يفضل المغاربة تصوير أنفسهم على أنهم متفردون فى الشرق الأوسط، من حيث إيجاد سبيل ثالث ما بين الثورة والقمع وسط انتفاضات الربيع العربى. وتتحدى أكبر جماعة إسلامية معارضة وجهة النظر تلك، ففى مقابلة مع الأسوشيتد برس حذر فتح الله أرسلان، نائب الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، من أن المغرب يواجه خطرا جديا بنشوب ثورة شعبية إن لم تعترف الدولة بمطالب الربيع العربى مع تطبيق إصلاحات ديمقراطية حقيقية. وقال بمنزله بالعاصمة الرباط "تدهورت الأمور إلى نقطة ما قبل الربيع العربى، واليوم هناك خطر انتفاضة شعبية خارج أى هيكل سياسى.. لا يمكننا أن نتنبأ بتوقيت انفجار الأوضاع الاجتماعية، لكن المؤكد أن جميع العناصر موجودة بالفعل". وعلى عكس قادة آخرين بالمنطقة شهدوا انتفاضات شعبية ضد حكمهم فى 2011، سارع الملك محمد السادس ملك المغرب بوعود بمزيد من الانفتاح السياسى بالبلاد، ومنح سلطات أوسع لمؤسسات منتخبة. وتم تمرير دستور جديد، ثم فاز حزب العدالة والتنمية الإسلامى، وقام بتشكيل الحكومة، ما جعل جماعة العدل والإحسان أوضح قوة معارضة، إلا أن أرسلان قال إنه بعد نحو عامين من اندلاع ثورات الربيع العربى لاتزال البلاد تسير للوراء من خلال ملكية وراثية لاتزال تمسك بقبضة السلطة، ولا يحق للشعب محاسبتها. تأسست جماعة العدل والإحسان فى 1987، وهى حركة سياسية وصوفية طال انتقادها للملكية، كما دعت إلى إصلاحات سياسية حقيقية ودولة مبنية على المفاهيم الإسلامية للعدل والإحسان والخير.