في إطار الضجة المصاحبة لإعلان بوتين ترشيح نفسه خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، كتبت صحيفة الجارديان الريطانية عن تداعيات ذلك إقليميا ودليا، خاصة وأن فوزه أمر لا مفر منه. وقد بدأ الكاتب لوك هاردينج مقاله باستعراض افتراضي لما سيكون عليه الحال في 2024، فكل القادة الأوروبيين قد التزموا منازلهم بما فيهم ميركل وديفيد كاميرون ويرلسكوني مع فتياته، عدا شخصا واحدا لا يزال يصارع قانون الحياة اسمه بوتين، الذي يزداد عنفوانا وشبابا يوما بعد يوم. هل تبدوالتنبؤات سخيفة؟ لا بل هي الواقع فقد أعلن بوتين عن ترشحه لرئاسة البلاد خلفا لديمتري ميدفيدف، الذي أبقى الكرسي دافئا له، ليتولى رئاسة الوزراء في مسرحية تبادلية بينهما، في خطوة لم تكن مفاجئة للجميع بعدما ظهر من خضوع ميدفيدف لبوتين في الفترة الأخيرة، ولعل ما ورد في أحد برقيات ويكيليكس من تشبيه لبوتين وميدفيديف بدوري باتمان وروبين هو أصدق تشبيه للوضع في روسيا الذي لطالما سيطر عليه شخص واحد رجلا كان أوامرأة. وعلى الرغم مما ظهر في بداية فترة ميدفيدف من كونها بداية عهد جديد مع الأوروبيين، إلا أنه مع حلول 2010 اتضح للعالم أن ميدفيديف لم يكن سوى أداة في يد بوتين لممارسة دور الرئيس حتى عودته. ومع قرب عودة بوتين للكرملين بدأ التليفزيون الروسي في حملة لإعادة تلميع صورته، وإظهاره في دور الرجل مفتول العضلات الذي لا يهاب أي شيء، وسرد بعض من إنجازاته السابقة. لكن السؤال الآن ألم يمل الروس من عهد الركود السياسي، أما آن لرياح الربيع العربي أن تهب على روسيا؟!