دعا اليوم السبت مجلس الأمن الدولي إلى وقف أعمال العنف في اليمن والعمل على انتقال سياسي بقيادة يمنية، في نفس الوقت التي أعربت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية عن قلقها إزاء الأحداث، مشيرة إلى دعوتها للرئيس اليمني علي صالح للقيام "بنقل كامل للسلطة دون تأخير". وفي بيان تناقلته وكالات أنباء،طلب مجلس الأمن الأطراف في اليمن إلى إنهاء العنف ضد المدنيين السلميين والعزل والبرهنة على أكبر قدر ممكن من ضبط النفس"، مضيفا: "ندعو كل الأطراف إلى السير قدما باتجاه عملية انتقال سياسي شاملة ومنظمة وبقيادة يمنية"، وشدد على دور المبادرة الخليجية التي نصت على عملية انتقالية إلى حكومة جديدة. وأوضح البيان أن "أعضاء المجلس عبروا عن قلقهم العميق من استمرار تراجع الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن"، مبينا أنهم "قلقون من تدهور الوضع الأمني بما في ذلك تهديد تنظيم القاعدة في بعض أجزاء اليمن". كما دعا أعضاء المجلس إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية وطلب من كل الأطراف "الامتناع عن استهداف بنى تحتية حيوية". وكان الرئيس اليمني قد عاد يوم الجمعة الماضية إلى البلاد بعد غياب 3 أشهر أمضاها في السعودية للعلاج عقب الهجوم الذي استهدف اغتياله مع عدد من كبار قادته، وتزامن ذلك مع معارك عنيفة راح ضحيتها أكثر من 40 شخصا. في سياق متصل، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، في بيان إلى أن الولاياتالمتحدة تبدي قلقا عميقا إزاء الوضع الحالي في اليمن، وتحث كل الأطراف على وقف العنف وممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأضافت قائلة إن يمنيين كثيرين قتلوا وكل يوم يمر دون حدوث تحول سلمي ومنظم يوم آخر يضطر فيه الشعب اليمني إلى أن يعيش في بيئة غير مستقرة تهدد أمنه وسبل عيشه، موضحة "نحث من جديد الرئيس صالح على المبادرة بالقيام بنقل كامل للسلطة دون تأخير وترتيب إجراء انتخابات رئاسية قبل نهاية العام في إطار مبادرة مجلس التعاون الخليجي". وكانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد دعت صالح مرارا إلى التنحي عن السلطة وترتيب إجراء انتخابات رئاسية بحلول نهاية العام. وتدخلت عدة أطراف من أجل إنهاء الأزمة اليمنية التي بدأت تعصف بها منذ أشهر، وعلى رأسها دول الخليج حيث سعت لإقناع الرئيس صالح للتوقيع على مبادرة مجلس التعاون الخليجي , إلا أنها فشلت بعد تراجع صالح 3 مرات في اللحظة الأخيرة عن توقيعها. وقد وضعت دول الخليج القلقة من استمرار الأزمة في اليمن منذ يناير خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على أن يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين. وتشهد المدن اليمنية منذ منتصف يناير الماضي مظاهرات احتجاجية، تطالب بإسقاط حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مما أدى إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، أسفرت عن مصرع وإصابة المئات من الأشخاص.