ذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى اليوم الاثنين، أن الجيش الإسرائيلى رفع حالة التأهب القصوى والاستعداد للتصدى لأى مواجهات عنيفة خلال أو عقب جنازة الأسير الفلسطينى "عرفات جرادات"، الذى استشهد مساء السبت فى سجن "مجدو" الإسرائيلى فى ظل توقعات بحدوث انتفاضة كبرى. وأضافت القناة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى يخشى من امتداد المواجهات إلى الطريق 60 القريب من قرية عسير شمالى مدينة الخليل والمخصص لحركة المستوطنين، مشيرة إلى أن قيادة الجيش أمرت برفع مستوى اليقظة والاستعداد والالتزام بقواعد الاشتباك الأخيرة خلال الاضطرابات مع الفلسطينيين. وقالت القناة الإسرائيلية، إن التخوف الإسرائيلى من تدهور الأوضاع يعود عقب اتهام السلطة الفلسطينية رسمياً إسرائيل بقتل الأسير جرادات تحت التعذيب، وهو ما سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى نفيه، وفقاً للقناة. وفى السياق نفسه ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن جنود الجيش الاسرائيلى زودوا بوسائل تفريق المظاهرات، وتلقوا تعليمات جديدة بخصوص أوامر الاشتباك وفتح النار اتجاه المتظاهرين. وفى السياق نفسه، ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية اليوم الاثنين، أن منسق أعمال حكومة الاحتلال فى مناطق السلطة الفلسطينية الجنرال إيتان دانجوت، قد تحدث عدة مرات مساء أمس الأحد مع رئيس وزراء السلطة سلام فياض، وطالبه بمنع تصعيد المواجهات خلال وعقب جنازة الأسير الشهيد عرفات جرادات. وأشارت الإذاعة العبرية إلى أن هذه الاتصالات تمت بعد ساعات طويلة على رسالة رئاسة الوزراء الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية بهدف تهدئة الأوضاع فى الضفة الغربية، وتحويل أموال الضرائب عن شهر يناير فى خطوة قالت إنها تهدف للسيطرة على الوضع الأمنى. وأعربت مصادر إسرائيلية مسئولة، عن خشيتها من فقدان أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية السيطرة على مجريات الأمور وضبط مسار المظاهرات المتصاعدة فى المناطق. وقالت المصادر لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إن السلطة تحاول تنظيم احتجاجات شعبية ومنع العمليات الاستشهادية فى مسعى لإعادة طرح القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الدولى، تمهيداً لزيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لإسرائيل. وانتقدت جهات مسئولة أخرى قرار إسرائيل وقف تحويل أموال المستحقات الضريبية لسلطة من شهر ديسمبر الماضى، مشيرة إلى أن الجزء الأكبر من هذه الأموال يستخدم لصرف رواتب أفراد أجهزة الأمن. وفى ظل استمرار تلك المواجهات فى الضفة الغربية بين جيش الاحتلال الإسرائيلى والعشرات من الفلسطينيين وفى أعقاب وفاة الأسير الفلسطينىعرفات جرادات فى سجن مجدو، ذكرت صحيفة "هاآرتس" مساء أمس الأحد، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو قد أوفد المحامى المفاوض، إسحاق مولخو، محملاً إياه رسالة للقيادة الفلسطينية فى رام الله، يطلب فيها وقف المواجهات الميدانية فى الضفة الغربية، فى محاولة إسرائيلية لتجنب اندلاع انتفاضة ثالثة. وتحتجز إسرائيل أموال الضرائب المستحقة للسلطة لأسباب سياسية خاصة بعد التوجه الفلسطينى للأمم المتحدة والذى نالت على أثره فلسطين دولة غير كاملة العضوية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة. فى حين أكدت مصادر إسرائيلية أن نتانياهو قرر أمس الإفراج عن أموال ضرائب السلطة الفلسطينية عن شهر يناير الماضى مقابل تحمل الأخيرة مسئوليتها فى إنهاء التصعيد الذى تشهده مناطق الضفة الغربية خلال اليومين الأخيرين، معتبرين أن هذه الخطوة جاءت من أجل استدراك الوضع فى مناطق الضفة الغربية، وخطوة داعمة للسلطة الفلسطينية بهدف تهدئة الأوضاع هناك. وأضافت تلك المصادر أن رئيس الوزراء قد تلقى على مدار اليوم تقارير حول ما يحدث فى الضفة الغربية ويتابع شخصياً آخر التطورات على الساحة الفلسطينية. وكانت الضفة الغربية قد شهدت مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلى فى مدن الضفة الغربية على خلفية استشهاد الأسير عرفات جرادات فى سجن مجدو، وخطوة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ أكثر من 7 أشهر، وذلك فى الوقت الذى طلبت "إسرائيل" من السلطة الفلسطينية التدخل لتهدئة الأوضاع. وأسفرت المواجهات التى وقعت بمحيط سجن عوفر بالقرب من مدينة رام الله عن وقوع عدد كبير من الإصابات فى صفوف الفلسطينيين معظمها إصابات اختناق بالغاز المسيل للدموع الذى استخدمه الجيش الإسرائيلى لتفريق المظاهرات، بينما ذكرت مصادر إسرائيلية أن جندياً واحداً أصيب بجراح وصفت بالطفيفة نتيجة المواجهات التى وقعت منذ صباح اليوم. وطالبت إسرائيل القادة الفلسطينيين باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لتهدئة الأوضاع فى الضفة الغربية التى شهدت اشتباكات منذ عدة أيام بين محتجين وقوات الأمن الإسرائيلية بسبب تردى أوضاع السجناء الفلسطينيين. وكان آلاف الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال قد شرعوا منذ صباح الأحد فى إضراب شامل عن الطعام وأرجعوا وجبات الطعام حدادا على وفاة عرفات شاهين جرادات (30 عاما) من محافظة الخليل بعد اعتقاله بستة أيام، وتنديدا "بسياسة الاحتلال القمعية المتصاعدة بحق الحركة الأسيرة". وكان جرادات قد اعتقل من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلى "الشاباك" فى يوم 18 فبراير الجارى بتهمة رشق سيارات إسرائيلية بالحجارة بالقرب من بلدة كريات أربع، حيث أصيب مواطن إسرائيلى بجراح.