تقول باحثة العلاقات الإنسانية شيماء فؤاد:"ترتكز فترة الخطبة على عامل أساسى ألا وهو الرغبة فى القبول والإعجاب، خاصة أن الأمر بعد الخطوبة يقع فى نطاق "فردين"، وأى انطباع غير جيد لأحدهم عند الآخر سيعتبره الشخص نوعا من الفشل والهزيمة - فى حين أن "الحِسبة" ليست كذلك - بالإضافة إلى الشعور القاسى بالرفض. إذن فالجميع يود أن يهرب من هذا الشعور ويعيش الشعور الآخر وهو القبول والإعجاب والحُب، أثناء هذا الهروب اللاواعى أحياناً يقوم بعض الأشخاص بإظهار ما ليس فيهم أو التجميل الشديد لما فيهم، كترقيق الصوت والهدوء المصطنع ووضع مساحيق التجميل التى تغير الشكل بشكل كبير وغير هذا بالنسبة إلى المظهر. أما بالنسبة للشخصية فيحاول بعض الأشخاص أن يظهر المثالية الشديدة والتسامح الكبير مع الأخطاء فى حين أنه فى الحقيقة لا يتسامح مع مثل هذه الأخطاء، وربما التغاضى عن أمور بغرض تقريب المسافات فى حين أنه فى الواقع والحقيقة الشخص رافض بالفعل لهذه الأمور وينوى رفضها فيما بعد، أى أنه لا يبدى رأيه الحقيقى الذى يعبر عن شخصيته الحقيقية وأيا كانت النية وراء ذلك فهذا خداع للنفس وخداع للآخرين وبداية غير جيدة لأكثر علاقة تتطلب الوضوح والصراحة والمباشرة والرضا التام عن حقيقة الطرفين. ومن الأضرار التى يتعرض لها الشخص فيما بعد هو أنه يقل فى نظر الآخر بالإضافة إلى الثقة التى ستهتز، وهنا نتعرض للشعور الذى هربنا منه بطريقة خاطئة وهو شعور الرفض، ولكنه الآن من أكثر الأشخاص قرباً مما يؤثر على حياتنا وعلاقاتنا كلها إذن علينا أن نعلم أن التجمل مطلوب لكن التجمل الذى يغير الواقع غير مطلوب.
