يستحق الإعلامى يسرى فودة التحية على الأداء المهنى المتميز. مساء الاثنين الماضى فاجأ فودة فى برنامجه «آخر كلام» على فضائية «أون تى فى» رئيس جمعية الشبان المسلمين ورئيس حزب السلام الديمقراطى أحمد الفضالى، بشريط فيديو يظهره واقفا فوق كوبرى 6 أكتوبر ليلة موقعة الجمل فى المكان الذى كان يقف فيه البلطجية. هذا الفيديو ينبغى أن يذكر جميع المشتغلين بالعمل العام بأخطر أسلحة الدمار الشامل فى عصرنا الحالى وهو سلاح اليوتيوب. هو سلاح لا يحتاج إلا لكاميرا فيديو صار سعرها فى متناول كثيرين، ثم تضغط على زر «تسجيل» وتضعها على موقع يوتيوب، وبعدها ستكون متاحة لكل العالم. الفضالى برر وقفته بأن المكان يقع أمام مقر حزبه وجريدته وجمعيته، وأعرف أن دور المذيع أن يكون محايدا لكننى تمنيت من يسرى فودة ابن دفعة إعلام 86 المتألقة أن يسأله سؤالا بريئا صغيرا هو: «ما علاقة كل ذلك بسطح الكوبرى، مكتبك وجريدتك وجمعيتك تقع فى أول شارع رمسيس فما الذى دفعك لقطع مسافة طويلة لصعود الكوبرى عبر السلم الموجود على الكورنيش قرب مقر الحزب الوطنى المحترق؟!. هل كل ساكنى شارع رمسيس أو الذين تقع مكاتبهم فى الشارع يصعدون إلى الكوبرى وعندما يسألهم أحد ماذا تفعلون يردون بأن منزلهم أو مكتبهم يقع أسفل الكوبرى؟!. بصراحة لم يقنعنى الفضالى فى تبريره لوقفته فى هذا المكان المشبوه، لكن وبما أن المرء يحاول أن يكون موضوعيا قدر المستطاع سنفترض أنه برىء حتى تثبت إدانته. وإلى أن نعرف حقيقة ما حدث علينا أن نبحث سياسيا فى ظاهرة رجال العمل العام ممن هم على شاكلة الفضالى. نعلم أن صفوت الشريف اخترع مجموعة من الأحزاب الكرتونية طوال حكم مبارك مثل حزب الفضالى ومنع الأحزاب الحقيقية أو حاصرها. وأرجو ألا يتصور البعض أن كلمة الكرتونية «عيب أو قلة أدب» بل هى وصف سياسى لحزب ليس له أنصار أو تأثير. كان معلوما للجميع الوظيفة الفعلية لهذه الأحزاب وهى إعطاء شعور كاذب بوجود أحزاب وعملية ديمقراطية، خصوصا أثناء الانتخابات. كانت معظم هذه الأحزاب تسارع إلى المشاركة فى أى عملية هزلية للنظام خصوصا فى اللحظات التى كانت الأحزاب الكبرى تعلن مقاطعتها. علينا ألا ننسى الدور المشبوه الذى لعبته بعض هذه الأحزاب فى آخر انتخابات، وكيف قبلت ببعض بقايا فتات مقاعد أحمد عز. ثم علينا ألا ننسى دور بعضهم «المشبوه» فى الحملة المنظمة وغير المحترمة لتشويه صورة محمد البرادعى بضوء أخضر من نظام مبارك. يدافع الفضالى عن نفسه بأنه خاض معركة مع وزارة التضامن ووزيرها على مصيلحى وينسى أنها كانت معركة قانونية فى إطار صراع على من يدير جمعية الشبان المسلمين، ولم يخبرنا الرجل حتى لو كان له معركة فعلية مع المصيلحى عن علاقته الطيبة بصفوت الشريف. عموما فإن كثيرا ممن ارتبطوا بعلاقات «غريبة» مع النظام السابق تجدهم يصرخون دفاعا عن الثورة وأنهم يفدونها بدمائهم. ليت هؤلاء يختفون قليلا من المشهد.. هم لا يعلمون أن الناس تعرف حقيقتهم. لو استمر هؤلاء اللاعبون على كل الحبال، والمادحون لكل سلطة فالمؤكد أن جوهر نظام حسنى مبارك لم ينهار فهؤلاء هم وقود الثورة المضادة.