لم يكن أبدا محل إجماع، بل دفع مثل سائر أبناء عرب 48 ثمن تمسكه بهويته الفلسطينية داخل أراضى الخط الأخضر، التى بنت عليها إسرائيل دولتها، وأجبرت عربها على التجنس بجنسيتها الإسرائيلية. إنه المخرج الفلسطينى جوليانو مير خميس (52 عاما) الذى اغتاله مجهولون الاحد فى مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، رمياً بالرصاص، قرب مسرح «الحرية» الذى يديره منذ عام 2006 . وقالت مصادر الشرطة الفلسطينية إن 5 ملثمين أطلقوا النار على «خميس» وأردوه قتيلا، دون أن تفلح محاولات إسعافه. ينحدر المخرج الفلسطينى من مدينة الناصرة، وقام بتأسيس وبناء مسرح جنين بعد تدميره خلال الاجتياح الاسرائيلى للمخيم. وعن طريق الفن، ناضل «خميس» من أجل القضية الفلسطينية، وقدم العديد من الأعمال الفنية، أبرزها «أولاد آرنا»، و«شظايا فلسطين»، و«رجال فى الشمس». وبالرغم مما يُعرف عن «جوليانو» من مواقف وطنية مناهضة للاحتلال الإسرائيلى والصهيونى، كان يتلقى تهديدات بالقتل. ويثير البعض الشبهات حوله كونه ابناً لأب فلسطينى من عرب 48، هو «صليبا خميس»، القيادى السياسى فى الحزب الشيوعى الفلسطينى، وأم يهودية، هى «آرنا مير خميس»، اليهودية اليسارية المعروفة بمواقفها المناهضة للاحتلال والصهيونية. من جانبه، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض أن الجريمة بشعة «ولا يمكن السكوت عنها إطلاقاً، وتشكل انتهاكاً خطيراً يتجاوز كل المبادئ والقيم الإنسانية».