●●وأنت تتابع مباراة الأهلى والوداد المغربى فى كأس أفريقيا تشعر أنك تجلس فى صالة عرض مظلمة صامتة تشاهد فيلما عربيا من أفلام الرعب، ولكنك بعد لحظات من البداية تكتم ضحكاتك، بسبب سذاجة الممثلين، وأدائهم السيئ، ومبالغة المخرج فى مشاهد بث الخوف فى نفوس المتفرجين. كان فريق الوداد أكثر جريا وصحة ولياقة، لاسيما فى نهاية اللقاء، فقد انتهى الموسم المحلى بالمغرب فى 25 مايو الماضى، بينما بدا كل لاعب فى الأهلى أنه مكبل بأكياس الرمل فى قدميه، حيث يعانى من الإرهاق لأننا مازلنا فى نهاية الموسم الماضى، وهو بالنسبة للفريق مستمر ومستديم ولن يتوقف. ●●انصبت الانتقادات على دفاع الأهلى، وتحديدا عبدالفضيل الذى كان توقيته سيئا وحظه أسوأ، وتسبب فى هدفين، لكن الواقع أن المدافعين السبعة بالفريق يتحملون المسئولية بالدرجة الأولى، ففى الفرق الكبيرة التى تلعب على البطولات يكون الأداء الجماعى مركبا، مثل «حائط أحجار الدومينو».. (أصل نظرية سقوط أحجار الدومينو ينسب إلى بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأمريكى السابق، وكانت النظرية تعنى أن أحجار الدومينو تساند بعضها، ولو سقط منها حجر واحد تساقطت كلها) هكذا كانت أخطاء المهاجمين تعود على الوسط والدفاع، فعندما لا يضغط المهاجم على دفاع الخصم لمنعه من بناء هجمة، يضيف هذا التقصير المزيد من الأعباء على لاعبى الوسط، وعندما لا يقابل لاعب الوسط المنافس مبكرا ويمنعه من المحاورة والمناورة والتمرير يعنى ذلك إضافة عبء آخر على المدافعين.. وقد كان التمركز والتحرك والمساندة الجماعية سيئا من جانب «جماعة الدفاع».. وهم خماسى الظهر معوض، والسيد، وعبدالفضيل وجمعة وفتحى بجانب حسام غالى وحسام عاشور.. وكان تركيز حسام غالى أكبر نسبيا على الشق الهجومى والمساندة فى المقدمة، بينما اتسم بالسلبية فى الشق الدفاعى.. فيما أكثر حسام عاشور من استلام الكرة وردها لزميله، وكان يقابل وسط الوداد دون فاعلية أو جدية. ●●ستة أهداف هزت شباك الفريقين، لكن المتعة ظلت غائبة، لأن الكرة ليست أهدافا فقط. ولكنها هذا الصراع القوى الجاد، والندية المتبادلة بين لاعبى الفريقين، والمحاولة ثم المحاولة المضادة، وكل ذلك يكون وسط صيحات المتفرجين وآهات الإعجاب والألم.. وقد كانت المباراة مثل عرض لأفلام السينما الصامتة فى مطلع القرن العشرين، ومثل مسرح بدون جمهور وأسوأ ما يصيب الممثل أن يفتح الستار فلا يجد متفرجا واحدا فى الصالة، فيظل طوال العرض ينتظر لحظة إسدال الستار والتوارى خلفه ضيقا وخجلا.. هذا ما أظن أنه كان شعور كل لاعب فى الأهلى.. ويبقى أن الفريق يعانى من ضعف شديد فى مركز حراسة المرمى.. فالحارس مثير للدهشة، لأنه يتصدى لكرات صعبة وخطيرة، وتمر بين أصابعه كرات سهلة، وهو يقفز كثيرا إلى أسفل، فيقوم بثنى رجليه والميل بجسده للخلف، فتكون الكرة التى لا يزيد ارتفاعها على متر شديدة الارتفاع.. وهو يتقدم حين يجب أن يتأخر، ويتأخر حين يجب أن يتقدم.. إنها مجموعة مشكلات وليست مشكلة واحدة.