شقت قوات الحكومة الليبية طريقها شارعا تلو الأخر لتدخل وسط سرت مسقط رأس معمر ألقذافي يوم الأربعاء بعد أن قال قادة ميدانيون أن معركة السيطرة على المدينة دخلت ساعاتها الأخيرة. والسيطرة على سرت لها أهمية رمزية كبيرة للحكام الجدد في ليبيا لان ذلك سيعني السيطرة على أكبر جيب مقاومة موال للقذافي وسيسمح للحكومة المؤقتة بإجراء عملية انتخابات ديمقراطية. وكانت تكلفة المعركة للسيطرة على المدينة باهظة في صفوف المدنيين. فقد تقطعت بهم السبل بفعل القتال مع تضاؤل إمدادات الغذاء والمياه وعدم توفر منشآت طبية مناسبة لعلاج الجرحى. وخفت حدة نيران المدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية من جانب الموالين للقذافي ضد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي عند أطراف المدينة يوم الأربعاء مما سمح للقوات الحكومية بالتقدم. وقال عادل الحاسي وهو قائد محلي لقوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي "أكثر من نصف المدينة يخضع الآن لسيطرة الثوار... وخلال يومين ستكون سرت حرة بإذن الله." وقال مسعفون في مستشفى ميداني خارج سرت أن ثلاثة من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي قتلوا و20 آخرين أصيبوا بجراح يوم الأربعاء. وقالت مراسلة لرويترز قرب وسط سرت أن بإمكانها سماع دوي قذائف المورتر وهي تسقط قرب مواقع مقاتلي المجلس الانتقالي لكن القوات الموالية للقذافي لجأت الآن إلى استخدام الأسلحة الصغيرة مع تحول القتال إلى حرب شوارع. وتقدمت قوات المجلس الانتقالي إلى حي الحكومة في سرت الذي يضم مجموعة من الفنادق الفاخرة والفيلات ومراكز المؤتمرات حيث اعتاد ألقذافي استضافة الزعماء الأجانب. وتمركزت مجموعة من المقاتلين المناهضين للقذافي في فندق فاخر على ساحل البحر المتوسط استخدمته ستارا لاطلاق النار على الموالين للزعيم المخلوع في منطقة سكنية تقع على بعد نحو 300 متر. وقال هؤلاء المقاتلون أن الفندق الذي أقيم خصيصا للقذافي وضيوفه به تجهيزات فارهة