تشهد مواقع التصوير المختلفة فى الوقت الحالى، تصوير عدد من الأفلام السينمائية التى تصّنف تحت اسم «أفلام المقاولات» على رأسها فيلم «حافية على جسر من الخشب» بطولة سندريلا وإخراج تامر حربى، وفيلم «المماليك» بطولة رامى وحيد، إخراج أحمد إسماعيل، و«زجزاج» بطولة ريم البارودى وإخراج أسامة عمر، لتزيد تلك الأفلام من خطايا الفساد السينمائى الذى انتشر فى الشهور الأخيرة، وعمل على تهديد سمعة السينما المصرية بعد إنتاج أفلام «سبوبة» و«البار» و«عبده موتة» وغيرها، والغريب أن بعض هذه الأفلام يشارك فى إنتاجها شركات إنتاج إخوانية. ويبدو أن توقف الإنتاج السينمائى لدى كبار المنتجين والشركات المعروفة دفع عددا من الطفيليين على المهنة من استغلال الوضع ب«أفلام بير السلم» أو المقاولات، حسب وصف الناقد الكبير رفيق الصبان، الذى قال أيضاً عنها إنها مثل «اللب السودانى»، الذى يستخدم للتسلية وتنتزع قشرته لتلقى على الأرض. وبرأ الناقد فى تصريحاته ل«اليوم السابع» الثورة المصرية من أن تكون سبباً فى ازدهار سينما المقاولات، محملاً المسؤولية كاملة للمنتجين الذين فضّلوا صناعة الأفلام «الرخيصة» وساهموا فى انتشارها، مؤكداً أن هذه النوعيات ليس لها علاقة بالسينما، ولا تمت لها من قريب أو بعيد، لافتاً إلى أن نجاح أفلام مثل «شارع الهرم» بطولة سعد الصغير، و«عبده موتة» بطولة الراقصة دينا، أغرت المنتجين فى زيادة صناعة تلك الأفلام، التى يصنعونها بأدنى التكاليف، لتحقق ربحاً كثيراً. ويضيف الناقد قائلاً: «هذه الأفلام لن تنجح فى صنع تاريخ سينمائى لها أو تبقى فى ذاكرة الجمهور بعد رفعها من دور العرض، وهذا نتاج لما واجهته السينما من عثرات اقتصادية خلال السنوات الأخيرة»، حيث يتوقع رفيق الصبان اختفاء تلك الموجة سريعا خلال مواسم السنوات المقبلة، معتمداً على ذوق جمهور السينما الذى رفض أمثال هذه النوعيات ولم يتجاوب معها، بدليل فشل فيلم «سبوبة» لراندا البحيرى فى تحقيق أدنى إيرادات. ويتفق فى الرأى مع رفيق الصبان، الناقد السينمائى الكبير يوسف شريف رزق الله، حيث حمل مسؤولية ظهور هذه الأفلام على الساحة للمنتجين من جهة، وكبار نجوم السينما الذين رفضوا الإنتاج لأنفسهم باستثناء الفنان أحمد حلمى، من جهة أخرى، منتقداً رؤية المنتجين «غير المعروفين» على حد وصفه، فى إقبالهم على إنتاج أفلام تهدد سمعة السينما المصرية. ويوضّح رزق الله، أن فترة الثمانينيات شهدت هوجة من أفلام المقاولات، التى لم يتم تسويقها فى القاهرة، حيث كان صنّاعها يعملون على تسويقها فى السعودية ودول الخليج، ومصيرها كان بالنسبة لنا غير معروف. ويؤكد الناقد أن أبجديات الإنتاج السينمائى الآن اختلفت بكثير عن الماضى، حيث إن كبار الفنانين كانوا يخوضون تجربة الإنتاج لأنفسهم، وعلى رأسهم سيدة الشاشة فاتن حمامة، والنجمة مديحة يسرى، والفنانون أنور وجدى، وفريد شوقى، وكمال الشناوى، وكان الإنتاج ضخما وغزيرا ويحمل مضموناً وفكراً. وتساءل رزق الله عن ميزانية أفلام المقاولات وصفة صنّاعها المغمورين فنياً وإنتاجياً، وتصاريح تصوير تلك الأفلام، مطالباً بكشف هويتهم وشهادات معهد السينما التى يحملونها بصفتهم مخرجين، مؤكداً أن هذا الإنتاج يسىء للسينما المصرية، قائلاً: «الجمهور سيفقد الثقة فى الصناعة السينمائية بسببها». وكان مخرجو هذه الأفلام انتهوا من تصوير أغلب مشاهدها فى بعض البارات كفيلم «المماليك» الذى يضم مجموعة من الفنانين المغمورين، إضافة إلى فنانى الصف الرابع، وتدور أحداثه داخل بار ليلى وتتنوع مشاهده بين السكر والسهر والعربدة.