قُتِل ثلاثة أشخاص في تعز جنوب غرب العاصمة اليمنية اليوم الأحد، في حين يستعد الشبان في صنعاء للتظاهر ضد الرئيس علي عبد الله صالح. وقالت مصادر طبية وقبلية: إنّ ثلاثة أشخاص قتلوا بينهم مسلحان من القبائل خلال اشتباكات مع قوات عسكرية موالية للرئيس في تعز جنوب غرب صنعاء. وأكّد سكان أنّ الحرس الجمهوري الذي يتولّى أحمد، النجل الأكبر للرئيس، قيادته عزّز مواقعه في هذه المدينة التي كانت من أوائل المنتفضين ضد صالح عبر نشر أسلحة ثقيلة على التلال المحيطة بها. في المقابل، كانت الأوضاع هادئة في صنعاء غداة مواجهات بين القوات الموالية لصالح وتلك المعارضة له أوقعت ما لا يقل عن 40 قتيلاً بحسب مراسل فرانس برس. وساد الهدوء في العاصمة بعد ظهر السبت إثر دعوة الرئيس اليمني إلى وقف للنار فور عودته المفاجئة من السعودية حيث مكث أكثر من ثلاثة أشهر. لكن مصادر إعلامية تحدثت عن أنّ قوات الطرفين ما تزال منتشرة في الشوارع رغم أوامر صالح بسحب العسكريين المؤيدين والمنشقين من العاصمة. وأوْدَت المعارك بين الوحدات العسكرية الموالية والمعارضة وكذلك بين القبائل المؤيدة والمناهضة للرئيس ما لا يقل عن 174 قتيلاً منذ اندلاع الاشتباكات قبل أسبوع. وتركزت المواجهات خصوصًا في محيط ساحة التغيير رمز حركة الاحتجاجات حيث يعتصم شبان منذ ثمانية أشهر مطالبين برحيل صالح. وصباح الأحد، دعا الشبان إلى التظاهر انطلاقًا من الساحة للمطالبة بتقديم الرئيس اليمني إلى المحاكمة، كما وجهوا دعوة إلى التظاهر في المدن الأخرى. ومن المتوقع أن يلقي صالح في المساء خطابًا بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لانقلاب 26 سبتمبر 1962 الذي أطاح بآخر أئمة اليمن. ودعا مجلس الأمن الدولي مساء السبت إلى وقف أعمال العنف في اليمن. وأصدرت الدول ال15 الأعضاء في المجلس بيانا دعت فيه الأطراف إلى "نبذ العنف بما في ذلك ضد المدنيين السلميين والعزل والبرهنة على أكبر قدر ممكن من ضبط النفس".وأضافت الدول ال15 أنها "تدعو كل الأطراف إلى السير قدمًا باتجاه عملية انتقال سياسي شاملة ومنظمة وبقيادة يمنية". وشدّد المجلس على دور مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي نصت على عملية انتقالية إلى حكومة جديدة. وقال البيان: إن "أعضاء المجلس عبروا عن قلقهم العميق من استمرار تراجع الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن"، مؤكدًا أنهم "قلقون من تدهور الوضع الأمني بما في ذلك تهديد تنظيم القاعدة في بعض أجزاء اليمن".ودعا أعضاء المجلس إلى تأمين وصول المساعدات الإنسانية وطلب من كل الأطراف "الامتناع عن استهداف بنى تحتية حيوية".