حالة من الصعود و الهبوط تشهدها خريطة القوى السياسية بالإسكندرية مع قرب موعد إجراء الإنتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب و الشورى ، و لعل من أبرز الأحزاب و التكلات التي شهدت إنقسامات و إنشقاقات داخلية حزب "المصريين الأحرار" و "الكتلة المصرية" ، و ذلك بعد أن أعلن عدد من مرشحي الحزب إنسحابهم من قوائمة الإنتخابية و تقدمهم بإستقالات جماعية ، الأمر الذي دفع البعض إلى التنبأ بإنهيار الحزب بشكل كامل خلال الفترة القادمة بعد أن كان هو أبرز المنافسين المرتقبين للقوى الإسلامية بسبب ما يمتلكة من إمكانيات مادية تؤهله لمنافسة تلك القوى ، و أرجع الأعضاء ثورتهم و إنقلابهم على قيادات الحزب إلى لجوء هذه القيادات إلى بعض الأساليب الغير مرغوب فيها ، حيث فوجئ أعضاء الحزب المرشحين على رأس قوائمة الإنتخابية بقيادات الحزب يطالبوهم بدفع مبالغ مالية نظير البقاء على رأس هذه القوائم و إلا سوف يتم إستبعادهم أو تأخير ترتيبهم في القوائم مما يقلل من فرص فوزهم في الإنتخابات القادمة ، كما أرجع الأعضاء سبب تقدمهم بالإستقالة لإعتراضهم على وجود عدد من أعضاء الحزب الوطني المنحل ضمن قائم الحزب الإنتخابية ، و عدم وضوح الآلية التي تم بها إختيار مرشحي الحزب في الإنتخابات البرلمانية القادمة ، بالإضافة إلى فشل قيادات الحزب في إدارة ملف إنتخابات مجلسي الشعب و الشورى بالإسكندرية ، و تهميش شباب الحزب لصالح القيادات الكبرى. حركة 6 إبريل بالإسكندرية هي الأخرى كانت من أبرز القوى السياسية التي شهدت "ثورات داخلية" لعدد من أعضائها على مؤسس الحركة "أحمد ماهر" ، و قاموا بتكوين حركة جديدة تحت أسم "شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية" ، و برر الأعضاء إنشقاقهم بأنهم يعانون من وجود العديد من السلبيات داخل الحركة و في مقدمتها إنفراد قيادات الحركة بالقرار و عدم إشراك الأعضاء الأخرين في إتخاذ القرار ، كما أعربت "حركة 6 إبريل جبهة أحمد ماهر" ذاتها عن إستيائها من ربط أسمها بشخص "أحمد ماهر" ، مؤكدة على أنها ليست جبهة أحد ضد أحد انما هى حركة المقاومة المصرية التى تم تأسيسها فى 2008 وان أحمد ماهر هو المنسق العام للحركة وليس مالكها حتى تنسب لإسمه ، مشيرة إلى أنها ستقاوم أى محاولات لتفتيتها أو الاساءه الى سيرتها أو سيرة أحد قيادتها أو أعضاءه. حزب "إنت مصري" لم يسلم هو الاخر من وجود إنشقاقات داخلية بين صفوف أعضائه ، و ذلك بعد قيام بعض الأعضاء المؤسسين بالتقدم بإستقالات جماعية من الحزب و الذين بلغ عددهم 23 عضو ، و أرجع الأعضاء المستقيلين أسباب تقدهم بالإستقالة إلى تأخر الإعلان عن الحزب بشكل رسمي أو عمل حملة دعائية له بالرغم من تأسيس العديد من الاحزاب بعد و الثورة و قيامها بمزاولة نشاطها و تفاعلها مع الشارع بشكل مباشر ، بالإضافة إلى ضعف تمويل الحزب من الناحية المالية و الإعتماد بشكل أساسي على تبرعات الأعضاء دون محاولة تدبير مصادر تمويل أخرى ، و عدم وجود مقرات للحزب بالإسكندرية مما يصعب عملية التواصل بين الاعضاء ، هذا إلى جانب رفض الإعلامي وائل الإبراشي عقد مؤتمرات في المحافظات لتعريف المواطنين بالحزب و إعطاء مصداقية أكثر له في الشارع.
هبوط هذه القوى و الأحزاب قابلها صعود ملحوظ لنفوذ القوى الإسلامية بالشارع السكندري ممثله في جماعة الإخوان المسلمون و حزب "الحرية و العدالة" من جانب ، و الجماعة السلفية و حزب "النور" من جانب أخر ، حيث سعت هذه الأحزاب و الجماعات إلى إستغلال جميع المناسبات و الفرص لفرض سيطرتها و سلطانها على الشارع السكندري لكسب أصوات مواطني الثغر لصالحها في الإنتخابات البرلمانية القادمة ، فمع قدوم المدارس تسابق كل من جماعة الإخوان المسلمون و الجماعة السلفية إلى إقامة شوادر بيع مستلزمات المدارس ، و مع قدوم عيد الفطر إمتلئت شوارع الإسكندرية بنفس الشوادر و لكن في هذه المرة كانت لبيع مستلزمات عيد الفطر ، و في عيد الأضحى سيطرت القوى الإسلامية على مساجد و شوارع و أحياء الثغر من خلال الساحات الضخمة التي أقامتها تلك القوى لأداء الصلاه ، و التي تحولت مع مرور الوقت إلى أكبر "كرنفالات" للدعاية الإنتخابية و طرح و تعريف مرشحي حزب "الحرية و العدالة" و حزب "النور" للمواطنين