محلات قديمة يذكرك تصميمها بعبارة "عفا عليها الزمن"، تمر من أمامها لتلتقط عيناك إبداعات رائعة من زمن فات.. رَسم تفاصيلها بعناية حرفيين بدرجه فنانين، قضوا أشهر طويلة فى إعداد قطعه واحد منها لتجذب البهوات فى العصور الماضية، وتوارث أبنائهم منهم المهنة الآن، خطوات لداخل هذه المحلات الواقعة بمصر القديمة، وتكتشف أن هذه الأعمال الآن هى أصل الموضة التى يقبل على شرائها أصحاب الذوق الرفيع من كل مكان فى العالم.. وأن صانعيها من زمن فات وأبناءهم الآن هم سفراء لمصر بأعمالهم فى كل دول العالم، وأصحاب الكلمة العليا فى الفنادق الراقية. اتجه الجميع الآن إلى اقتناء كل ما هو قديم لديكور منازلهم، يقول محمد سعد صاحب أقدم محل لبيع الديكور القديم المصنوع من النحاس، هناك من يأتى إلينا لاقتناء أدوات المنازل القديمة وعمل غرفة خاصة يجمع فيها كل مكملات هذه الغرفة لتصبح غرفة الذكريات الخاصة به، يبدأ فيها بشراء الكراسى النحاس والطرابيزة والصينية ذات الحجم الكبير والمنقوشة بأجمل اللوحات الفنية التى قام بعملها حرفيون كانوا يعشقون المهنة. ويضيف هناك كمية قليلة قد لا تعد على صوابع اليد تطلب مثل القطع القديمة ولكن من النحاس الجديد وهذا يحتاج عمل آخر فى الورشة، ومن الصعب أن نجد عاملا بالحرفة ذاتها يعمل مثل القديمة طبق الأصل لابد أن يضع فيها لمسته الخاصة به. وبعد أكثر من 20 عاما من العمل بمهنة بيع الأنتيكات والديكور القديم لم يجد الأستاذ ثروت أبو ناشى سببا لإقبال المصريين على اقتناء هذه القطع القديمة حاليا إلا أنهم يشعرون الآن بنوع من فقدان للحضارة والأصول القديمة والأمان وسط زحمة الحياة العصرية التى أصبحت أسرع من الخيال، والتى تحتوى على صراعات ليس لها نهاية، ولكن النظر إلى القديم قد يذكرنا بعلماء أو أهل أو حكمة نستطيع الاستفادة منهم. أما هيثم مجدى يشير إلى أن غير القادرين على شراء المنتجات القديمة للديكور، ومن يفضلون الأعمال المقلدة من الزجاج الملون كأحد أشكال موضة فن الزمن الجميل، ويقول: نحن نقوم بعمل نجف متعدد الأشكال والاستخدام من الزجاج الملون والمطعم بقطع النحاس المكسرة القديمة، مما يعطى لها صبغة قديمة ولكن بطعم الحديث.