أعاقت الخميس نيران القناصة الكثيفة التي تطلقها القوات الموالية للعقيد المخلوع معمر القذافي تقدم القوات الحكومية الليبية التي تحاول السيطرة على مدينة "سرت" مسقط رأس القذافى والذي كان قد حذر فى وقت سابق زعماء الدول النامية التي اعترفت بالحكومة الانتقالية في ليبيا من أنهم سيلاقون "نفس مصيره". وقال عمال الإغاثة التابعون للصليب الأحمر - الذين تمكنوا من الوصول إلى المستشفى الرئيسي في "سرت" - إن الجرحى والمرضى من المدنيين - الذين يختبئون من إطلاق النار في ممرات المستشفى وفي ظل نقص حاد فى أعداد المعالجين والأطباء - تتم محاصرتهم. من جانبهم قال قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي إنهم يعتقدون أنهم سيسيطرون تماما على المدينة - التي يسكنها 75 ألف شخص - قبل نهاية الأسبوع الحالى.كما تعهدوا بأن القوات المحيطة "بسرت" من أطرافها ستدخل المدينة يوم غد الجمعة في هجوم منظم. وقد تمركزت قوات المجلس الوطني الانتقالي في منطقة فيلات وعمارات سكنية من خمسة طوابق حيث استخدموا البنادق الآلية والقنابل الصاروخية وذلك في محاولة منهم لإسكات مواقع "القناصة" الموالين للقذافي عن طريق استخدام المناظير للبحث عن الومضات التي تشير الى أماكن انطلاق رصاصات القناصة الذين يختبئون في مئذنة مسجد قريب من قاعة "واجادوجو" للمؤتمرات. يشار إلى أنه مع تركيز قوات المجلس على مدينة "سرت" ما زالت ليبيا في أزمة سياسية حيث أنها لا تملك غير حكومة مؤقتة فيما يقول محللون إن السيطرة على المدينة لها أهمية رمزية كبيرة للحكام الجدد في ليبيا لأن ذلك سيعني السيطرة على أكبر معقل لمقاتلى القذافي وسيسمح للحكومة المؤقتة بعد ذلك بإجراء عملية انتخابات ديمقراطية.