السلام عليكم.. أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاما.. ومخطوبة من ثلاثة أشهر. مشكلتي إني كنت مخطوبة مرتين قبل كده، وحاسة إن مافيش تفاهم بيني وبين خطيبي؛ مختلفين في حاجات كتير، وخناق دايما في حاجات بسيطة، كل الأمور بيكبرها أوي، وأنا باشوف إن هي حاجات بسيطة وماتستهلش. ويقول لي كل حاجة وباخدها ببساطة، وبيتهمني إني مش رومانسية وجافة؛ لأني باحس إن الرومانسية عنده حاجات أخجل منها وتغضب ربنا، هو عرف بنات كتير قبل كده، وإحنا مش بنتقابل إلا قليل، يعني كل 3 أسابيع مرة وبنكون في البيت؛ لأنها خطوبة تقليدية. بينتقدني كتير جدا في كل تصرفاتي وإني بانسى كل حاجة يقولها لي، وإني مش باركز في كلامه؛ لكن المشكلة عندي إني مش باسمعه كويس في التليفون، صوته مش واضح، وكمان بيكون أغلبية الوقت في دوشة وباعدي الكلام؛ علشان مش كل شوية هأقول له "إيه..؟ مش سامعة". مش حاسة بأي اهتمام منه ليّ؛ مش حاسة بلهفته عليّ؛ يعني يوم إجازته بحب أشوفه بدري مش بيصحى بدري، ويقول لي: "أصلي ماقدرتش أصحى"، كمان لما يخرج من الشغل مش بيكلمني ويكون ملهوف إنه يسمع صوتي، وعلى طول يتعصب ويزعق، ويقول لي إني مش باقدر إن شغله واخد وقته. في مشكلات كتير وظروف البلد صعبة وكلامه جامد جدا ليّ، ومافيش كلام حب إلا قليل.. أنا تعبت من كتر الخناق.. ومش عارفة أعمل إيه؟ مش عارفة أتعامل معاه إزاي؟؟
ahmedsal
صديقتنا العزيزة.. ترد هذه المشكلة كثيرا من الفتيات حديثات الخطوبة، وهي مشكلة طبيعية؛ نظرا لأن أي اثنين في الدنيا بحاجة إلى فترة معقولة حتى يتم التفاهم بينهما؛ فالتفاهم تسبقه مرحلة التعارف، ولا بد أن يسبق كل ذلك القبول؛ لأنه دون القبول لن يتحقق التعارف الحقيقي، والتعارف يا صديقتنا يأخذ وقتا، حتى تتعارف الطباع وتتآلف، فيتحقق شيء من التفاهم تدريجيا، ثم ينبني جدار الثقة الذي تبدأ بعده الصراحة ثم الحب بإذن الله. فلا تقلقي لأنك لم تستطيعي أن تتقبلي خطيبك بعد ثلاثة أشهر من الخطوبة في جو عائلي تسوده الرسميات والتقاليد المعدّة سلفا، فهذا طبيعي ولا داعي للعجلة؛ فمع الوقت ستحبين فيه صفة ما وسيعجبه فيكِ صفة أخرى، وهكذا تكتشفان فيما بينكما كل جديد وجميل، فيتولد المشاعر التي تبحثين عنها. وهذا ليس عيبا فيه أو فيك.. فالارتباط عن طريق العائلة والمعارف لا يعطي طرفا من الأطراف فرصة الإعجاب اللحظي؛ بل يحتاج الموضوع إلى بناء جسور الحب على أسس متينة، قوامها المواقف والأفعال والتصرفات، لا الخلفيات والأوهام التي تنبني عليها علاقات المراهقين الذين تقوم حياتهم على الخيال لا على الحقيقة. لذا إذا سألتني عن أكثر جملة لا أصدقها أقول لك جملة: "الحب من أول نظرة"؛ فهذه الطريقة تعبّر عن عاطفية حالمة لا يصح أن تختلط بالحياة؛ لأن الحياة لا يمكن أن تحسب أبعادها وتجمع أشلاؤها من أول نظرة، بل تحتاج إلى مرات ومرات من التعارف والاستكشاف حتى يتحقق الاستيعاب الحقيقي الواقعي لما فيها. لذا فأنتِ وخطيبك قمتما بخطوة أولية وهي الخطوبة، التي يعرفها الجميع على أنها فترة تعارف، يتقرب الطرفان فيها كل من بعضهما حتى يحققا قدرا من التفاهم، في نهايتها يسمح لهما بأن يسعيا في الإرضاء المتبادل الذي سببه الحب والرغبة في إكمال المشوار. النصيحة المثالية في هذه الأحوال هي "الوضوح والمكاشفة".. فالخطأ الذي يقع فيه معظم الناس في فترة الخطوبة أنهم يحاولون أن يتجملوا أكثر من اللازم، ويتكلفون ليظهروا خلاف الواقع، وإذا صدق الطرف الآخر هذه الطريقة -وهي غالبا تكون مكشوفة ولا طعم لها- فإنه يصطدم بالواقع حين تتغير الظروف، وحين تصبح الفتاة الهادئة الرقيقة الحالمة هذه زوجته على طبيعتها، أو حين تصبح الرومانسية طلبات منزلية، أو حين يصبح الترحيب المبالغ فيه من قِبل الأهل مطالبات مادية تتوقف على أساسها مصير الزيجة كله. لذا فليس هناك شيء أفضل من الوضوح وأن تتعاملي بطبيعتك، وأن تقولي كل ما يشغلك له في حدود الطبيعي، أن تستكشفي شخصيته هو الآخر، وتقيميه كشخص كإنسان، دون إفراط ولا تفريط. ومن المهم أيضا ألا تستعجلي الحب؛ فالحب ينطبق عليه ما ينطبق على غيره مِن أن ما يأتي بسرعة يذهب بسرعة؛ لذا يجب أن يأخذ وقته، وأن يدخل إلى قلبك وفق قناعات وثوابت، لا وفق أوهام وتخيلات منشؤها الرغبة في الحب ذاته، لا الرغبة في حب هذا الشخص نفسه. أدعو لك بأن يتم الله عليك نعمته، وأن يرزقك الحب والسعادة، وأن يكتب لك كل خير.. آمين.