سلطة حكومية وحيدة لليبيا محدود من الناحية التطبيقية والعملية، ولكن له مغزى كبير، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تعني بداية عملية سعى حلف شمال الأطلنطى (ناتو) جاهدا إلى تجنبها وهي التقسيم الفعلي لليبيا. وكما جاء فى الشروق أشارت إلى أن غارات الناتو على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي لم تسفر عن نتائج ملموسة على الأرض، إذ أخفقت قوات المعارضة حتى الآن من التقدم نحو معاقل القذافي بجانب فشل الغارات الجوية في زحزحة قوات القذافي عن مواقعها، موضحة أنه مع بداية شهر رمضان وتوقف العمليات القتالية فإن الحملة العسكرية التي بدأت في شهر أبريل الماضي من المرجح أن ستستمر حتى الخريف، وقد تمتد إلى ما بعد ذلك. ولفتت الصحيفة إلى أن اعتراف الناتو بالمجلس كسلطة شرعية دبلوماسية يعتبر بمثابة إعلان صريح بأن الثوار سيكون لهم دور مستمر في مستقبل ليبيا، مشيرة إلى أنه مع استمرار سيطرة القذافي على غرب ليبيا والعاصمة طرابلس بالأخص، يبدو أن ليبيا تتجه نحو التقسيم. ورأت أن اقتراح وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، بأن ليس هناك ضرورة لرحيل القذافى من ليبيا، وأنه يكفيه التنحي فقط، هو خطوة مهمة في هذا الاتجاه، ويمهد الطريق أمام القذافي لنقل السلطة لمن يشاء، ويبقى محميا ومتمتعا بالحصانة في معقله. كان وزير الخارجية البريطاني قد أعلن أمس الأربعاء اعتراف بلاده بالمجلس الانتقالي كممثل عن الشعب الليبي، مؤكدا أن قراره يعكس شرعية ونجاح المجلس الانتقالي الليبي الذي أظهر تعهده بأن تكون ليبيا أكثر انفتاحا وديمقراطية، وهو ما يسعى المجلس لتحقيقه من خلال عملية سياسية شاملة.