علقت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" على زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى لمصر، وقالت "بينما كان صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة فى مصر شيئا طالما كانت تخشاه الولاياتالمتحدة، لكن فى القاهرة اليوم، قالت المعارضة العلمانية لكيرى إن الولاياتالمتحدة حليفة للإخوان". وأشارت الصحيفة الأمريكية فى تقرير لها بعنوان "فى مصر: كيرى يحصل على توبيخ قاس من المعارضة" إلى أن زيارة "كيرى" لمصر جاءت وسط انتقادات بأن الولاياتالمتحدة عادت إلى نهجها القديم مع مصر، بالتغاضى عن انتهاكات الرئيس على أمل الحفاظ على الاستقرار الإقليمى والسلام مع إسرائيل. وتحدثت الصحيفة عن رفض بعض قيادات المعارضة لقاء "كيرى" احتجاجا على التأييد الأمريكى للرئيس محمد مرسى، على الرغم من السلوك المزعج وغير الديمقراطى من جانبه. ونقلت الصحيفة عن الكاتب بسام صبرى، المعارض للإخوان المسلمين، قوله إن هناك إحساسًا حقيقيا من قبل البعض بأن هناك شيئا تخشى الولاياتالمتحدة من أن تقوله، أو أن هناك اتفاقًا بينها وبين الإخوان بشأن مستقبل المنطقة. وتقول الصحيفة إن "كيرى" حاول دحض هذه الفكرة بقوله خلال لقائه مع رجال الأعمال إنه جاء إلى مصر نيابة عن الرئيس أوباما، دون انحياز لأى حزب أو شخص أو أى وجهة نظر سياسية محددة، ولكن ملئ بالتزام الأمريكيين إزاء الديمقراطية. غير أن المعارضة لا تزال تتهم الولاياتالمتحدة بالاتفاق مع "مرسى"، ونقلت "ساينس مونيتور" عن عبد المجيد راشد، مسئول التيار الشعبى فى المنصورة، اعتقاده بأن الإدارة الأمريكية مسئولة عما يحدث فى مصر الآن. حيث يشعر النشطاء بالغضب من أمريكا لعدم انتقادها علانية عنف الشرطة ضد المتظاهرين. ويقول "صبرى" إنه يعتقد أن الكثيرين يأملون أن يكون هناك تأييد أقوى للديمقراطية من قبل أمريكا أكثر من أى شىء آخر. فالأمر لا يتعلق برغبتهم فى تأييد أمريكا للمعارضة، ولكنهم يشعرون أن هناك انحيازا، ويرغبون فى أن تلعب الولاياتالمتحدة دورا أفضل فى التأكد بأن العملية السياسية نزيهة وعادلة ومنصفة. وتعليقا على دعوة الولاياتالمتحدة للمعارضة بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية وعدم مقاطعتها، قال ميشيل حنا، الخبير بمؤسسة القرن الأمريكية، إن هذا المطلب عمّق تصور المعارضة بشأن الانحياز الأمريكى، وأضاف: عندما تفعل المعارضة شيئا لا يعجبها، فإن واشنطن مستعدة لانتقاده بجرأة، لكن عندما يفعل "مرسى" شيئا مشابها فإن الأمريكيين لا يفعلون الأمر نفسه، وهذا غير مفيد. ويرى "حنا" أن الولاياتالمتحدة فى كثير من الأحيان تخفض مستوى علاقتها بمصر بربطها بمعاهدة السلام بينها وبين إسرائيل، والمبالغة فى أهمية الضغوط الأمريكية فى الحفاظ على الاتفاقية وتقليل قيمة المصلحة المصرية فى الحفاظ على السلام. وتابع الخبير الأمريكى قائلا: لا ينبغى بشكل أساسى أن ترى واشنطن العلاقة بهذا القدر من الهشاشة. وأضاف: لا أعتقد أنه ينبغى أن تكره أمريكا المصريين لكنه لا يعتقد أيضا أن أمامها خيار الصمت فى وجه تطورات مقلقة، مشيرا إلى أن الصمت فى حد ذاته شكل من أشكال التأييد.